عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-08-2020, 01:17 PM
انثى برائحة الورد متواجد حالياً
Morocco     Female
SMS ~
Awards Showcase
لوني المفضل Blueviolet
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل : 08-02-2020
 فترة الأقامة : 1542 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (04:09 PM)
 المشاركات : 130,015 [ + ]
 التقييم : 102611
 معدل التقييم : انثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى




﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى... ﴾
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 159، 160].

أولًا: سبب نزولها:


قال الألوسي: أخرج جماعة عن ابن عباس قال: سأل معاذ بن جبل، وسعد بن معاذ، وخارجة بن زيد نفرًا من أحبار يهود عما في التوراة من صفات النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعض الأحكام فكتموا، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ...".
ثانيًا: تضمنت الآية إساءة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث ادَّعوا عدم وجود صفاته في التوراة، وكتمهم لها.
ثالثًا: بيان ما في الآية من أوجه الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم:
1- قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ﴾: ذمَّهم الله تعالى على هذا التصرف الناتج عن حسد وبغضاء منهم تجاهه صلى الله عليه وسلم.
والمعنى: إن الذين يخفون عن قصد وتعمُّد وسوء نية ما أنزل الله على رسله من آيات واضحة دالة على الحق، ومن علم نافع يهدي إلى الرشد، من بعد ما شرحناه وأظهرناه للناس في كتاب يُتلى، أولئك الذين فعلوا ذلك يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ بأن يبعدهم عن رحمته، وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ؛ أي: ويلعنهم كل من تتأتَّى منه اللعنة - كالملائكة والمؤمنين - بالدعاء عليهم بالطرد من رحمة الله لكتمانهم لما أمر الله بإظهاره.
2- والكتم والكتمان: إخفاء الشيء قصدًا مع مسيس الحاجة إليه، وتحقق الداعي إلى إظهاره، وكتم ما أنزل الله يتناول إخفاء ما أنزله، وعدم ذكره للناس وإزالته عن موضعه ووضع شيء آخر موضعه، كما يتناول تحريفه بالتأويل الفاسد عن معناه الصحيح جريًا مع الأهواء، وقد فعل أهل الكتاب - ولا سيما اليهود - كل ذلك، فقد كانوا يعرفون مما بين أيديهم من آيات أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم حق، ولكنهم كتموا هذه المعرفة حسدًا له على ما آتاه الله من فضله، كما أنهم حرفوا كلام الله وأوَّلوه تأويلًا فاسدًا تبعًا لأهوائهم.
3- والمراد «بما أنزلنا» ما اشتملت عليه الكتب السماوية السابقة على القرآن من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هداية وأحكام، والمراد بالكتاب جنس الكتب، فيصح حمله على جميع الكتب التي أُنزلت على الرسل عليهم السلام، وقيل: المراد به التوراة.
4- والْبَيِّناتِ جمع بينة، والمراد بها الآيات الدالة على المقاصد الصحيحة بوضوح، وهي ما نزل على الأنبياء من طريق الوحي، والمراد «بالهدى» ما يهدي إلى الرشد مطلقًا، فهو أعم من البينات؛ إذ يشمل المعاني المستمدة من الآيات البينات عن طريق الاستنباط، والاجتهاد القائم على الأصول المحكمة.
5- وقوله: ﴿ مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ ﴾: متعلق بـ(يكتمون)، وقد دلت هذه الجملة الكريمة على شناعة معصيتهم بالكتمان؛ لأنهم عمَدوا إلى ما أنزل الله من هدى، وجعله بينًا للناس في كتاب يقرأ، فكتموه قصدًا مع تحقق المقتضى لإظهاره.
واللام في قوله: لِلنَّاسِ، للتعليل؛ أي: بيَّنَّاه في الكتاب لأجل أن ينتفع به الناس، وفي هذا زيادة تشنيع عليهم فيما أتوه من كتمان؛ لأن فعلهم هذا مع أنه كتمان للحق، فهو في الوقت نفسه اعتداء على مستحقيه الذين هم في أشد الحاجة إليه.
6- وقوله: ﴿ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾:
يفيد نهاية الغضب عليهم.
7- قوله تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾:
وبعد هذا الوعيد الشديد لأولئك الكاتمين لِما أمر الله بإظهاره، جاءت في أعقاب ذلك آية تفتح لهم نافذة الأمل، وتبيِّن لهم أنهم إذا تابوا وأنابوا قَبِلَ الله توبتهم ورحمهم، فقال تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ﴾؛ أي: رجعوا عن الكتمان وعن سائر ما يجب أن يتاب عنه، وندموا على ما صدر عنهم، ﴿ وَأَصْلَحُوا ﴾ ما أفسدوه بالكتمان بكل وسيلة مُمكنة، وَبَيَّنُوا للناس حقيقة ما كتموه، ﴿ فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ﴾؛ أي: أقبل توبتهم، وأفيض عليهم من رحمتي ومغفرتي، ﴿ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾؛ فيه المبالغة في قبول التوبة ونشر الرحمة.





رد مع اقتباس