عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-08-2023, 02:45 PM
مستريح البال غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
Awards Showcase
لوني المفضل ظپط§ط±ط؛
 رقم العضوية : 1849
 تاريخ التسجيل : 02-10-2020
 فترة الأقامة : 1328 يوم
 أخر زيارة : 12-02-2023 (12:00 AM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 30,556 [ + ]
 التقييم : 6475
 معدل التقييم : مستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عجبت ممن يخاف وله رب كبير سميع قريب مجيب



احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا».

فلا تعجب؛ فالله كريم؛ قال بعض الصالحين: "عجبت لمن خاف، كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]؟ فإني سمعت الله جل جلاله يقول بعقبها: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174]، وعجبت لمن اغتمَّ كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88]، وعجبتُ لمن مُكِرَ به، كيف لا يفزع إلى قوله: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر: 44]؟ فإني سمعت الله جل وتقدس يقول بعقبها: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} [غافر: 45]، وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها، كيف لا يفزع إلى قوله تبارك وتعالى: {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39]؟ فإني سمعت الله عز اسمه يقول بعقبها: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ} [الكهف: 39، 40].
هذا، ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أن الكرب إذا اشتد وعظُم وتناهى، حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، وتعلَّق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي تُطلَب بها الحوائج، فإن الله يكفي من توكل عليه؛ كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]؛ قال الفضيل: "والله لو يئستَ من الخلق حتى لا تريد منهم شيئًا، لأعطاك مولاك كل ما تريد".

فينبغي للعبد أن يُحْسِنَ ظنَّه بالله، وأن يقوِّيَ يقينه بفرج من عنده سبحانه؛ فهو عز وجل عند حسن ظن عبده به، وأن يبذل أسباب الفرج من الصبر والتقوى، وحمد الله على كل حال؛ قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 4، 5].
ولرُبَّ نازلة يضيق لها الفتــــــى ** ذرعًا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تُفـرَجُ





رد مع اقتباس