يا ... بعيدة الدار اسمحي لعصافير فكري أن تغرد على اطراف عشك تغاريد شوق نغمها شدو وحنين فلقد آلمها بُعد الديار وناحت في ليل الهوى تبحث عنكِ عطشى تتهاوى نحو اروقة الانين اسمحي لها أن تهديكِ بعض آلامي حين امسي ولا يلازمني الا آهات وجدي عند الغروب كالضنين عودتي عيني على رؤياك ، لانك شمس نهاري وقمر ليلي مشرقة .... لا اعرف للاشياء ظل في كل السنين **** اتذكري تلك الليالي ونحن نسير في سفح ذاك الجبل البعيد ونقطف ازهار الربيع ونلعب خلف الصخور وحيدين اتذكري اللون الوردي على خدك من رحيق الازهار ونحن نعدو خلف الفراشات مسرورين اتذكري حبات المطر وهي تداعب فيك الوجه الصبوح وانا احملك فرحا ومرحا على الساعدين اتذكري طول العناق من الروح للروح والبدر شاهدا والصخرة الصماء تنصت للبوح بين العاشيقين **** وتبعدكِ عني الايام في شتاء كانون .... البرد والثلج والامطار والرياح والبرق والرعد وترحلين وتكافئي قلبي المتيم في هواك بسوط الفراق يجلدني كلما اصبح الصبح والناس للفجرمصلين وفي المساء تتجمد عبرات الشوق اليك تكوي الفؤاد وانا صابرٌ اضحك مع من ضحك والهم طاوين وفي الهجيع يجوح الذئب جائعا خلف التلال وانا الشبيه بجوحه لا جوعا يمزقني بل " انتي تدرين " **** عودي اليّ وارتقي ثوب الوداد الذي مزقته الضنون واجعلي فستان عودتك مزهرا بالورد وعطر الياسمين عودي فاني على ضفاف النهر مغروسا ارقب الزورق الذي سياتي بك من وراء الضباب " يا ليتك تاتين " عودي لمرتعنا هناك ملعب صبانا ومنبع هوانا وغلانا فانني مجنون الهوى فيك " بحلف اليمين " عودي مكحّلة الطرف هادئة النفس ناهدة الصدر كاعبة فاني اعرف تفاصيلك مذ كنتي معي على العشب تلعبين **** لا زالت ملامحك منحوتة في ذاكرتي كانها البتراء اوجدها الانباط بالمعول والكفين ولا زالت كتاباتك على الجدار شاهدة ورسمك القلب والسهم يخترق جنباته رمز المحبين امنحي عمري وعمرك فرحا قبل فوات الاوان سياتي يوما يغزونا الشيب في الحاجبين هذه قصتي دونتها ليس في رواية ترويها اجيال الغرام بل دونت على جدار ذاك الملعب باقلامنا ونحن لها كاتبين *********** بقلمي / القلم الانيق - العسيف 2020