موسوعة قصائد واشعار الشاعر ابو الفتح البستي..

شكوتُ إليهِ الحُبَّ كيْما يقلَّ من

حَرارةِ أحشائي ببردِ رُضابِهِ

فجادَ ببُخلٍ أو بَموتٍ مُعَجَّلٍ

فأبديْتُ مَرتاداً رُضابَ رُضابِهِ

عليكَ إذا انجابَ الدُّجى بكَبابِ

وعَقِّبْهُ مُرتاحاً بكأسِ شَرابِ

ولم يفتَح الأقوامُ باباً إلى المُنى

كَبابِ شَرابٍ أو كبابِ كبابِ

تقدَّمتَ في مُعجِزاتِ العُلومِ

وغُصتَ على الكَلِمِ الطَّيِّبِ

نشرْتَ منَ القولِ بعدَ المَماتِ

فصُنْهُ إلَهي عن الطَّيِّ بي

إذا دهى خَطبٌ فآراؤه

تُغني عن الجَيشِ وتَسريبِهِ

وإن دجا لَيْلٌ بدَا نورُهُ

للرَّكْبِ نجماً فهي تَسري بِهِ

ولَّما تتابَعَ صَرفُ الزَّمانِ

فزِعْنا إلى سَيِّدٍ نابِهِ

إذا كشَّرَ الدَّهرُ عن نابِهِ

كشَفْنا الحوادِثَ عَنّا بِهِ

وقائلَةٍ إنَّ المعَالي مناهبٌ

فقلتُ لَها أخطأتِ هنَّ مذاهِبُ

أرادَتْ صُدوفي وانحِرافي عنِ العُلا

وما أنا في هَذي المذَاهِبِ ذاهِبُ

إذا ما انجلى الرَّأيُ فاحكُمْ بهِ

ولا تحكُمَنَّ بما يَشْتَبِهْ

ونَبِّهْ فؤادَكَ عن رَقْدَةٍ

فإنَّ المُوَفَّقَ مَنْ يَنْتَبِهْ

أنظر إلى ولَهي بخمرةِ خَدِّهِ

يا حبَّذا ولَهي بهِ ولَهيبِهِ

وكأنَّما دَمعي على وَصَبي بهِ

جارٍ على تَعذيبِهِ وَصَبيبِهِ

كأنَّ فاها إذا مَا الراح قبَّلَها

مِسمارُ تِبْرٍ جرى في سمِّ ياقُوتِ

قُوتي بفيِها وعيْشي بَرْدُ ريقَتِها

إذا نأى ريقُها ناديْتُ ياقُوتي

شافَهَ كَفِّي رَشَأٌ

بقُبلَةٍ ما شفَتِ

فقلْتُ إذْ قبَّلَها

يا لَيتَ كَفَّي شَفَتي

خَمسينَ عاماً كنتُ أمَّلْتُها

كانت أمامي ثمَّ خلَّفتُها

كنزُ حياةٍ لي أنفقْتُهُ

على تصاريفَ تصرَّفْتُها

لو كانَ عمري مائةً هدَّني

تَذَكُّري أنِّي تَنَصَّفْتُها

ذو العَقلِ لا يسلَمُ مِن جاهِلٍ

يسومُه عَسْفاً وإعناتا

فَلْيخْتَرِ العَدلَ إذا ما كنَى

ولْيَلزَمِ الإنصاتَ إنْ صاتا