إن الأمورَ التي يَسودها الصَمتُ ملهمه , أن تَجلبَ إلى الصَدرِ رحابَةً أكبر في احتواء الأمور , ولأنني عُجمتُ كَثيراً عَنكِ , باتَ لحجمكِ بداخلي مِساحَةٌ لا تُذكر , حانَ الوَقتُ الآن للحديث الذي لاينتهي , للتفاصيل التي تَغزِلُ نَفسها صوفاً , في هَذا الجَبل , في هَذا التل , الذي يمتلئُ بالربيعِ وأنتِ , ولأنّكِ الملهمه في كلّ شَيء , عَزمتُ أن يكونَ السَطرُ الأوّلُ مِن خطابي ( حب ) يَجمَعُ الشرقيّةَ في رمشِكِ الذي يطول , كلما طالَ الريفُ الذي يعصفُ السنابلَ في حقولِ القَمح , ولانّكِ المزاجيّه كَهذا الكوب , سأجعلُ الخطوطَ في يَدي قَدرُكِ , يصلُ بطريقِكِ الصَعبه إلى مَدخلِ الشريانِ في نَبضي , إلى البطين الذي يَحتوي الدم الأحمر كَلونِ شفتيكِ الداكنه , للغوايه التي تَجعَلُ الرَجُلَ أحمقاً , يَضعُ قلبهُ وَعقله في خَصركِ النَحيل , الذي يَدورُ برقصَهِ كَما يَفعل القمرُ مَع الأرض , يَتبادلان السَمرَ والقبل , ولأنّني أن البارِعُ في وَصفكِ , سَيَكونُ اسمُكِ المتصدّرَ في صُحِفِ الصباح , أنّكِ السقمُ الأكبر في هذا القلب مِن ذاكَ الخَيال في هَذا الواقع , وَكم مِن الحماقَةِ تُذكر , تَحتَ هَذا العنوان , للحد الذي يجعَلُ الصَفحه مِمسحه لهذهِ الطاوله , في هَذهِ القهوةِ الشَعبيه , اتركي الأمرَ جانباً , سأعودُ لأكملَ التعاويذَ الليليّه , التي تَجعلُ مِن وَجهِكِ خرافَةَ القِصَصِ القديمه , حَكايا الساهرينَ على ضوءِ الشَمعةِ والقَمر , حكايَةُ الأميرَةِ الضائِعه في عُمقِ الغابه , وأميرها الذي تَحوّل إلى ضفدع , امسحي الغرورَ مِن وَجهك , فأنا متشبّعُ من اغراقِكِ في غرورِكِ الذي يَجلبُ الفتن , وَيحَعلُ الرجال يتلصّصونَ على نافِذتكِ ليلاً , وأنتِ تمشّطينَ شَعرَكِ الطويل , وتخاطبينَ المرآةَ التي تودُ أن تَكسِرَ جَمالَكِ المَصون , فلا تَقولي أن سَهماً غيركِ في الهوى أصابَ صَدري , هَذا الصَدرُ يحملُ الصحراءَ والثوبَ البالي , لا تغريهِ في مساحَتهِ أكبَرُ واحه , ولأنّكِ أنتِ المرأةُ التي أريد , ستأتي الاستجابه , هذهِ الأرضُ إن انحرفت عَن مدارها , انتهت الحياه , وأنتِ إن تبدّلتِ إلى غيرِ وُجهتي , أتاكِ علم اليقين , أن الرجال أسوأ الممالكِ على الأرض , وأكثرها قهراً للنساء , حينها سَتُكسرُ الزجاجةُ في قلبك , التي تَحمِلُ هَذا الكم الهائِلَ مِنَ الطيب , الذي يَجعلكِ خاتِمةَ الأولياء , وسأبقى أنا الطفلَ المعلّق بأحلامه , كلما كبرت , كلما جاءَ ارتطامي بالواقع , يحطّمُ ما بداخلي , وَيكسِرُ أجنحَةَ أحلامي , ليسَ مُهمٍّ الآن طفولتي , إنما المهم أنّني لا أدري كيفَ وقعتُ في هَذهِ الخطيئه وأحببتك , كَيفَ جَعلتُ القلبَ يهوي إلى القاع سَبعونَ قدم , ويتسلّق السماء حَتّى يتعلّق بأحلامكِ التي تُرسلينها ليلةَ اكتمال القمر , أتسائل وأتعجّب , كَيفَ كانَ لعينيكِ التأثير الذي يغلبُ جاذبيةَ الأرض للأجسامِ المتحركّه , وَكيفَ لهذا الوجهِ الجَميل , أن يأسِرَ الفتى القادمَ مِن الصَحراءِ , مُمزّقٌ مِن الجوعِ والعَطش , أتسائل بِعَجب , حَتّى تَحرِقَ هذهِ اللفافه أطراف أصابعي , وتعاتبني على انتهائها دونَ ( مزّه ) مِن شَفتيّ تُذكر , فعلى الحنين أن يَحتويكِ هَذا المساء , فهذا الفراغ بداخلي يحوي مَدينه بأكملها , يَعصِفُ بها الشتاء , ويشتدّ فيها الحر كلما جاءَ وَجهُكِ في أحلامي معلقاً على جدائل القمر , سأجعلُ حظّكِ سَعيداً , لتلتقي الأميرَ قبلَ أن يَسقُطَ حذائُكِ الزجاجي على تلكَ السلالم , وسأفتقر أنا للحظّ الذي , يجعلني أحيطُكِ مِن جهاتِكِ الأربع , فأنتِ الأنثى الأصعبُ مراساً , والأكثَرُ رسما للأشياءِ الخرافيه , التي تخبئينها في حجرتك , قبل أن يَكتَشفَ أمرها رجلٌ شَرقي , يَغتصِبُ الأحلامَ الورديّه , فوقَ الأسرّه , ويعدمُ الظفائرَ التي تَطول , حتّى مُنتصفِ الليل , ولأنّ الريفَ كلّه يجتمعُ بداخلك , سَيكونُ للقهوةِ مذاقٌ خاصّ , ومزاجٌ آخر , يُشبِهُ هذا الحقل , وهذهِ السنابل , يشبهُ الريحَ الذي يبادلُ شَعرَكِ الجَميل الحديثَ مطوّلاً , أشعلي الحَطب , احرقي الأشعار والغزل , وانتهي بأمرٍ تضمّينَ فيهِ دُميتَكِ الصوفيّه , تسرّبينَ إليها الأمنياتِ البيضاء , لتنامي على جُنحٍ دامس , يجعلُ الحلم حكايه , عندما تَستفيقين , تذكرينَ تفاصيلها جيّداً , ولأنني , مارستُكِ كَعقيده , أحاربُ لأجلها , وأؤمِنُ بأركانها , وأتعصّبُ لمذهبها , سأجعلُ الأمرَ مُنطوياً على نَفسه , كما تعوّدتُ أن أطوي الأشياءَ بداخلي , وألمّ الكلمات التي تعلّقت بالحناجر , أجمعها في صَفحَةٍ مِن صَفحاتِ القلب , وأغلقُ كتابه , فما أتاني لم يَكن سَهلاً مروره حَتّى أعماقي , إن اجتثثته , ماتَ الجسَد , وَصعدت الروح , مَقاماً , لا زلتُ أجهلهُ حَتى هَذهِ اللحظه ..


:icon26:
..
13/02/2012