عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-19-2020, 03:52 PM
انثى برائحة الورد متواجد حالياً
Morocco     Female
SMS ~
Awards Showcase
لوني المفضل Blueviolet
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل : 08-02-2020
 فترة الأقامة : 1542 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (04:09 PM)
 المشاركات : 130,015 [ + ]
 التقييم : 102611
 معدل التقييم : انثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي محبّة النبي حالةٌ نفسيّة يصدقها العمل




قال تعالى:
محبّة النبي حالةٌ نفسيّة يصدقها العمل ‏
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾

[ سورة آل عمران: 31 ]
والله الذي لا إله إلا هو إن لم ترحم الحيوان فلسْت من أمّة رسول الله، فكيف إن لم ترحم الإنسان؟! فكيف إن كنت سببًا في تعذيبه وشقائه؟

والله الذي لا إله إلا هو، لا أقول هذا كي نتشاءم، ولكنّ الحقيقة مرّة إن لمْ تقتف سنّة النبي عليه الصلاة والسلام في حياتك، وفي بيتك، وفي دكّانك، وفي وظيفتك، وفي علاقاتك كلّها، فأنت والله لا تحبّه، إذا جاءكَ وأنت موظّف مواطنٌ وصاحبُ حاجة فأرْجأْتَهُ، وعقَّدْتَ عليه مُشكلتهُ، وجعلْت أمام حلّ مشكلته عقباتٍ كأداء، من أجل أن تبتزّ من ماله، فأنت والله لا تحبّ النبي عليه الصلاة والسلام، وإن قسوْت على زوجتك، وظلمتها، والنبي يقول لك: "أوصيكم بالنّساء خيرًا، ما أكرمهنّ إلا كريم، ولا أهانهنّ إلا لئيم، يغلبْن كلّ كريم، ويغلبهنّ كريم، وأنا أحبّ أن أكون كريمًا مغلوبًا من أن أكون لئيمًا غالبًا"، إذا قسوْت على زوجتك، وشتَمْتها، وضربْتها، وظلمْتها، فوالله لا تحبّ الله ورسوله، لا تتوهّم أنّك تحبّ رسول الله، فمحبّته تعني اقتفاء أثره، وإذا غششْت المسلمين، وغششْت المجوسيّ، إذا غششْت عابد الصَّنَم، إذا غششْت من أنكرَ وُجود الله، فأنت والله لست من أمّة النبي عليه الصلاة والسلام، ليس منّا من غش، ليس منَّا من وسَّع الله عليه وقتَّر على عياله، أنت لسْتَ من أمّة هذا النبي الكريم، ما عُبِدَ الله في الأرض بأفضل من جبْر الخواطر، لا تقل أحبّ النبي، وتقم احتفالاً، وتأتي بالمنشدين، وتوزّع الحلوى، وأنت لسْتَ على سنّته، فخيرٌ لك ألا تقيم هذا الاحتفال، خيرٌ لك أن تقيم سنّته في بيتك.


أيها الأخوة الأكارم، كفانا مظاهر، كفانا أعمالاً لا تنطوي على حقائق، من قال لكم: إنّ الطالب الذي يطلّ على الجامعة في كلّ عامٍ مرّة يصبحُ طبيبًا؟! هذا كلامٌ لا يصدّقهُ أحد، إذا أردْت أن تكون طبيبًا فينبغي أن تدرس الطبّ كلّ يوم، وكلَّ ليلة، أما أن تكتفي في كلّ عام بأنْ تُقيم احتفالاً في بيتك، تدعو إليه أصدقاءك، وتوزّع الحلوى، وتختار فرقةً من الإنشاد باهظة التكاليف، وتطبع هذه الأناشيد على أشرطةٍ، وتوزّعها على من تحبّ وأنت بذلك تظنّ أنّك حقَّقْت الهدف، فيجب أن تتَّبِعَ سنّته في كلّ دقيقة، وفي كلّ حركة، هل كان يُتابعُ نظرهُ للنساء؟ لا والله، كان يغضّ بصره، ويحلبُ شاته، ويخسف نعلهُ، كان يرفو ثوبه، ويكنسُ داره، كان يرحمُ عياله، وكان محبًّا للناس، ورحيمًا بهم، يا محمدّ، أمرني ربّي أن أكون طوْع إرادتك: (( إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ))

[ متفق عليه عن عائشة]

هذه محبّة النبي، لا أن تنتقم من الناس، لا أن تعذّب الناس، لا أن تكون مصدر قلقٍ لهم، الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء: ((بينما رجل يمشي بطريق إذا اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب فخرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقي الكلب فشكر الله له فغفر له فقالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم أجرا فقال في كل كبد رطبة أجر ))

[ موطأ مالك عن أبي هريرة]

الاحتفال بذكرى المولد يعني أن نقتفِيَ أثرَ هذا النبي الكريم، هذا هو السّؤال الأوّل، لماذا يجب أن نحبّ النبي؟ لأنّ محبّته جزءٌ من الدِّين، بل هي الدِّين كلّه، وإسلامٌ بلا محبّة كجسَدٍ بلا روح، ولأنّ النبي عليه الصلاة والسلام هو الإنسان الذي حقّق الهدف الأكمل من خلقه، وأنت إذا أحببْتهُ أحببْت حقيقته، وإذا أحببْت حقيقته صرْت على سنّته، فمحبّة النبي عليه الصلاة والسلام حاجةٌ نفسيّة تؤكّدها اتّباعك لسُنَته صلى الله عليه وسلّم.





رد مع اقتباس