منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=2)
-   -   لا نشهد لأحد بجنة أو نار إلا من شهد له الله ورسوله (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=188468)

انثى برائحة الورد 07-30-2020 04:36 PM

لا نشهد لأحد بجنة أو نار إلا من شهد له الله ورسوله
 

لا نُكفِّرُ أَحَدًا مِنْ أهلِ القِبْلَةِ بذنبٍ إلَّا بالكُفْرِ، والكفرُ يَزِيدُ ويَنْقُصُ؛ كالإيمانِ؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ﴾ [التوبة:37]، وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ﴾ [آل عمران:90]، ولكنَّ زيادتَهُ ونقصانَهُ لا تُخْرِجُهُ مِنَ النارِ؛ وإنَّما تُغلِّظُ عذابَهُ أو تُخفِّفُهُ؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴾ [النحل:88].

ولا نَشْهَدُ لأحدٍ خصوصا بِجَنَّةٍ ولا نارٍ؛ إلَّا مَنْ شَهِدَ اللهُ له ورسولُهُ، ونَشْهَدُ عموماً أنَّ مَنْ ماتَ مؤمنًا، فهو مِنْ أهلِ الجَنَّةِ، ومَنْ ماتَ كافرًا، فهو مِنْ أهلِ النارِ.

وسَبُّ الله سبحانه كُفْرٌ عظيم؛ لأن الله سبحانه هو الذي خلق الخلق جميعًا، وأمرهم بعبادته وتعظيمه، وهو أهل لأن يُتقى ويُعظَّم، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، فسبه سبحانه أعظم من الشرك به؛ لأنَّ المشرك لم يُنْزل اللهَ إلى رتبة الحجر، وإنَّما رفع الحجر إلى رتبة الله، ﴿ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء:97-98]، ومن سب الله سبحانه فقد أنزله دون رتبة الحجر.

والسب هو الكلام الذي يُقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهم منه السبّ في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح والاستخفاف ونحو ذلك.

والإيمان بالله مبني على التعظيم والإجلال للرب عزّ وجلّ، فسب الله تعالى والاستهزاء به يناقض هذا التعظيم، قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (2/ 464): "وروح العبادة هو الإجلال والمحبة".

ولذا كان سب الله أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القولية، يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57]، وسب الله فيه إيذاء عظيم لله سبحانه وتعالى، وكفى بهذا كفرا بواحا بالإجماع.

قال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله: " أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسول الله أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بما أنزل الله" نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول ص512.

وقال القاضي عياض رحمه الله في كتابه الشفا (2/ 582): " لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم".

وقال ابن قدامة رحمه الله في كتابه الكافي (4/ 60):" الردة تحصل بجحد الشهادتين، أو إحداهما، أو سب الله تعالى أو رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... ".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول (ص: 512): " إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً وباطناً سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرما أو كان مستحلا له أو ذاهلا عن اعتقاده؛ هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل".

وسُئل الشيخ عبد العزيز بن باز عن حكم سب الدين والرب فقال رحمه الله تعالى: "سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عزّ وجلّ، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان مَنْ سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً بذلك عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قُتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية. وقال بعض أهل العلم: إنه لا يُستتاب بل يُقتل؛ لأن جريمته عظيمة، ولكن الأرجح أن يُستتاب لعل الله تعالى يمن عليه بالهداية فيلزم الحق، ولكن ينبغي أن يُعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذه الجريمة العظيمة، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء فإنه يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل، فإنَّ سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الرب عزّ وجلّ من نواقض الإسلام، وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله تعالى كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66]. انتهى من مجموع فتاوى ابن باز (6/ 387).

فاتنة بعشقي 07-30-2020 07:27 PM

جزاك الله كل الخير

اسير الاحزان 07-31-2020 02:22 PM

جزاك الله خير

عاشق الروح 08-01-2020 02:24 PM

جزاك الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك

منصور 08-03-2020 06:26 AM

يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيامة
تسلم الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن

شايان 08-03-2020 10:55 AM

جزاك الله كل الخير
مجهود له الاجر والثواب
بإذن الله

مصطفى 08-29-2020 05:42 PM

جزاك الله خير واثابك

شٌهقـہٌ عًشـقٌ 08-30-2020 01:09 PM

الله يجزاك خير والجنه
جعله في موازين حسناتك

اثير حلم 08-30-2020 07:58 PM

كل التقدير لهذا الوِرْدُ العذب
منْ نهلِ الأيمان والطاعةِ،
اختيار قيمٌ ومفيدٌ،
اشكر لكَ هذا الطرح الجميل،
وانتظرُ بشوقِ من مداد فيضِ قلمك،
كهذا الأجملِ
ومن عذوبات اختياراتك الآتية،
تحية لقلبكَ أختي المبجلة

نهيان 08-30-2020 08:21 PM

جزيتي من الله بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بكـ
وجعله في موازين حسناتك


الساعة الآن 05:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009