منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=85)
-   -   العالم قبل بعثة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=188190)

انثى برائحة الورد 07-08-2020 01:12 PM

العالم قبل بعثة الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
 
قد يتعَّجب البعض من اهتمامنا بالحديث عن العالم قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، على الرغم من أنه ضرورة من ضرورات التعمُّق في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه؛ وليس ذلك ترفًا من القول نُسَوِّد به الصفحات، وإنما هو مقدِّمة لازمة لاكتمال فهم السيرة النبوية فهمًا كاملاً.
  • وذلك لأنه كما قال الأولون: "بضدها تتبيَّن الأشياء"[1]. فلا يمكن لقارئ أن يستوعب جمال السيرة النبوية وكمال صاحبها صلى الله عليه وسلم، ولا أن يُدرك سموَّ مبادئ الإسلام وعظمة تشريعاته إدراكًا تامًّا، إلاَّ إذا رأى مدى الانحطاط الذي وصل إليه العالم قبل الإسلام في كل مجالات الحياة؛ خاصَّة في المجالات الفكرية والإنسانية، كالعقائد والتشريعات والأخلاق والأسرة والعلاقات السياسية بين الدول.

  • فقد انحدرت كل القيم الإنسانية في طول الأرض وعرضها، ولم يبقَ على الكوكب أحد يتمسَّك بالدين والأخلاق إلا أفراد قلائل من أهل الكتاب؛ فعن عياض بن حمار المجاشعيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته فيما يرويه عن ربِّ العزَّة عز وجل: "... وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ [2]، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ [3]، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا. وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ[4] عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ [5]" [6].

  • لقد استحقَّ مَنْ على الأرض جميعًا مقت الله تعالى لهم؛ وذلك بسبب الانهيار الذي حدث بوازع من الشياطين، التي ظلَّت تلعب بهم على مدار قرون، حتى "اجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

  • شرعية تذاكر أحوال الجاهلية

  • وليس في الحديث عن أمر الجاهلية شيء؛ فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتذاكرون أمر الجاهلية في أحاديثهم ليعرفوا نعمة الله تعالى عليهم بالإسلام، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن ذلك؛ بل كان الله عليه وسلم يبتسم، فكان ذلك منه إقرارًا لهم على فعلهم؛ فعن سِمَاكِ بن حرب قال: قلتُ لجابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه: أكنتَ تُجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "نَعَمْ، كَثِيرًا كَانَ لاَ يَقُومُ مِنْ مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أَوِ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ"[7].

  • ونحن في تناولنا لهذه الفترة لن نكتفي بالحديث عن الجزيرة العربية وحدها، وإنما سنتحدَّث عن العالم كله قبل الإسلام؛ وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بُعِث للعالمين كافَّة رحمة ونورًا وهداية، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]؛ فميدان عمله صلى الله عليه وسلم هو الأرض بكاملها في الزمان بأكمله.

  • كما أن الدعوة والدولة الإسلامية كليهما لهما تقاطعات مع هذه الحضارات في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان هناك مؤيِّدون للدعوة من هذه الحضارات، وكان هناك معارضون، وكذلك كان هناك محايدون، ونحن لن يمكننا أن نفهم ردود فعلهم إلا بدراسة أحوالهم ودوافعهم لاتخاذ المواقف التي سجلتها السيرة.

  • خصائص الحضارات قبل الإسلام

  • وسنجد أن كل الحضارات الموجودة قبل الإسلام امتازت بخصائص كثيرة متشابهة؛ لعلَّ من أبرزها ثلاثًا:

  • أما أولها فهو الانحراف العقائدي الكامل؛ حيث فسدت العقائد، وعبد الناس آلهة شتى من دون الله لا تملك لأنفسها -فضلاً عن أن تملك لهم- ضرًّا ولا نفعًا؛ فعبد العرب الأصنام، وعبد الصينيون بوذا، وعبد الفُرْس النار، وتخبَّط الرومان بين الوثنية والمسيحية المحرَّفة التي ابتدعوها؛ بينما عَبَدَ المصريون القدماء آلهة متنوعة من الشمس إلى أوهام أخرى كحورس وبتاح وآمون.

  • وثانية الخصائص هي الانهيار الأخلاقي التام؛ حيث انتشرت الفواحش، ولم يعد الناس يعرفون معروفًا أو يُنكرون منكرًا؛ بل انقلبت الأحوال حيث أصبح المنكر معروفًا يتداوله الناس جهرًا دون خشية، كما حدث مع الزنا والدعارة مثلاً؛ فصارت الداعرات ذوات بيوت مُشْهَرَة، كما صارت نسبة أولاد الزنا للزناة أمرًا شائعًا مشروعًا لا ينفيه أحد، ولا تُصيبه معرَّة بسببه.

  • وأما الخاصية الثالثة فهي التعاظم الشديد في القوة المادية؛ فقد كانت هذه الحضارات دنيوية صِرْفة، لا يهتم ملوكها وحكامها إلا بالقوة المادية التي تزيد في ملكهم؛ لذا فقد اهتمُّوا بزيادة قوتهم؛ وتكوين جيوش ضخمة يحاولون بها السيطرة على العالم واستعباد البشر.

  • ومن هنا نعلم أن المسلمين حينما انطلقوا للجهاد، وواجهوا تلك الحضارات في صراعات عسكرية، كانوا يُواجهون في الواقع قوى عظمى تملك قدرات عسكرية ومادية هائلة؛ ولكن نجح المسلمون المجاهدون -بفضل الله تعالى- في الانتصار على هذه القوى بالفرق الواضح بينهم في الجوانب العقائدية والأخلاقية؛ على الرغم من التفاوت الهائل في القوى المادية.

  • [1] قال المتنبي (ديوان المتنبي، ص106): وَنَدِيمُهُمْ وبه عَرَفْنَا فَضْلَهُ *** وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأشْيَاءُ

  • [2] حنفاء كلهم؛ أي: مسلمين، وقيل: طاهرين من المعاصي. وقيل: مستقيمين منيبين لقبول الهداية.

  • [3] فاجتالتهم؛ أي: استخفُّوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عمَّا كانوا عليه، وجالوا معهم في الباطل. وقال شمر: اجتال الرجل الشيء ذهب به. واجتال أموالهم ساقها وذهب بها. النووي: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، 17/197.

  • [4] فمقتهم: المقت أشد البغض. والمراد بهذا المقت والنظر ما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. النووي: المنهاج، 17/197.

  • [5] إلا بقايا من أهل الكتاب: المراد بهم الباقون على التمسُّك بدينهم الحقِّ من غير تبديل. النووي: المنهاج، 17/198.

  • [6] مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، (2865)، والنسائي (8071)، وأحمد (17519).

  • [7] مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح وفضل المساجد، (670)، والترمذي (2850)، والنسائي (1281)، وأحمد (20876).

عطر الزنبق 07-08-2020 01:30 PM

جزاك المولى خير الجزاء ونفع بك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله
وعمر الله قلبك بالإيمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية
تحيتي لك

شايان 07-10-2020 02:07 AM

مجهود راقي ومميز
جعله الله في ميزان حسناتك
وجزاك كل الخير

منصور 07-18-2020 04:53 AM

يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيامة
تسلم الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن

انثى برائحة الورد 07-20-2020 03:31 PM

تحيتي لكم ولحضوركم الأنيق
شكراً لتواصلكم الجميل
وحضوركم المعطر بصدق الوفاء

تراتيل أنثى 07-28-2020 06:50 AM

سلمت يمناكَ
يعطيك الف عافيه يـآالغــلآ ..
ودي لروحك ..

عاشق الروح 08-01-2020 02:38 PM

جزاك الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك

نهيان 08-30-2020 10:12 PM

جزيتي من الله بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بكـ
وجعله في موازين حسناتك

النسر الجنوبي 08-30-2020 10:22 PM


انثى برائحة الورد 08-31-2020 12:30 AM

بصماتكم في صفحاتي دوما
تترك اثر في نفسي كــما الورود برائحتها
شكرا لكم يا سادة


الساعة الآن 08:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا