إِذَن هُنَا أَقُوْل و بِكُل جُرْأَة:
نَحْن الْمُتَّهَم الْوَحِيْد
نَحْن الْمُتَّهَم الْأُوَل و الْأَخِير
و قَد صَدَق الْقَائِل:
نَعِيْب زَمَانَنَا و الْعَيْب فِيْنَا
و مَا لِزَمَانِنَا عَيْب سِوَانَا
لَا أُنْكِر أَن هُنَاك
أُنَاس قَد أَلْحِقُوْا الْعَار بِبِيئْتِنا
و مَن الْخِيَان قَد شَرِب الْبَعْض مِنَو الْغَدْر
سِمَة فِئَة مَوْجُوْدَة مَعَنَا
و غَيْرِهَا مِن رَصَاصَات بَنِي الْبَشَر كَثِيْر
لَكِن أَيُمْكِنُنَا إِنْكَار الْخَيْر فِي قُلُوْبِنَا؟؟
كُلُّنَا سَمِعْنَا بِحَدِيْث:
"الْخَيْر فِي و فِي أُمَّتِي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة"
صَحِيْح أَنَّه حَدِيْث مَوْضُوْع
أَي لَم يَأْتِي عَلَى لِسَان الْمُصْطَفَى
صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم
لَكِن مَعْنَاه صَحِيْح فِي أَحَادِيْث أُخْرَى
و هَذَا الْمَعْنَى أُؤَمِّن بِهِ كُل الْإِيْمَان
يَكْفِي أَن أَعْرِف أَن قَلْبِي
لَا تَشُوْبُه كُل تِلْك الْشَّوَائِب
و أَن مِثْلِي بِكُل تَأْكِيْد مَوْجُوْد
حَتَّى اقْر بِهَذَا الْحَدِيْث عَلَى لِسَانِي
عَيْبَنَا أَنَّنَا نُعَمِّم..
و عَيْبَنَا أَنَّنَا نَتَطَبّع بِمَا نُعَمِّم..
و عَيْبَنَا أَنَّنَا أَضْعَف فِي تَغْيِيْر أَنْفُسَنَا
فَكَيْف بِتَغْيِيْر مِن حَوْلِنَا
عِنَدَمّا يَقُوْل أَي أَحَد مِنَّا
لَا أَحَد يَسْتَحِق إِخْلاصِي
فَمِن الْبَدِيْهِي أَن يُفَكِّر فِي الْخِيَانَة
و عِنْدَمَا يَقُوْل الْكُل كَاذِب
فَهَل تَتَوَقَّع مِنْه الْصِدْق فِي كُل شَيْء؟
و عِنْدَمَا يَقُوْل لَا أَحَد يَسْتَحِق طَيِّبَتي
أَفَلَا تَظُن أَن قَلْبُه لَن يَسْتَطْعِم الْقَسْوَة؟
قَد لَا يَتَّفِق مَعِي الْبَعْض
و هَذَا مِن حَقِّهِم
فَكُل وَاحِد عِنْدَه وُجْهَة نَظَرِه
و لَكِن جَرَّب و أَعْطِنِي دَقِيْقَة مِن وَقْتِك
و تَذْكُر أَحَدا قَد فَقَدْتُه فِي حَيَاتِك..
أَكِيْد أَنَك الْآَن تَتَذَكَّر كُل مَحَاسِنُه
و رُبَّمَا تَفْتَقِدُهَا كَثِيْرا
أَمَّا فِي تَوَاجُدِه فَكَانَت مَحَاسِنُه أَمْرا عَادِيا
و لَا تَتَوَارَى فِي أَن تَعَدُّد كُل عُيُوْبِه
لَا بَل احْتِمَال
أَنَّك كُنْت تَسْتَاء مِنْهَا لَحْد الْضَّجَر
فَهَل نَحْتَاج أَن تَمُوْت الْبَشَرِيَّة جَمْعَاء
حَتَّى نَعْتَرِف أَن:
لِلْحُب مَكَان
و لِلطَيبَة أَمَان
و لِلْصَدِّق عُنْوَان
و لِلْدُّنْيَا عِطْر الْرَّيْحَان
هَمْسَة:
لَا تَقْعُدَ فِي أَيَّامِك الْمَعْدُوْدَة
تُحَاسِب عُيُوْب الْآَخِرِين
و تَنْسَى أَن لَك عُيُوْب
و الْفَارُوْق تَرَك لَنَا نَصِيْحَة ثَمِيْنَة حِيْن قَال:
"حَاسِبُوَا أَنْفُسَكُم قَبْل أَن تُحَاسَبُوَا"
و تَذَكر أَن صَلَاح الْكُل
لَا يُمْكِن أَن يَتَأَتَّى إِلَّا بِصَلَاح الْفَرْد
مِمْا إِسْتَطْابَ لْي