مساحة للهمس الرقيق ( عندما يأتي المساء)...

عندما يأتي المساء..
وعند كل مساء..


سوف لن أكف عن مناداة ربي
لكي يقتص لي منك

عندما يأتي المساء..
وبالذات هذا المساء


سوف أنام قريرة العين
لاني على يقين من أن ربي
سيستجيب لدعائي
لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.

فيه ناس توصل متأخره لحياتك، بس تسبق ناس صارلها عمر

عندما يأتي المساء..


ويأتي طيف من نحبهم أو نودهم،
كانوا أحباباً أو أصدقاء قريبين، ولكن يصعب الوصول
إليهم، بعيدين قد أخذهم منا القدر بقسوة.

عندما يأتي المساء..

تقذفني الآهات داخل أحضان الصمت المدجج بآهازيج الوجع ..

عندما يأتي المساء..


يزداد حنيني
وتراودني كل كلماتك التي قلتها لي
وكل همساتك التي همستها لى يوما
ولم انسى بريق عينيك الذي يأسرني
في المساء
انتظر حتى يملني الانتظار
وسوف انتظر
لان قلبي دوما يسئل عنك
حتى تاتي قبل ان يأتي المساء
ونحيا المساء الذي علمني كيف يكون الصبر
لانال مفتاح الوفاء
احبك قد لا اقولها لك
ولكن اعرف انك تراها وتلمسها.

مما تصفحت.

عندما يأتي المساء..

وعند الغروب
عندما تنام الشمس
في أحضان البحر
ويضمها بحب واشتياق
وكأنهما عاشقان...
تلاقيا بعد الفراق
حينذاك...
أجلس وحدي مع غربتي
وليس لي رفيق في وحدتي
إلاّ الذكريات والآهات
والأحزان والتنهدات.

عندما يأتي المساء..

وعندما يطل القمر
ويغازل النجوم
ويحلو للعاشقين السمر
على ضوء القمر
في تلك الكروم
حينذاك...
تقتلني الوحدة والضجر
ويدق في قلبي ناقوس الخطر
وتندثر أحلامي وتموت
في غياهب القدر.

عندما يأتي المساء..

وعندما تنام العيون
ويركن كل شيء للسكون
ويتعانق عشاق الغرام
ويغرقون في عالم الأحلام
حينذاك...
تبدأ في نفسي الشجون
وتطل من رأسي الظنون
فأناجي عزلتي ووحدتي
وتدمع مني العيون.

عندما يأتي المساء..

وعندما تبرد النسمات
وترقد الأطيار
وتحلم الأزهار
وتسجد الأشجار
وتركع الكائنات...
في أعماق البحار
وتُسَبِّح الأفلاك والأقمار
للخالق الجبار
حينذاك...
أقِفُ في محرابي
أُصلّي... وأقرأ كتابي
وأدعو الله ربي
أن يَهدي قلبي
ويخفف لوعتي
ويرحم وحدتي

ويأتي الصباح...
فتستيقظ الكائنات
على ضوء يوم جديد
وتدب فيها الحياة
وتحيا من جديد
وقتذاك...
يكون قد أنهكني الضجر
وأَذْبَلَ أجفاني السهر
فأغفو من شدة الآلام
على سرير من الأوهام
أرجو... رحمة القدر.