عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2019, 05:47 PM   #9


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم :  34900
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي



الحناء

الحناء Henna ويدعى أيضاً الحنة Lowsania نبات شجيري (4) من الفصيلة
الحنائية Lythracees ، حولي أو معمر يصل طوله إلى3 أمتار أو أكثر.
يمكث بالأرض ثلاث سنوات، وقد يمتد إلى عشر سنوات أو أكثر وتتميز نبتة الحناء بأن
كل جزء منها له فوائد ذات أهمية قصوى (11) الجذر وتدي متعمق في الأرض
.
والشجيرة مستديمة الخضرة غزيرة التفريع القائم ذي اللون الأحمر وفروعها طويلة
ورفيعة.
الأوراق بسيطة بيضاوية الشكل طولها 2 ــ 5 سم، متقابلة الوضع، جلدية الملمس
لونها أخضر محمر إلى أبيض مصفر. الثمار كبسولية كروية الشكل، قطرها 0.5 1 سم
بلون بني فاتح، تحتوي العديد من البذور مثلثة الشكل، هرمية، صغيرة الحجم ، لونها
بني إلى أسود.
الحناء عبر التاريخ
عرف الحناء لدى كثير من الشعوب منذ عهود غابرة ، فقد ذكرت دراسات مصرية أن
الفراعنة استعملوا مسحوق أوراقه في تحنيط جثث الموتى خشية تعفنها، كما استعملوا
عجينته لعلاج المصابين بالصداع بوضعها على جبهتهم، كما استعملوا عجينة الحناء
أيضاً لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج القروح، فقد وجد العديد من المومياء
مخضبة بالحناء، كما اتخذوا أزهاره لصناعة العطور .
ونجد في الموسوعة العربية الميسرة أن موطنه الأصلي بلاد فارس وقد نقله قدماء
المصريين إلى أفريقيا، ومن ثم إلى أوربا. وذكر أن رمسيس الأول - فرعون مصر-
أرسل بعثة إلى آسيا للبحث عن بعض الأعشاب للتداوي فكان أن أحضرت معها نبتة الحناء.
واستعمل العبرانيون أزهاره المعروفة بطيب رائحتها بوضعها في ملابس العروسين
كما وصفه المصريون القدامى لأوجاع الرأس حيث يضعونه على جبهة المريض بعد
نقعه بالخل.

وأما أوراق الحناء فقد ذكر أن الهنود كانوا يستعملونها دواء لأمراض الجلد، وذكر لها
أطباء العرب العديد من المنافع في التداوي. واستخدمتها نساء المشرق عموماً لمعالجة
تساقط الشعر، واستعملنها لتزيين العروس، وخاصة في دول الخليج والسودان والمغرب
العربي ، تعبيراً عن البهجة والفرح.
ويقال أن عبد المطلب (جد النبي صلى الله عليه عليه وسلم) أول من خضب بالحناء في
مكة، وكان رجلً من حمير قد خضبه به وانتشر بعد ذلك بين أهل مكة، وأصبح له نوع
من القدسية بعد ذلك عند كثير من الشعوب الإسلامية فصاروا يخضبون به الشعر
والأيدي والأقدام ويفرشون به القبور تحت جثث موتاهم.
و يدخل الحناء اليوم في صناعة صبغات الشعر في الدول الأوربية وأمريكا، إذ أنه لا يضر
بالشعر، بل على العكس يقويه ويغذي الفروة، وهذا مهم جداً لأن صباغات الشعر
الكيماوية كثيراً ما تؤدي بها إلى أمراض جلدية، التهابية أو تحسسية، وإلى آفات
انسمامية جلدية أيضاً. كما تتجه الأنظار اليوم إلى نبتة الحناء لاستعمالها في صناعة
المواد الملونة(وخاصة لصبغ المنسوجات) لسهولة استخراج العناصر الملونة منها
ولأنها تمتاز بألوانها الجميلة ذات المقاومة الأكيدة لعوامل التلف، كما أصبحت تدخل في
الوقت الحاضر على نطاق واسع في صناعة العطور ودباغة الجلود.
الحناء في الهدي النبوي:
عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« إن أحسن ما غيرتم به الشيب ، الحناء والكتم » رواه أصحاب السنن والترمذي
وقال حديث صحيح ، والكتم نبات يزرع في اليمن ويصبغ الشعر بلون أسود إلى الحمرة.
وعن سلمى أم رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما شكا إليه أحد وجعاً في
رأسه إلا قال احتجم ، ولا شكا إليه وجعاً في رجليه إلا قال اختضبهما » (أي بالحناء)
رواه البخاري في تاريخه وابن ماجه وأبو داوود وقال الأرناؤوط (حديث حسن ) .
وعن سلمى أيضاً رضي الله عنها قالت: « كان لا يصيب رسول ا لله صلى الله عليه وسلم
قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء » رواه الترمذي بإسناد حسن وقال الهيثمي:
رجاله ثقات .
وفي رواية له أيضاً: « ما كان نال رسول ا لله صلى الله عليه وسلم قرحة ولا نكبة إلا
وضع عليها الحناء » حديث حسن (الأرناؤوط).
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: « كان النبي ص لى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي
صُدِع فيغلف رأسه بالحناء » رواه الهيثمي عن البزار وقال: وفيه الأحوص بن حكيم
وقد وثق وفيه ضعف كثير وفيه أبو عون لم أعرفه.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« سيد ريحان أهل الجنة الحناء » رواه الطبراني وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح
خلا عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو ثقة مأمون.
الحناء في كتب التراث:
قال ابن قيم الجوزية (المتوفى عام 751 ه) عن الحناء :
ومن منافعه أنه محلل نافع من حرق النار وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به، وينفع
إذا مُضغ من قروح الفم والسلاق العارض فيه، ويبرئ القلاع الحادث في أفواه
الصبيان، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة.
ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي فخضبت أسافل رجليه بحناء:
فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيه شئ منه. وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف
طيبها ومنع السوس عنها، وإذا نقع ورقه في ماء عذب يغمره، ثم عصر وشرب من
صفوه أربعين يوماً فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة.والحناء إذا ألزمت
به الأظفار معجوناً حسنها ونفعها، ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة
وهو ينبت الشعر ويقويه ويحسنه ويقوي الرأس، وينفع من النفاطات والبثور العارضة
في الساقين والرجلين وسائر البدن .
وقال موفق الدين البغدادي (المتوفى عام 629 ه )
الحناء فيه حرارة ينفع في قروح الفم وفي القلاع والأورام الحارة، ماؤها مطبوخاً
ينفع حرق النار، خضابه يحمر الشعر ويحسنه وينفع من تعفن الأظفار، إذا خضب به
المجدور في ابتدائه لم يقرب الجدري عينيه وقال أيضاً:
لون الحناء ناري محبوب يهيج قوى المحبة وفي رائحته عطرية وقد كان يخضب بالحناء
عامة السلف منهم محمد بن الحنفية وابن سيرين، وخضب أبو بكر وعمر وأبو عبيدة
رضي الله عنهم أجمعين. وفي تفسيره لوصفة النبي صلى الله عليه وسلم بوضع الحناء
على القروح قال: فإن القرحة علاجها بما يجفف منها الرطوبة كي يتمكن من إنبات
اللحم فيها والحناء يفعل ذلك لتجفيفه تلك الرطوبة التي تمنع نبات اللحم في القرحة
والشوكة، فإن الحناء قوة محللة ترخي العضو فتعين على خروج الشوكة منه/ ا هـ .
وقال ابن سينا في قانونه:
الحناء شجرة ورقها شبيه بورق الزيتون، ولها زهر طيب الرائحة، وبزره أسود فيه
تحليل وقبض وتجفيف بلا أذى، طبيخه نافع من الأورام البلغمية الخفيفة، وقد قيل أنه
ينفع في الجراحات فعل دم الأخوين (اسم نبات) وهو ينفع لأوجاع العصب ويدخل في
مراهم الفالج والتمدد ، ويطلى على الجبهة مع الخل للصداع، وينفع قروح الفم
والقلاع / اه
وقال الذهبي في «الطب النبوي»: وخضابه يحمّر الشعر ويحسنه وينفع من تقصف
الأظافر.
وذكر داود الأنطاكي في تذكرته أن مسحوق الحناء عظيم النفع لعلاج البثور، وماؤه
مفيد في إدرار البول وتفتيت الحصى ويذهب اليرقان ويقطع النزلات والصداع
وذكر الدكتور الزيتوني أن تخضيب الجلد به يلون البول مما يدل على امتصاصه الجلدي.

يتبع



 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس