أدار محرك سيارته الخاصة وشغل المكيف ليخفف من توتره الذي انهال عرقاً على جبينه ،
واستعد للسفر
برغم الإجهاد الواضح في ملامحه .إلا انه ابتسم متمتماً : توكلت على الله .
أشعل سيجارته وانطفأت بعينيه وداعة النوم .
وقف أمام محطة الوقود ملأ خزان السيارة بالبنزين ، واشترى عصائر
وفواكه وماء .. وتوكل على الله ، متابعاً سفره .
عجلة السرعة تلتهم المسافات .. وظلام الجبال يأكل المساءات ..
وقسمات الوحدة تصيح :ألا رحمة!!
كان يستمع إلى أغانيه المفضلة على إسطوانته الخاصة .
كل أغنية فيها لها ذكرى ورائحة تراب بلاده ..
تهفو فيحلم بلحظة العودة ..
بعد ست ساعات متواصلة من القيادة ،رأى نور ً من بعيد ..
إنها محطة بنزين !!ضحكت وجنتاه ،فهناك مكان لبعض يقف به ليصلي
ويزيد مخزون البنزين ،ويأخذ قسطاً بسيطاً من الراحة .
أوقف المحرك وفتح باب سيارته , يتكأ على المقود ،
وببعض الحركات الرياضية بدا يتحرك .. ويسمح الهواء
الطبيعي بالتسلل إلى رئتيه .
توضأ وصلى ،ودخل الكافيتريا ..
طلب قهوته السوداء التي لا تختلف كثيراً عن لياليه ..
كل رشفه تتبعها تنهيدة ..
وبدا يداعب دخان سيجارته بزفرات مرسومه بأنفاسه المتقطعه ..
طامعا أن لا ينتهي فنجانه ، علّه يستريح لوقتٍ أطول .
لكن عجلة الوقت لاتكفّ عن الدوران ،والهدوء لايعرف إليه سبيلاً ..
نهض سريعا مردداً :توكلت على الله .
عاد إلى سيارته ودارحولها يتفقد حالة الاطارات ،
فتح الباب سريعاً .. احتضن المقود بيديه .. ادار المكيف .. استرسل
بفكرهِ بعيداً .. وتابع السفر ..
~ ْ ~
تابعونا فالطريق لم ينتهِ بعد .
فهمي السيد