مساحة للهمس الرقيق ( عندما يأتي المساء)...

عندما يأتي المساء...


أشتاقك شوق الزهر للندى
ويقتلني الحنين
أبحث عنك ..
في سراديب الحرف
في مساحات الفراغ
خلف ضباب الصمت
فلا أجدك.

عندما يأتي المساء..


هناك أسئلةٌ تراودني
من أنت لتمتلك قلبي وتأسرني؟
من أنت لتستبيح خيالي وتصبح كل أحلامي ؟
من أنت لتغزو مملكتي وتغدو سلطان قصري؟
من أنت لأعيش على واقع يحمل طيفك ؟
أو رسما لملامح وجهك أوصورتك.

عندما يأتي المساء...



أراك في كل الأشياء من حولي
في واحتي تتهادى وتلثم خدي
من غيثك تحيي سنابل حقولي
تروي من فيض حبك عطشي
كم تمنيت بقاءك داخلي
لأتمتع بلذة شعوري
بالفشل تنتهي كل محاولاتي
أصرخ أحتاجك ..
لا بل أشتاق شروق نورك في حياتي.

عندما يأتي المساء...

أحاكي ليلي قصتي
أبحث عنك ولاأجدك معي
حاضرا بين يدي و غائبا مابين نبضي وروحي
أسهر معك كل يوم وتتركني كل الليالي
أسكنتك فؤادي
لكني لا أعلم بعد أين مكاني
أفي حاضرك ومستقبلك أم سأكون ماضي

قد إكتفيت بكتابتك حبا في واقعي

فقلمي صلة وصل يترجم شعوري .

عندما يأتي المساء...

تأتي أنت وأغيب أنا عن واقعي
من بين السماء والأرض تبدو لي
فلا أشعر نحوك سوى بإندفاعي
ما أصعب أن أمنع حباً إستوطن قلبي

فعند حضورك تفشل كل محاولاتي

أتلعثم بمخارج حروفي

وأضحك بصوت يخفي خجلي

أنا من أبحث عنكَ ولا تجدك سيدي

وما إن بَحَثتَ عنها بين يديك تجدني .

عندما يأتي المساء...


أشتاقك شوق الزهر للندى
ويقتلني الحنين
أبحث عنك ..
في سراديب الحرف
في مساحات الفراغ
خلف ضباب الصمت
فلا أجدك.

عندما يأتي المساء..

أبني عشي على أغصان القمر
أفرشه بخيوط أحلامي و ذكرياتي
أستضيء بنور النجوم
و من ألوان الشفق ألون حياتي.

عندما يأتي المساء..
أتقن لغة الصمت الأسير
أنثر الحقيقة حرفا
ألملم الجرح العسير.

عندما يأتي المساء..



تركب الروح صهوة الشرود اليانع
تسامر الزمن الجميل
تحاور القمر و النجوم
و في غمرة المناجاة
حيث الروعة و السكينة
بين أحضان الأحلام تغفي
و ببقايا الأمل تتدثر.

عندما يأتي المساء..

لغيابك تنتحر دمعة..
تسيل على الخد..
ترسم وشما من نار..
أناديك مساء..
أناديك ليلا..
أسمع رجع صدى..
صدى صوت بعيد..