منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   محمود درويش (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=188165)

عطر الزنبق 10-08-2021 11:12 AM


شايان 11-05-2021 04:32 AM

مَطَر ناعمٌ في خريف بعيدْ
والعصافير زرقاءُ.. زرقاءُ
والأرض عيد.
لا تقولي أنا غيمة في المطارْ
فأنا لا أريدْ
من بلادي التي سقطتْ من زجاج القطار
غير منديل أُمي
وأسباب موت جديد.

مطر ناعم في خريف غريبْ
والشبابيك بيضاءُ... بيضاءُ
والشمسُ بيّارة في المغيب
وأنا برتقالٌ سليب,
فلماذا تفرّين من جَسَدي
وأنا لا أُريد
من بلاد السكاكين والعندليب
غير منديل أُمي
وأسباب موت جديد

مطر ناعم في خريف حزين
والمواعيد خضراءُ... خضراءُ
والشمسُ طين
لا تقولي رأيناك في مصرع الياسمين
كان وجهي مساء
وموتي جَنين
وأنا لا أُريد
من بلادي التي نسيتْ لهجة الغائبين
غير منديل أُمي
وأسباب موت جديد
مطر ناعم في خريف بعيد
والعصافير زرقاءُ... زرقاءُ
والأرض عيد.
والعصافير طارت إلى زمن لا يعود
وتريدين أن تعرفي وطني؟
والذي بيننا؟
وطني لذَّة في القيودْ
قُبلتي أرسلت في البريدْ
وأنا لا أُريد
من بلادي التي ذَبَحَتْنِي
غير منديل أُمي
وأسباب موت جديد...

محمود درويش

شايان 11-05-2021 04:41 AM

‏‎من أخبرك؟
أّني أخافُ بأن تَغيبَ فأخَسرك ؟
إن شِئتَ أن تبقى معي
أسكنتُ روحك أضلُعي
وإذا عزَمتَ على الرِّحيل
فلمِلم الذكرى الجميلةَ بينَنَا
واحزم حقائبكَ القديمةَ وابتعِد
لا تنتَظر منّي الجَوابَ
لأننّي لن أُجبرَك ..


محمود درويش

شايان 11-08-2021 10:08 PM

جهة المنفى

يتلفت المنفي نحو جهاته
وتفر منه المفردات - الذكريات
ليس الأمام أمامه
ليس الوراء وراءه
وعلى اليمين إشارة ضوئية
وعلى اليسار إشارة أخرى
فيسأل نفسه :
من أين تبتدئ الحياة ؟
لا بد لي من نرجس
لأكون صاحب صورتي
ويقول : إن الحر من يختار منفاه
لأمر ما ..
أنا حر إذن ..
أمشي ... فتتضح الجهات !


محمود درويش

شايان 11-09-2021 09:09 PM

https://scontent.fjrs1-3.fna.fbcdn.n...28&oe=61AF1BF8

أَنَا يُوسُفٌ يَا أَبِي .. يَا أَبِي،
إِخْوَتِي لَا يُحِبُّونَنِي ، لاَ يُريدُونَنِي بَيْنَهُم يَا أَبِي ..
يَعتدُونَ عَلَيَّ وَيرْمُونَنِي بِالحَصَى وَالكَلَامِ يُرِيدُونَنِي
أَنْ أَمُوتَ لِكَيْ يَمْدَحُونِي ..
وَهُمْ أَوْصَدُوا بَابَ بَيْتِك دُونِي ..
وَهُمْ طرَدُونِي مِنَ الحَقْلِ ..
هُمْ سَمَّمُوا عِنَبِي يَا أَبِي .. وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِي يَا أَبِي ..
حِينَ مَرَّ النَّسِيمُ وَلَاعَبَ شَعْرِيَ
غَارُوا وَثَارُوا عَلَيَّ وَثَارُوا عَلَيْكَ ..
فَمَاذَا صَنَعْتُ لَهُمْ يَا أَبِي ..؟
الفَرَاشَاتُ حَطَّتْ عَلَى كَتِفَيَّ ، وَمَالَتْ عَلَيَّ السَّنَابِلُ ..
وَالطَّيْرُ حَطَّتْ على راحتيَّ ..
فَمَاذَا فَعَلْتُ أَنَا يَا أَبِي ..؟ وَلِمَاذَا أنَا ..؟
أَنْتَ سَمَّيْتنِي يُوسُفًاً ، وَهُمُو
أَوْقعُونِيَ فِي الجُبِّ ، وَاتَّهمُوا الذِّئْبَ ؛ وَالذِّئْبُ أَرْحَمُ مِنْ إِخْوَتِي ..
أُبَتِ ..!
هَلْ جَنَيْتُ عَلَى أَحَدٍ عِنْدَمَا قُلْتُ إنِّي رَأَيْتُ أَحدَ عَشَرَ كَوْكبًا،
والشَّمْسَ والقَمَرَ، رَأَيتُهُم لِي سَاجِدِينْ ..


أنا يوسف
محمود درويش

شايان 11-10-2021 02:54 AM

سأَحلُمُ، لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي.
بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ من أَثر
الجفاف العاطفيِّ. حفظتُ قلبي كُلَّهُ
عن ظهر قلبٍ: لم يَعُدْ مُتَطفِّلاً
ومُدَلّلاً. تَكْفيِه حَبَّةُ "أسبرين" لكي
يلينَ ويستكينَ. كأنَّهُ جاري الغريبُ
ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ . فالقلب
يَصْدَأُ كالحديدِ ’ فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ
ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ’
ولا يرنُّ كعشب آبَ من الجفافِ.
كأنَّ قلبي زاهدٌ ، أوَ زائدٌ
عني كحرف "الكاف" في التشبيِه.



القلب
محمود درويش

شايان 11-13-2021 10:07 PM

الخطى تأتي
و عيناك بلاد
و ذراعاك حصار حول جسمي
و الخطى تأتي
لماذا يهرب الظّل الذي يرسمني ..
و الخطى تأتي و لا تدخل
كوني شجراً
لأرى ظلك
كوني قمراً
لأرى ظلك
كوني خنجراً
لأرى ظلك في ظلي
ورداً في رماد !

عيناك بلاد
محمود درويش

شايان 11-18-2021 02:27 AM

https://scontent.fjrs1-2.fna.fbcdn.n...08&oe=619A4EAA

أحبُّ الخريفَ وظلَّ المعاني، ويُعْجِبُني
في الخريف غموضٌ خفيفٌ شفيفُ المناديل،
كالشعر غِبَّ ولادته إذ "يُزِغلِلُهُ"
وَهَجُ الليل أو عتمةُ الضوء. يحبو
ولا يجد الاسم للشيء /
يعجبني مَطَرٌ خَفِرٌ لا يُبَلّل إلاَّ
البعيداتِ
[في مثل هذا الخريف تَقَاطَعَ موكبُ عُرْسٍ
لنا مع إحدى الجنازات، فاحتفل الحيُّ
بالمَيْتِ والمَيْتُ بالحيِّ]
يعجبني أن أرى ملكاً ينحني لاستعادة
لؤلؤة التاج من سَمَكٍ في البحيرة /
تُعْجِبنُي في الخريف مشاعيَّةُ اللون، لا
عَرْشَ للذَّهَبِ المُتَواضعِ في وَرَقِ الشجر
المُتَواضِعِ، مثل المساواة في ظمأ الحبِّ /
يعجبني أَنه هدنةٌ بين جَيْشَيْنِ ينتظران
المباراة ما بين شاعِرَتَيْنِ تحبّان فصل الخريف،
وتختلفان على وجه الاستعارةْ
ويُعجبني في الخريف التواطؤُ بين
الرُّؤَى والعبارةْ!

حب الخريف
محمود درويش

شايان 11-18-2021 09:50 PM

https://up.skoon-elamar.com/uploads/163726132677951.jpg



شتاء ريتا الطويل
ريتا ترتب ليل غرفتنا : قليل هذا النبيذ

وهذه الأزهار أكبر من سريري

فافتح لها الشباك كي يتعطر الليل الجميل

ضع ههُنا قمراً على الكرسيَّ

ضع فوق البحيرةَ

حول منديلي ليرتفع النخيل أعلى وأعلى

هل لبست سواي ؟ هل سكنتك إمرأةٌ

لتجهش كلما التفّت على جذعي فُروعُكَ ؟

حُكَّ لي قدمي وحُكَّ دَمي لنعرف ما

تخلفه العواصفُ والسُّيولُ

منِّي ومنك ...

تنامُ ريتا في حديقةِ جسمها

توتُ السياجِ على أظافرها يُضيءُ

الملحَ في جسدي . أُ حبُّكِ .

نام عصفوران تحت يديَّ...

نامت موجةُ القمح النبيل على تنفسها البطيء

و وردةُ حمراء نامت في الممر

ونام ليلُ لا يطول

والبحر نام أمام نافذتي على إيقاع ريتا

يعلو ويهبط في أشعة صدرها العاري

فنامي بيني وبينك

لا تغطي عَتمَة الذهب العميقة بيننا

نامي يداً حول الصدى

ويداً تبعثرُ عزلة الغابات

نامي بين القميص الفستقي ومقعد الليمون

نامي فرساً على رايات ليلة عرسها ...

هدأ الصهيلُ

هدأت خلايا النحل في دمنا

فهل كانت هنا ريتا

وهل كنا معا ؟

.... ريتا سترحلُ بعد ساعاتٍ وتتركُ ظلها

زنزانةٌ بيضاء . أين سنلتقي ؟

سألَت يديها ، فالتَفَتُّ إلى البعيد

البحر خلف الباب ، والصحراء خلف البحر

قبلني على شفتي قالت .

قُلتَ : يا ريتا أأرحلُ من جديد

مادام لي عنبٌ وذاكرةٌ ، وتتركني الفصول

بين الإشارة والعبارة هاجسا ً ؟

ماذا تقول ؟

لا شيء يا ريتا ، أقلدُ فارساً في أُغنية

عن لعنة الحب المحاصر بالمرايا ...

عَنّي ؟

وعن حلمين فوق وسادةٍ يتقاطعان ويهربان

فواحدٌ يستل سكيناً وآخرُ يُودعُ الناي الوصايا

لا أدرك المعنى ، تقول

و لا أنا ، لغتي شظايا

كغياب إمرأةٍ عن المعنى ،

وتنتحرُ الخيولُ في آخر الميدان ...

ريتا تحتسي شاي الصباح

وتقشر التفاحة الأولى بعشر زنابقٍ

وتقول لي :

لا تقرأ الآن الجريدة ، فالطبول هي الطبول

والحرب ليست مهنتي . وأنا أنا . هل أنتَ أنتْ ؟

أنا هو

هو من رآكِ غزالةً ترمي لآلئها عليه

هو من رأى شهواتهِ تجري وراءكِ كالغدير

هو من رآنا تائهين توحدا فوق السرير

وتباعدا كتحية الغرباء في الميناء

يأخذنا الرحيل في ريحه ورقاً

أمام فنادق الغرباء

مثل رسائلٍ قرئت على عجل

أتأخُذني معك ؟

فأكون خاتم قلبك الحافي ، أتأخُذني معك

فأكون ثوبك في بلاد أنجبتك ... لتصرعك

وأكون تابوتا من النعناع يحمل مصرعك

وتكون لي حياً وميتاً

ضاع يا ريتا الدليل

والحب مثل الموت وعدٌ لا يرد .. ولا يزولُ

.... ريتا تُعدُّ لي النهار

حجلاً تجمع حول كعب حذائها العالي :

صباحُ الخير يا ريتا

وغيماً أزرقاً للياسمينة تحت إبطيها :

صباحُ الخير يا ريتا

وفاكهةً لضوء الفجر: يا ريتا صباح الخير

يا ريتا أعيديني إلى جسدي لتهدأ لحظةً

إبرُ الصنوبر في دمي المهجور بعدك ِ .

كلما عانقتُ برجَ العاجِ فرت من يديَّ يمامتان ..

قالت : سأرجع عندما تتبدل الأيام والأحلام

يا ريتا طويل هذا الشتاء ، ونحن نحن

فلا تقولي ما أقول أنا هي

هيَ من رأتكَ معلقاً فوق السياج ، فأنزلتك وضمدتك

وبدمعها غسلتك ، انتشرت بسوسنها عليك

ومررت بين سيوف اخوتها ولعنة أمها وأنا هيَ

هل أنتَ أنتْ ؟

... تقوم ريتا عن ركبتي

تزور زينتها ، وتربط شعرها بفراشةٍ فضيةٍ .

ذيل الحصان يُداعبُ النمش المبعثر

كرذاذ ضوءٍ فوق الرخام الأنثوي

تعيد ريتا زر القميص إلى القميص الخردلي ... أأنتَ لي ؟

لَكِ ، لو تركت الباب مفتوحاً على ماضيَّ ،

لي ماضٍ أراه الآن يولدُ في غيابك

من صرير الوقت في مفتاح هذا الباب

لي ماض أراه الآن يجلس قربنا كالطاولة

لي رغوة الصابون

والعسل المملح

والندى

والزنجبيل

ولكَ الأيائل ،إن أردت ، لك الأيائل والسهول

ولك الأغاني ،إن أردت، لك الأغاني والذهول

إني ولدت لكي أحبك

فرساً تُرقِّصُ غابةً ، وتشق في المرجان غيابك

ووُلدتُ سيدةً لسيدها ، فخذني كي أصبك

خمراً نهائياً لأشفي منك فيك ، وهات قلبك

إني ولدت لكي أحبك

وتركت أمي في المزامير القديمة تلعن الدنيا وشعبك

ووجدت حراس المدينة يُطعمون النار حُبك

وإني ولدت لكي أحبك

ريتا تكسر جوز أيامي ، فتتسع الحقول

لي هذه الأرض الصغيرة في غرفة في شارعٍ

في الطابق الأرضي من مبنى على جبلٍ

يطل على هواء البحر . لي قمرٌ نبيذيٌ ولي حجر صقيل

لي حصة من مشهد الموج المسافر في الغيوم ، وحصة

من سِفرِ تكوين البداية و سِفرِ أيوب ، ومن عيد الحصاد

وحصة مما ملكتُ ، وحصة من خبز أمي

لي حصة من سوسن الوديان في أشعار عشاق قدامى

لي حصة من حكمة العشاق : يعشقُ وجهَ قاتلهِ القتيلُ

لو تعبرين النهر يا ريتا

وأين النهر ، قالت ...

قُلتُ فيكِ وفيَّ نهرٌ واحد

وأنا أسيل دماً وذاكرةً أسيلُ

لم يترك الحراس لي باباً لأدخل فاتكأت على الأفق

ونظرت تحت

نظرت فوق

نظرت حول

فلم أجد

أفقاً لأنظر ، لم أجد في الضوء إلا نظرتي

ترتد نحوي . قلت عودي مرةً أخرى إلي ، فقد أرى

أحداً يحاول أن يرى أفقاً يرممه رسول

برسالة من لفظتين صغيرتين : أنا ، وأنتِ

فرحٌ صغيرٌ في سريرٍ ضيقٍ ... فرحٌ ضئيل

لم يقتلونا بعد ، يا ريتا ، ويا ريتا .. ثقيل

هذا الشتاء وبارد

.... ريتا تغني وحدها

لبريد غربتها الشمالي البعيد : تركتُ أمي وحدها

قرب البحيرة وحدها ، تبكي طفولتي البعيدة بعدها

في كل أمسية تنام ضفيرتي الصغيرة عندها

أمي ، كسرت طفولتي وخرجت إمرأةً تُربِّي نهدها

بفم الحبيب . تدور ريتا حول ريتا وحدها :

لا أرض للجسدين في جسد ، ولا منفى لمنفى

في هذه الغرف الصغيرة ، والخروج هو الدخول

عبثا نغني بين هاويتين ، فلنرحل ليتضح السبيل

لا أستطيع ، ولا أنا ، كانت تقول ولا تقول

وتهدئ الأفراس في دمها : أمن أرض بعيدة

تأتي السنونو ، يا غريب ويا حبيب ، إلى حديقتك الوحيدة ؟

خذني إلى أرض البعيدة

خذني إلى الأرض البعيدة ، أجهشت ريتا : طويل هذا الشتاء

وكسرت خزف النهار على حديد النافذة

وضعت مسدسها الصغير على مسودة القصيدة

ورمت جواربها على الكرسي فانكسر الهديل

ومضت إلى المجهول حافيةً ، وأدركني الرحيل

شايان 12-27-2021 11:25 AM

وقدم لها الماء قبل النبيذ ولا تتطلع إلى توأمي حجل نائمين على صدرها وانتظرها
ومُس على مهل يدها عندما تضع الكأس فوق الرخام كأنك تحمل عنها الندى وانتظرها
تحدث إليها كما يتحدث نايٌ إلى وترٍ خائف في الكمان كأنكما شاهدان على ما يُعِد غد لكما وانتظرها
إلى أن يقول لك الليل لم يبقى غيركما في الوجود، فخذها إلى موتك المشتهى وانتظرها ..



أنتظرها
محمود درويش


الساعة الآن 06:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا