سَوْفَ أَذْكُرُ لَكَ هَذِهِ الأَرْقَام؛ لِتَنْظُرَ إِلى أَحْوَالِهِمْ وَتَبْكِيَ عَلَى حَالِك، كَانُواْ في شُغُلٍ أَفْضَلَ مِن أَشْغَالِك؛ أَلاَ تَسْتَحِي أَنْ يَجْمَعُواْ هُمُ الأَحَادِيثَ وَأَنْتَ تَجْمَعُ في أَمْوَلِك 00!!
كَانُواْ بِالْعِلْمِ يَقِيسُونَ الثَّرَاء؛ ذَلِكَ لأَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء، وَإِنَّمَا يخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاء
كَيْفَ بِكَ إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ وَاحِدَاً كَالإِمَامِ البُخَارِيّ: سَافَرَ مِنْ بَلَدٍ لِبَلَدٍ مِن أَجْلِ حَدِيثٍ وَاحِد، وَعِنْدَمَا وَصَلَ لِلرَِّجُلِ الَّذِي مَعَهُ الحَدِيثُ وَجَدَهُ قَدْ شَرَدَ بَعِيرٌ لَهُ فَخَرَجَ يَطْلُبُه؛ فَظَلَّ يُشِيرُ إِلَيْهِ فَاتِحَاً ثَوْبَهُ كَأَنَّهُ يَحْمِلُ لَهُ غَلَّة؛ حَتىَّ انخَدَعَ الْبَعِيرُ فَأَقْبَلَ مُهْطِعَاً قَانِعَاً فَأَمْسَكَهُ وَأَدْخَلَهُ 00
فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ عَادَ عَلَى أَدْرَاجِهِ وَلَمْ يَأْخُذْ عَن هَذَا الشَّيْخِ شَيْئَا 00!!