“بعيني رأيت الذئب يحلب نملةً.. ويشرب منها رائق اللبن”.. قصة أكذب بيت شعر قالته العرب والذي أصبح مثلاً إلى اليوم.. فيديو

لطالما سمعنا بهذا البيت من الشعر وتتناقله الألسن وأكثرهم يظنون أن هذا البيت من وضع بعض المتفكهين او اللاهين او المسطولين ولا يعرفون معناه سوى أنه شعر خيالي للمزحة والتندر،

ولا يعرفون معناه الحقيقي او قصته. فهل الذئب يستطيع ان يحلب نملة؟ وهل النملة لديها حليب؟

وما كمية الحليب الذي يجب أن تحلبه النملة ليشربه الذئب ليكتفي ؟

كل هذه اسئلة تدور في ذهن السامع أو القارىء وخاصة إذا علم أن قائل هذا البيت ليس متفكه وإنما عمود من أعمدة الشعر والأدب العربي.

ومن أشعر الشعراء وأجزلهم لفظا واحسنهم نظما واعظمهم شانا هو الشاعر ابو الطيب المتنبي.

وقد قيل إذا عرف السبب بطل العجب. فما معنى هذا البيت من الشعر بعد أن نعرف قصته. فينكشف سر هذا البيت العجيب.

يقول المتنبي كنت في احد أسواق الكوفة واقفا قرب امرأة فقيرة تبيع السمك.
فجاء رجل غني جدا انا اعرفه ويرتدي ملابس غالية الثمن تدل سيماه على الغنى الفاحش.

قال للمرأة بكم رطل السمك؟
فقالت له بخمسة دراهم.
قال لها بل بدرهم الرطل الواحد.

فقالت له انا امرأة فقيرة
والسمك ليس لي .بل لرجل ابيعه له فيعطيني ما قسم
الله لي .

فقال الرجل الغني بل بدرهم.
فقالت المرأة بل بخمسة دراهم.
فقال الرجل الغني اوزني لي عشرة إرطال.

فلما أعدت له عشرة أرطال من السمك قبضهن ورمى عليها عشرة دراهم وذهب مسرعا. فنادت عليه فلم يجب. فناديت عليه بنفسي فلم يجب.

لقد كان ذئباً في غناه وبخله ولؤمه .وكانت نملة في ضعفها وفقرها فأنشد يقول:

*بعيني رأيت ذئباً يحلب نملة ويشرب منها رائق اللبن*