عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-12-2023, 05:55 PM
عطر الزنبق متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2165 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 العمر : 28
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم : 34900
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
6 عاقبة التهاون ببعض المعاصي.



عاقبة التهاون ببعض المعاصي.



عاقبة التهاون ببعض المعاصي أنها قد تكون سبب للعقوبة
عبارة صحيحة، عاقبة التهاون ببعض المعاصي أنها قد تكون سبب للعقوبة، حيث إن الاستخفاف بالذنوب واستسهال فعل المنكرات من صفات المنافقين، وسبباً في وقوع العقوبة على المتهاون في حق الله وأن يسلب التوفيق من حياته.
استسهال المعصية والذنب والاعتقاد إنه ليس كبيراً وليس بالأمر الجلل، يجعل النفس تألف المعصية وتستصغر فعل الذنوب وتغتر بطول الأمل، ثم ينتهي الحال بالإنسان بموت قلبه ووقوع غضب الله سبحانه وتعالى عليه.
ورد عن بلال بن سعد (لا تنظُرْ إلى صِغَرِ الخطيئةِ، ولكن انظُرْ مَن عصَيْتَ)، من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها.
المؤمن الحق يجب أن يجتهد في علاقته بالله سبحانه وتعالى، وأن يشعر بالندم ويقدم على التوبة الحقيقية بمجرد أن يقع في الذنوب صغائرها وكبائرها، وبالتالي يحذر عقوبة الله له.
حذر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، من محقرات الذنوب والتهاون في إتيان الذنوب والمنكرات، حيث قال (إياكم ومحقرات الذنوب، فإن مثل ما تحقرون من أعمالكم كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء هذا بعود وذا بعود حتى أشعلوا نارهم وأنضجوا عشاءهم، وإن محقرات الذنوب متى ما يؤخذ بها المرء تهلكه).
التهاون في فعل صغائر الذنوب أو استسهال ارتكاب ما يغضب الله، اعتقاداً إنها أشياء صغيرة لا تؤثر في الإيمان والعقيدة، هو أمر خطير وقد حذر منه النبي في أكثر من موضع، حيث ورد على لسانه الشريف (يا عائشة! إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذنوب فإن لها من الله طالباً).
الذنوب تنقص الإيمان والتهاون ببعض المعاصي، يجر صاحبه إلى التهلكة، ثم يستسيغ فعل الذنوب بسهولة دون شعور بالذنب أو الندم، وبالتالي يسهل عليه الوقوع في الكبائر والإتيان بفواحش الذنوب.
أمثلة على محقرات وصغائر الذنوب
إياكم ومحقرات الذنوب فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه، ومحقرات الذنوب هي الأفعال التي تغضب الله ويراها الإنسان صغيرة لا تستحق الرجوع عنها أو التوبة منها.
صغائر الذنوب هي التي يعتقد الإنسان إنها ليساً بالأمر الهام، ولن تكون سبب للعقوبة في الدنيا طالما هي ليست من كبائر الذنوب ومن أمثلتها، استسهال التحدث بالسوء عن الغير، ظلم العباد وعدم إعطائهم حقوقهم، الكذب وعدم قول الحق وغيرها من الأمور.
من أمثلة على محقرات وصغائر الذنوب هي كل ما تبعد عن الكبائر والموبقات المعروف عقوبتها مثل الشرك بالله، عقوق الوالدين، شرب المسكرات، الزنا، قذف المحصنات وغيرها من الفواحش، التي تستدعي غضب والله.
كيف شبه النبي عاقبة التهاون ببعض المعاصي
شبه رسول صلى الله عليه وسلم استصغار المعاصي بقوم اجتمعوا في واد، ثم أرادوا أن ينضجوا طعاماً لهم، لكنهم لم يجدوا حطباً يعينهم على ذلك.
فأتي كل رجل منهم بعود واجتمعوا حتى يضرموا النار، لكل عود النار الخاصة به، وبالتالي عند الاجتماع سوياً تنتج نيران كثيفة، قياساً على ذلك المعاصي ومحقرات الذنوب، التي يستصغرها الإنسان.
كلما زادت صغائر الذنوب، كلما أستسهل الإنسان المعاصي الصغائر، وبالتالي يسهل عليه السير في الطريق الضلال، ثم يقع في كبائر الذنوب ويتعرض لغضب الله، وبالتالي هذا يؤكد صدق عبارة عاقبة التهاون ببعض المعاصي أنها قد تكون سبباً للعقوبة.
الأسباب التي تجعل المعاصي الصغيرة كبيرة
التهاون ببعض المعاصي واستصغارها والإصرار عليها.
الشعور بحلاوة المعصية والتهاون في إدراك قيمة ستر الله.
المجاهرة بالمعاصي.
التهاون ببعض المعاصي واستصغارها والإصرار عليها: من الأسباب التي تجعل الإنسان يتهاون ويستحقر الذنوب، هو الإصرار على فعلها والإتيان بها اعتقاد منه إنها لا تستدعي غضب الله، كالتي لم يرد فيها عقوبة كبيرة وشروطاً للتكفير عنها، مثل كبائر الذنوب.
من القواعد الفقهية في ديننا الحنيف، إنه كلما رأى العبد الذنب عظيماً، صغر عن الله سبحانه وتعالى، والعكس صحيح إذا تهاون المسلم في المعاصي واستصغر الذنوب، كلما عظم الذنب أمام الله سبحانه وتعالى واستوجب عقوبته.
قال سيدنا أنس رضي الله عنه في حديث رواه الإمام البخاري (إنكم لَتعملون أعمالًا، هي أدقُّ في أعينكم من الشَّعَر، إن كنا لنعُدُّها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبِقات).
المقصود هنا أن هناك من يستصغرون الذنوب ويعتقدون إنها بسيطة وغير مستوجبة لغصب وعقوبة الله، في نفس الوقت الذي يرى فيه الصحابة والتابعين نفس هذه الأمور من الفواحش الكبيرة والموبقات.
الشعور بحلاوة المعصية والتهاون في إدراك قيمة ستر الله: صغائر الذنوب تجعل العبد يستهل فعلها بحجة إنها لا تؤثر في إيمانه، ثم ينتهي به الحال وقلبه مستساغ المعصية، وبالتالي لا يدرك قيمة ستر الله له على معاصيه، ثم ينحدر للوقوع في الفواحش.
المجاهرة بالمعاصي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلُّ أمتي معافًى إلا المجاهرين)، من أسباب استصغار الذنوب والتهاون في الوقع ببعض المعاصي، مما يستدعي العقوبة، هو المجاهرة بفعل الذنب.
آثار الذنوب والمعاصي ابن القيم
الحرمان من توفيق الله والبركة في الحياة والعمر.
وحشة القلب والشعور بالحزن وعدم الراحة المستمر.
هوان العبد على ربه وهوانه على الناس بسبب معاصيه.
العزوف عن الطاعات وعبادة الله بشكل صحيح.
تعكر القلب وفساده وعجزة عن التفريق بين الحق والباطل.
زوال النعم والحرمان من السعادة.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضوع عاقبة التهاون ببعض المعاصي أنها قد تكون سبب للعقوبة، إنه مر على قبرين يعذب فيه أصحابهما، ثم قال إنها لا يعذبان في كبيرا، أمَّا أَحَدُهُما فَكَانَ يَمشي بالنميمةِ، وأمَّا الآخَرُ فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَولِهِ.
نستنتج مما سبق أن استصغار الذنوب يؤدي في النهاية إلى هلاك العبد في الدنيا وحرمانه من ستر وتوفيق الله، والتعرض للآثار المترتبة على شؤم المعصية، وأيضاً عذاب القبر بعد الموت.
كيف ينجي الله العبد من المعصية
بالتوبة الصادقة والندم على فات من ذنوب ومعاصي، والدعاء والتضرع إلى الله بقبول التوبة، فالله سبحانه وتعالى مجيب الدعوات، ومحب للتوابين والمتطهرين.
لذلك إذا أردت الإقلاع عن صغائر الذنوب، بجانب التوقف عن الشعور باستحقارها، وإنها أشياء بسيطة لا تستوجب العقوبة أو غضب الله، يجب فعل الأشياء التالية:
العزم على التوبة والاستغفار على ما مضى من ذنوب ومعاصي.
الحرص دائماً على سماع خطب الشيوخ، حول التحرر من الذنوب والتوبة منها.
محاوطة النفس دائماً بالصحبة الصالحة.
الالتزام في الصلاة على وقتها خاصةً صلاة الفجر.
قيام الليل من الطرق التي تعينك على التحرر من الذنوب ووقوع الخشية من الله في القلب، والتخلص من استصغار الذنوب واستحقارها.
الدعاء الصادق إلى الله وطلب منه التوبة والعون على النفس.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، في سورة طه (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)، وبالتالي تجنب عاقبة التهاون ببعض المعاصي وأنها قد تكون سبب للعقوبة.





رد مع اقتباس