الموضوع: الزواج... نعمة .
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-23-2023, 03:24 AM
عطر الزنبق متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2164 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 العمر : 28
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم : 34900
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الزواج... نعمة .



الزواج... نعمة .
د. سليمان الحوسني.


نِعَم الله على عباده كثيرة متعدِّدة متنوعة، يأتي في مقدمتها نعمة الإسلام، والهداية إليه والعمل بأحكامه، والزواج من بين تلك النِّعم العظيمة التي أكرم الله بها عباده.
فقد شرع الله الزواج أساسًا لنظام هذا الكون وعِمارته، وهو من آيات الله الدالة على حكمته - سبحانه - قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].
وتتَّضِح نعمة الله من خلال تشريع الزواج في الأمور التالية:
1- مجيء الآيات في سياق الامتنان من الله تعالى على عباده: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ [النحل: 72].
2- الزواج سكن ومودة: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].
وبالتالي تحقيق السعادة المطلوبة؛ ففي الحديث: ((أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمَسكَن الواسع، والجار الصالح، والمركَب الهنيء، وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء))[1].
3- الزواج سبيل إلى البنين والحَفَدة: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72]، والبنون هم زينة الحياة ومتعتها: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46].
4- الزواج من سُنن الأنبياء وهدْي المرسلين، وهم القادة والقدوة الذين يجب علينا أن نقتدي بهداهم: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38]، وقال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].
وفي الحديث عن أبي أيوب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أربع من سنن المرسلين: الحناء، والتعطُّر، والسواك، والنكاح))[2]، وقال بعض الرواة: ((الحياء)).
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حُبِّب إليَّ من الدنيا: النساء، والطيب، وجُعل قُرَّة عيني في الصلاة))[3].
5- الزواج امتثال لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب[4]، مَن استطاع منكم الباءة[5] فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء))[6].
وخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وليَّ المرأة بتزويجها، وحذَّر من الفساد المترتِّب على مَنْع الزواج، فقال: ((إذا جاءكم مَن تَرضون دينه وخُلقَه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)).
6- امتثال هدي الصحابة والصالحين: عن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس: ((هل تَزوَّجت؟ قلتُ: لا، قال: تزوَّج، فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء))[7].
ويقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: "لو لم يبقَ من أَجَلي إلا عشرة أيام، وأعلم أني أموت في آخرها يومًا، ولي طَوْل على النكاح، لتزوَّجت مخافة الفتنة"[8].
ويقول الإمام أحمد: "ليست العزوبة من أمر الإسلام في شيء، ومَن دعاك إلى غير الزواج دعاك إلى غير الإسلام"[9]؛ ولذلك قال عمر- رضي الله عنه - لرجل لم يتزوَّج: "ما يمنع الرجل عن الزواج إلا عجز أو فجور"[10].
7- الزواج سبيل إلى الغنى، والله قد وعَد الفقراء خيرًا، فقال تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].
وفي الحديث عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثة حق على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله، والمُكاتَب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف))[11]، وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تزوَّجوا النساء، يأتينكم بالأموال[12])) [13].
وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: "أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح يُنجِز لكم ما وعدكم من الغنى"[14].
8- الزواج سبيل إلى تحصيل كنز عظيم ومتاع كريم؛ فالمرأة الصالحة خيرُ متاع الدنيا؛ فعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة))[15]، وعند ابن ماجه: ((إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة)) [16].
9- الزواج عبادة يتقرَّب بها الإنسان إلى ربه، ويَستكمِل بها نصفَ دينه، ويلقى بها ربه على أحسن حال من الطُّهر والنقاء؛ فعن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه الله على شَطْر دينه، فليتَّقِ الله في الشطر الثاني))[17].
10- الزواج سبيل إلى العِفَّة وإشباع الغريزة في الحلال: فحُبُّ الشهوات غريزة يميل لها الإنسان: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ ﴾ [آل عمران: 14].
11- الزواج علاج لمشكلة المُطلَّقات والعوانس والأرامل؛ وهي في زيادة مستمرة وَفْق الإحصائيات المُعلَنة.
12- معالجة مشكلة الحب والغرام الذي قد يحصُل بين بعض الشباب والفتيات، فإنه ليس للمتحابين مِثل النكاح؛ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لم نَرَ للمتحابين مثل النكاح))[18]، وليس ذلك دعوة للحب قبل الزواج، ولكن مُعالَجة لواقع قد يَحصُل، فإذا وقع الحب بالفعل، وتعلَّق كلٌّ من الشاب والشابة أحدهما بالآخر، وكان من نوع الحب الطاهر الشريف، ودلَّت القرائن على أنه لم يكن نزوة طارئة، هنا ينبغي للأهل أن ينظروا في الأمر بعين البصيرة والحكمة، ولا يستبدُّوا بالرأي، ويرفضوا الخاطب بأدنى سبب، أو بلا سبب [19].
13- قوة الأمة واكتفاؤها: ففي النكاح تكثير الأمة الإسلامية وبالكثرة تقوى الأمة، وتُهاب بين الأمم، وتكتفي بذاتها عن غيرها إذا استعملت طاقتها فيما وجَّهها إليه الشرع.
وفى ذلك تحقيق مباهاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمتهِ يومَ القيامة، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((تزوَّجوا الودود الولود، فإني مكاثرٌ بكم يوم القيامة))[20].
[1] صحيح ابن حبان، ح (4032)، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة ح (282)، وصحيح الجامع ح (887).
[2] جامع الترمذي، ح (1080)، ورواه أحمد في "المسند" بلفظ: (أربع من سنن المرسلين: التعطُّر، والنكاح، والسواك، والحياء)، ح (23581)، وقال حمزة أحمد الزين: إسناده حسن، شعب الإيمان، ح (7719)، بلفظ: ((أربع من سنن المرسلين: التعطر والنكاح والسواك والحياء)).
[3] مسند أحمد، ح (12294)، سنن النسائي ح (3939)، وصحَّحه الألباني.
[4] قال النووي: الأصح المختار أن الشاب مَن بلغ ولم يجاوِز الثلاثين، ثم هو كهل إلى أن يُجاوِز الأربعين، ثم هو شيخ؛ (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، 6: 160).
[5] قال النووي: اختلف العلماء في المراد بالباءة هنا على قولين يرجعان إلى معنى واحد، أصحهما أن المراد معناها اللغوي، وهو الجِماع، فتقديره مَن استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنه، وهي مُؤنة النكاح، فليتزوَّج، ومن لم يستطع الجِماع لعجزه عن مؤنه فعليه بالصوم؛ ليَدفع شهوتَه بقطع شرِّ مَنيه كما يقطعه الوِجاء، والقول الثاني: أن المراد بالباءة: مؤنة النكاح، سمِّيت باسم ما يُلازِمها، وتقديره: مَن استطاع منكم مؤن النكاح فليتزوَّج، ومن لم يستطع فليَصُم، قالوا: والعاجز عن الجِماع لا يحتاج إلى الصوم لدفْع الشهوة؛ (المنهاج للنووي 9: 172، نيل الأوطار 6: 160).
[6] متفق عليه.
[7] صحيح البخاري ح (5069).
[8] انظر: المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (7: 334)، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، رقم (45610).
[9] انظر: المغني 7: 334.
[10] انظر: فتح الباري (9: 111)، مصنف عبدالرزاق، (6: 170)، مُصنف ابن أبي شيبة، ح (16158).
[11] جامع الترمذي، ح (1655)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع ح (3050، 1: 585).
[12] يعني: ففي النساء من هي مباركة وتكون خيرًا على زوجها، وهذا لا شك أنه مقرون بالصلاح والخير، وكلما كانت المرأة صالحة كان الخير منها أكثر (دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، الدرس31).
[13] المستدرك للحاكم، ح (2679)، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
[14] انظر: الدر المنثور في التفسير المأثور؛ للإمام جلال الدين السيوطي، وابن كثير عند تفسيره سورة النور، الآية 32.
[15] صحيح مسلم، ح (1467).
[16] سنن ابن ماجه، ح (1855)، وصححه الألباني.
[17] المستدرك على الصحيحين، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ح (1916).
[18] سنن البيهقي ح (13230)، سنن ابن ماجه، كتاب النكاح، باب ما جاء في فضل النكاح، ح (1847، ص201،) وصححه الألباني فيه وفي (السلسلة الصحيحة ح 624، 2: 196).
[19] (موقع إسلام أون لاين، اسألوا أهل الذِّكر، الحب قبل الزواج)، أ. جاسم المطوع (موقعه، قصص في الحب قبل الزواج).
[20] ابن حبان وغيره وصحَّحه الألباني.
الألوكة.




 توقيع : عطر الزنبق








رد مع اقتباس