عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2020, 01:24 PM   #18


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم :  34900
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي











أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني

لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا

بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ

وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا

دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ

فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا

إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ

رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا











أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي

فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي

وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري

كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ

عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ

وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ

طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ

لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ

يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ

حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ

كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا

يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ

مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ

حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ

يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى

إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ

يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ

وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ

وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ

فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ

رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ

تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ

لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ

إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ











أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي

جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا

مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ

رُمحَهُ حالاً فَحالا

يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ

رُدَّت فَوارِسُها عِجالا

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ

تَخالُهُم فيهِ جِمالا

وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ

الريحُ بارِدَةً شَمالا

وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم

يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا

لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ

نَعُدُّهُم فينا عِيالا

خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً

صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا

وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي

يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا










إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى

مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل

أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ

مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل

تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ

ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول

وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا

أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل

تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ

وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل

أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ

مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول

تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ

كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل












ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول

وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول

لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا

فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول

اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري

عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل

نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ

أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل

يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ

يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل

وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ

إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل

دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ

بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل

لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ

بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول

قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ

بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل

عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ

صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول

وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ

مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل

لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ

لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل

وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى

وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول

قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ

بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل

تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ

أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل














أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً

وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ

وَخَرَّت عَلى الأَرضِ السَماءُ فَطَبَّقَت

وَماتَ جَميعاً كُلُّ حافٍ وَناعِلِ

غَداةَ غَدا ناعٍ لِصَخرٍ فَراعَني

وَأَورَثَني حُزناً طَويلَ البَلابِلِ

فَقُلتُ لَهُ ماذا تَقولُ فَقالَ لي

نَعى ما اِبنِ عَمروٍ أَثكَلَتهُ هَوابِلي

فَأَصبَحتُ لا أَلتَذُّ بَعدَكَ نِعمَةً

حَياتي وَلا أَبكي لِدَعوَةِ ثاكِلِ

فَشَأنَ المَنايا بِالأَقارِبِ بَعدَهُ

لِتُعلِل عَلَيهِم عَلَّةٌ بَعدَ ناهِلِ













بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ

وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ

فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني

لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ

عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي

عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ

فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا

عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ

مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني

وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ

ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي

وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ

أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ

وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ

هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم

وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ

فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ

أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ












أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا

بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا

بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى

وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا

فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني

بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا

عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا

وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا

فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا

وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا

فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ

بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا

يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ

طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا




 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس