كوخ الغرام




ريح وبرد ومطر
الجو عاصف... برق ورعد
العصافير... آسية صامتة
قد صابها الجمدُ
وبياض الثلج
يعانق رذاذ الضباب
حتى الجبال والتلال والهضاب
لبست حلتها البهيه
والتاجر والحداد
وكل العاملين والطلاب
كانهم في يوم جمعه
او احد

*****
الاشجار عاريه
والاعلام تحت الساريه
ومداخن المواقد
تنفث دخانها
لصنع الموائد
والشمس في اجازة الشتاء
تطل قليلا كانها الخجلى
لا تسمع النداء
الرصيف خال
فرح من خفة الموطىء
والبحر مائج
والسفن غادرت الميناء
صمت رهيب
سوى الرياح تهز ارجاء
المكان
وصوت فرق الاسعاف
تنقل من جاءها المخاض
في الوقت العصيب

*****
الا انا اسيرفي الشارع وحيد
نحو ذاك المكان البعيد
في سفح الجبل العتيد
للكوخ الصغير
ماوى الفؤاد
ومرقد حبيبتي
في تلك الوهاد
سقفه من القش
عليه طبق من الطين
لكنه هش
دافىء مؤنس
كالعش
تحتضنه شجرة معمرة
من الزيتون
وحمائم وبط وعصافير
تلهو وتنقب حبات القمح
وكلب صغير ابيض
شيمته النبحُ

بداخله اريكة لا تتسع
الا لعشاق الحب
لكنه واسع مؤنس برحٌ

******

اقبلتٌ نحو حبيبتي فرح
فابتسمت لقدومي
والدمع في مقلتيها
قد كبح
والكلب زاد من النبح
والطير غرد ورفح
والهر جلس على الذنب
فسالت نفسي عن السبب
قالت :
" الحب من الله لنا وهب "
فصار العناق ... عناق الشوق
والوجد
لا شيء يغدق سعادتنا
او يشبع الفرح في النفس
الا
بساطة العيش والتعب
تبا للقصر المشيد ذهب
وفرش الحرير والخدم
وموائد الرز واللحم

******
اقبل المساء
ودخل الطيرللعش
واشتعل الحطب في الموقد
فانار الكوخ
وجلسنا نسامر الليل
وحبات الرطب بايدينا
اشعارا وغزلا وحنينا
همسات العشق تنادينا
وقبلات الشفاه تروينا
والمهجع قرب الموقد
يدفينا
وانتصف الليل
وسكن الريح
فكان الساعد مني لها وسد
وكان الصدر منها لي الوقد

****
احلاما لا نشكو وحشتها
وانفاسا لا شيء يشبه طيبتها
عطرا وورودا سيمتها
نمنا للصبح
حين ايقضنا الديك
في الفجر

****


بقلمي / القلم الانيق
من كتاباتي