عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-28-2019, 04:30 AM
عطر الزنبق غير متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2179 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (02:21 AM)
 العمر : 28
 المشاركات : 100,020 [ + ]
 التقييم : 35940
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حسبنا الله ونعم الوكيل..




حسبنا الله ونعم الوكيل



(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
قالها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام حين أُلقي في النار،
فجَعَلَ اللهُ النارَ برداً وسلاماً عليه،
(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدَاً وَسَلَامَاً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)،
فلا يمكن لشيء أن ينفع أو يضر إلا بإذن الله تعالى،
فالله هو الذي جعل النار محرقة فهي لا تحرق بذاتها،
فإذا أراد لها أن تكون برداً وسلاماً صارت كذلك،
قال ابن عباس:
(لو لم يتبع بردها سلاماً لمات إبراهيم من شدَّة بردها).

فالله الذي جعل النار برداً سلاماً
هو الذي يجعل المِحَن مِنَحاً وعطايا،
ويجعل الفقرَ والحاجةَ سعةً وغنى،
ويجعل الهمومَ والأحزانَ أفراحاً ومسرَّات،
ويجعل المنعَ عطاءً ورحمةً،
وهذا كلُّه لمن توكَّل على الله تعالى
وأيقن به وأحسن الظن بالله سبحانه.

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانَاً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
[ آل عمران 173 ]

(حَسْبُنَا اللهُ)
أي الله كافينا، (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)،
لمن وَكَل حاجته إليه وتوكل في قضائها عليه.
فماذا كان جزاؤهم :
(فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
[ آل عمران 174 ]

لقد انتصروا عندما أيقنوا أنَّ الله معهم فتوكلوا عليه،
وعلموا أنَّ النصر من عند الله،
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى).
[ الأنفال 17 ]
قال تعالى:
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ)،
[ الطلاق 3 ]
فمن يتوكل على الله يكفيه ما أهمه،
فالله بالغ أمره.
فما قدَّر الله كان،
وما لم يشأ لم يكن،
فالتوكُّل عليه هو توكُّل على القويِّ القادر الفعَّال لما يريد.

والتوكل :
أن يوقن العبد بكفاية الربِّ،
قال الجنيد:
(التوكل هو سُكُون الْقَلْب إِلَى مَوْعُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)،
وقال بعضهم:
(التوكل هو علم القلب بكفاية الربِّ للعبد).

ومتى كان العَبْدُ حَسَنَ الظنِّ بالله،
حَسَنَ الرجاءِ له،
صادقَ التوكُّلِ عليه
فإن اللهَ لا يخيب أمله فيه،
فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل،
ولا يضيع عمل عامل.

وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد
وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.






رد مع اقتباس