السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل انسان ميال بطبعه الى ان يبني الكثير من الاحلام والامنيات في حياته العامه وغالبا ماتكون تلك الاحلام مرتبطة بطموح الشخص واصراره وعزيمته على تحقيقها ذلك لانه يعتبرها جزء منه ينموا مع كل لحظة وتتسارع خطواته نحو بلوغها وقطف ثمارها ولاشك ان الانسان يبني في حياته الاحلام حتى وان كانت صعبة وان كان بلوغها امرا يكاد يكون مستحيلا الا انه يثق في نفسه وطموحه في الوصول اليها وهذا جزء من طبيعة الانسان وتكوينه الفسيولوجي الذي يحثه على السير نحو الامنيات واحلامه بطموح منهم من يحفزه الطموح ويستمر ومنهم من يستسلم لليأس فيقعد عن تحقيق مارسمه في ذهنه من الماضي نحو المستقبل وغالبا مايصطدم الانسان ببلوغ تلك الامنيات او الاحلام بشيء من الصعوبة او مواقف تشكل مفاجاءة او صدمة له كان تكون ظهور اشخاص غير متوقع ردة فعلهم او خيانة من شخص مقرب او طعنة من صديق او محب ليرى بعدها احلامه تتهاوى نحو وادي عميق وفي كلتا الحلتين اي في تحقيقها او عدمه يبقى الانسان ليقف في محطات حياته ويقيم ردود الفعل وعلاقاته مع الاخرين بخاصة ان كان كانوا يمثلون شيئا في محيط وجوده واحلامه .
ان تلك المواقف او الصدمات المفاجئة هي التي تشكل بحد ذاتها محطة وقوف عند البعض ليستعيد بواسطتها حساباته ومامر به البعض لايستسلم لليأس نجده يتوقف يراجع تلك الحسابات يبحث ويفتش عن الخلل الذي اصابه ويصلحه وينهض للسير من جديد وهذا سر النجاح في حياة البعض اما البعض نجده كالغصن الهش من الشجر ينكسر مع اول ريح عاصفة فيقف وينظر في صعوبة الى تلك الاحلام ثم يغادر محيطها مودعا بتركها لذا يجب على الانسان ان يضع نصب عينيه الصعوبات والصدمات قبل ان يضع الفرح والسهولة وان يضع لكل مقرب منه الف حساب وردة فعل قبل ان يضع في نفسه الاطمئنان نحوهم فابن ادم لايحزر في ردة الفعل ولا في المواقف خصوصا ان كان يستشعر خطورة احلام وامنيات الغير على مصالحه وحياته الشخصية لذا حاذر ان تبني احلامك على اساس هش وضعيف كي لاتقع وتكسر حين تسقط من القمم العالية .


عازف الليل مونامور .. 15 مايو
حصريا لمنتديات سكون القمر