دعاني احد الزملاء وهو من بلد عربي
الى حفل عقد قران ابنته ولمكانة هذا الرجل
في نفسي لبيت الدعوة رغم اعتقادي أن مثل
هذه الحفلة يجب أن تقتصر على العروسين
واقرب المقربين لهما فعقد القران هو وثيقة
حياة تربط بين شخصين وتضع اسس حياتهما الشخصية
فما الذي يدعو أن أجمع الكثير لهذا الأمر وهم غدا سيجتمعون
في حفل الشبكة وبعده في حفل الزفاف ؟؟!!!
سارت الأمور وفق عاداتهم وتقاليدهم
لكن ما استوقفني ان حددوا المهر بخمسة وسبعين الف ......
يدفع العريس مقدما خمسة عشر الف ....... والستون الف ...... مؤخر
تدفع عند حدوث طلاق ( النقط اسم عملة بلدهم )
فعلا استوقفني كثيرا ولم اعد ادري مالذي يجري حولي
من امور العقد وما يتبعه
وبعد الانتهاء والتهنئة سألتهم سؤالا
قلت لهم هل ترون أن مؤخر الصداق في صالح الزوجين ؟؟
بطبيعة اعتيادهم وتعودهم جميعهم اجابوا بنعم
وانه هذا المؤخر يضمن حق المرأة ويجعل الرجل
غير متسرع ولا يفكر بطلاق زوجته لأتفه سبب
قلت لهم انا لا اتشأم ولا اسيئ الظن بأحد
لكن ماذا لو لم يتفق الزوجان وحصل بينهما خلاف
فالرجل سيبدأ باستخدام اقسى الأساليب مع المرأة
من أجل أن تطلب هي الطلاق فيسقط حقها في المؤخر
والمرأة ستبدأ في التضييق على الرجل واستعمال كل اساليب
النكد من أجل أن يطلقها وتستحوذ على المؤخر
فهل تتصورون أن ستكون حياتهما هي الحياة التي
يتطلع لها الزوجان او من يقرب لهما ؟؟
وما مصير الأولاد الذين سينشئون في مثل هذا المحيط ؟؟
انقسم الموجودون الى قسمين فمنهم من أيد القول
ومنهم من غلبته العادات المتأصلة في نفسه فبقي على رأيه
وانفض المجلس بدعوتنا الى طعام العشاء
وما زال السؤال قائما

جميل أن يحلم الإنسان ليرسم مستقبل حياته
لكن قمة الأسى والحسرة حينما تعلم بأن حلمك صار هو
الحلم المستحيل