صرخة ..

طال صمتك يا فتى، وقبسٌ في حروفك قد خبا، بربك .. قل لي: إلى متى ..؟!
إلى متى ستبقى حبيساً هنا ..؟
حيث الوقت يمشي مختالاً أمامك، يراقب حيرتك وصمتك، يسخر من أيامك المفقودة.
تحتار في التحايل على الوقت، تأخذه في رحلةٍ معك، تُسمعه صوت فيروز، تغازل الطير بترانيمها التي تعشقها، تُسخره لطاعة ربك، لكتابة وصيتك، تشاركه وسادتك، وأطياف حلمك.
تصدح بالغناء، تريد أن تكسر قيد الصمت من حولك، تضحك من نشاز صوتك، تصمت فجأةً، ثم تغرق بين الضحك والبكاء..
ذهنك الشارد، نظراتك المنكسرة على الحائط، وبرواز يطوق صورة الأحبةِ، يهديك بريق أمل، يذكرك بما يستحق الحياة.

قل للصمت بأنك لن تنحني، لن تنهار، لن تسقط ..
قل للوقت تمطى على صبري، وتعبي، ما شئت فافعل ..
قل للحزن بأنك لن تُهزم في هذه الحرب .. لن تستسلم..

قل .. سأصدقك.

.

ربما يكون المشهد واحداً، لكن زاوية الرؤيا هي من تحدد هويته.