منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار الفيلسوف والشاعر ابو العلاء المعري.. (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=182615)

عطر الزنبق 08-06-2019 02:42 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif




نادى حَشا الأُمِّ بِالطِفلِ الَّذي اِشتَمَلَت

عَلَيهِ وَيحَكَ لا تَظهَر وَمُت كَمَدا

فَإِن خَرَجتَ إِلى الدُنيا لَقيتَ أَذىً

مِنَ الحَوادِثِ بَلحَ القَيظَ وَالجَمَدا

وَما تَخَلَّصُ يَوماً مِن مَكارِهِها

وَأَنتَ لا بُدَّ فيها بالِغٌ أَمَدا

وَرُبَّ مِثلَكَ وافاها عَلى صِغَرٍ

حَتّى أَسَنَّ فَلَم يَحمَد وَلا حَمِدا

لا تَأمَنِ الكَفُّ مِن أَيّامِها شَلَلاً

وَلا النَواظِرُ كَفّاً عَنِّ أَو رَمَدا

فَإِن أَبيتَ قَبولَ النُصحِ مُعتَدِياً

فَاِصنَع جَميلاً وَراعِ الواحِدَ الصَمَدا

فَسَوفَ تَلقى بِها الآمالَ واسِعَةً

إِذا أَجَزتَ مَداً مِنها رَأَيتَ مَدى

وَتَركَبُ اللُجَّ تَبغي أَن تُفيدَ غِناً

وَتَقطَعُ الأَرضَ لا تُلفي بِها ثَمَدا

وَإِن سَعِدَت فَما تَنفَكُّ في تَعَبٍ

وَإِن شَقيتَ فَمَن لِلجِسمِ لَو هَمَدا

ثُمَّ المَنايا فَإِمّا أَن يُقالُ مَضى

ذَميمَ فِعلٍ وَإِمّا كَوكَبٌ خَمَدا

وَالمَرءُ نَصلُ حُسامٍ وَالحَياةُ لَهُ

سَلٌّ وَأَصوَنُ لِلهِندِيِّ أَن غُمِدا

فَلَو تَكَلَّمَ ذاكَ الطِفلُ قالَ لَهُ

إِلَيكَ عَنّي فَما أُنشِئتُ مُعتَمِدا

فَكَيفَ أَحمِلُ عَتباً إِن جَرى قَدَرٌ

عَلَيَّ أَدرَكَ ذا جِدٍّ وَمَن سَمَدا






عطر الزنبق 08-06-2019 02:42 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif






حورِفتُ في كُلِّ مَطلوبٍ هَمَمتُ بِهِ

حَتّى زَهِدتُ فَما خُلّيتُ وَالزُهُدا

فَالحَمدُ لِلَّهِ صابي ما يُزايِلُني

وَلَستُ أَصدُقُ إِن سَمَّيتُهُ شُهُدا

وَما أَظُنُّ جِنانَ الخُلدِ يُدرِكُها

إِلّا مَعاشِرُ كانوا في التُقى جُهدا

يَمضي النَهارُ فَما أَنفَكُّ في شُغلٍ

وَلا أَطيقُ إِذا جَنَّ الدُجى سُهُدا

أَمّا المِهادُ فَجَنبي فيهِ مُضطَجِعٌ

وَالدينُ عِقدُ جُنوبٍ تَهجُرُ المُهُدا

عطر الزنبق 08-06-2019 02:43 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif


الصَدرُ بَيتٌ إِذا ما السِرُّ زايَلَهُ

فما يَكُنُّ بِبَيتٍ بَعدَهُ أَبَدا

فَاِحفَظ ضَميرَكَ عَن خِلٍّ تُجانِسُهُ

فَكَم خَفِيٍّ شَفاهُ ماكِرٌ فَبَدا

وَلِلحَقودِ عَلاماتٌ يَبِنُّ بِها

كَما رَأَيتَ بِشَدقِ الهادِرِ الزَبَدا

يَستَحسِنُ المَرءُ دُنياهُ فَتُقلَتُه

وَالعَينُ تَستَحسِنُ الهِندِيَّ وَالرُبَدا

فَاِزجُر هَواكَ وَحاذِر أَن تُطاوِعَهُ

فَإِنَّهُ لَغَويٌّ طالَما عُبِدا

عطر الزنبق 08-06-2019 02:43 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif


مَن عاشَ تِسعينَ حَولاً فَهوَ مُغتَرِبٌ

قَد زايَلَ الأَهلَ إِلّا مَعشَراً جُدُدا

وَشاهَدَ الناسَ مِن كَهلٍ وَمُقتَبِلٍ

وَدالِفِ الخَطوِ لا يُحصي لَهُم عَدَدا






عطر الزنبق 08-06-2019 02:44 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif




قَد سائَها العُقمُ لا ضَمَّت وَلا وَلَدَت

وَذاكَ خَيرٌ لَها لَو أُعطِيَت رَشَدا

ما يَأخُذُ المَوتُ مِن نَفسٍ لِمُنفَرِدٍ

شَيئاً سِواها إِذا ما اِغتالَ وَاِحتَشَدا

وَمُنشِدُ الخَيرِ لا تُصغي لَهُ أُذُنٌ

قَد ضَلَّ مُذ كانَتِ الدُنِّيا فَما نُشِدا






عطر الزنبق 08-06-2019 02:45 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif




الخَيرُ كَالعَرفَجِ المَمطورِ ضَرَّمَهُ

راعٍ يَإِطُّ وَلَمّا أَن ذَكا خَمَدا

وَالشَرُّ كَالنارِ شُبَّت لَيلَها بِغَضاً

يَأتي عَلى جَمرِها دَهرٌ وَما هَمَدا

أَما تَرى شَجَرَ الإِثمارِ مُتعَبَةً

لَم تُجنِ حَتّى أَذاقَت غارِساً كَمَدا

وَالشاكُ في كُلِّ أَرضٍ حانَ مَنبِتُهُ

بِالطَبعِ لا الغَمَرَ يَستَسقي وَلا الثَمَدا

لا تَشكُرَنَّ الَّذي يُوَلّيكَ عارِفَةً

حَتّى يَكونَ لِما أَولاكَ مُعتَمِدا

وَلا تُشَيمَن حُساماً كَي تَريقَ دَماً

كَفاكَ سَيفٌ لِهَذا الدَهرِ ما غُمِدا

وَشاعَ في الناسِ قَولٌ لَستُ أَعهَدُهُ

وَذاكَ أَنَّ رِجالاً ذامَتِ الصَمِدا

أَيُحمَدُ المَرءُ لَم يَهمُم بِمَكرُمَةٍ

يَوماً وَيُترَكُ مَولى العُرفِ ما حُمِدا

عطر الزنبق 08-06-2019 02:45 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif




أَرى حَيوانَ الأَرضِ غَيرَ أَنيسِها

إِذا اِقتاتَ لَم يَفرَح بِظُلمٍ وَلا جَدا

أَتَعلَمُ أُسدُ الغيلِ بَعدَ اِفتِراسِها

تُحاوِلُ دُرّاً أَو تُحاوِلُ عَسجَدا

وَما اِتَّخَذَ الأَبرادَ سِرحانُ قَفرَةٍ

وَلا شَبَّ ناراً أَينَ غارَ وَأَنجَدا

وَأَضعَفُ مَن تَلقاهُ مِن آلِ آدَمٍ

إِذا ما شَتا يَبغي وَقوداً وَبُرجُدا

وَأُنصِفُهُم ما هابَتِ الوَحشُ سُبَّةً

وَلا وَقَعَت مِن خَشيَةِ اللَهِ سُجَّدا






عطر الزنبق 08-06-2019 02:46 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif




أَلا تَرحَمُ الأَشياخَ لَمّا تَأَوَّدوا

يَقولونَ قَد كُنّا الغَرانِقَةَ المُردا

تَرَدّوا بِخُضرٍ مِن حَديدٍ وَأَقبَلوا

عَلى الخَيلِ تَردي وَهيَ مِن فَوقِها تَردى

وَجاؤوا بِها سَومَ الجَرادِ مُغيرَةً

يَقودونَ لِلمَوتِ المُطَهَّمَةَ الجُردا

تَرى الهِمَّ لا شَيءٌ سِوى الأَكلَ هَمَّهُ

لَهُ جَسَدٌ ما اِسطاعَ حَرّاً وَلا بَردا

يُقِلُّ العَصا مُستَثقِلَ الطِمرِ بَعدَما

عَلا فَرَساً وَاِجتابَ ماذيَّةً سَردا

وَلا تَترُكُ الأَيّامُ مَرداً لِظَبيَّةٍ

مِنَ الأُدمِ تَختارُ الكِباثَ وَلا المَرادا

وَلَم يُلفِ مِنها فارِدُ القُمرِ مَخلَصاً

وَقَد بَلَغَت أَحداثُها القَمَرا الفَردا

وَجَدنا دُرَيداً مِن هَوازِنَ لَم يَجِد

صُروفَ اللَيالي حِنَ تَأكُلُهُ دُردا

رَعَت قَبلُ نِبتاً جَدَّ عَدنانَ وَاِعتَرَت

إِياداً فَأَبلَت مِن قَبائِلِها بُردا

يُخَوَّفُ بِالذِئبِ المُسِنُّ وَقَد مَضى

لَهُ زَمَنٌ لا يَرهَبُ الأَسَدَ الوَردا

نَزَلنا بِدارٍ كَالضُيوفِ وَلَم نُرِد

بَراحاً لَها حَتّى أَجَدَّت لَنا طَردا






عطر الزنبق 08-06-2019 02:46 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif




سَلوا مَعشَرَ المَوتى الَّذي جاءَ وافِداً

إِلَيكُم يَخبَر فَهوَ أَقرَبُكُم عَهدا

يُحَدِّثُكُم أَنَّ البِلادَ مُقيمَةٌ

عَلى ما عَهِدتُم ذَلِكَ الهَضبَ وَالوَهدا

وَلَم تَفتاءِ الدُنِّيا تَغُرُّ خَليلِها

وَتُبَدِّلُهُ مِن غَمضِ أَجفانِها سَهَدا

تُريهُ الدُجى في هَيئَةِ النورِ خِدعَةً

وَتُطعِمُهُ صاباً فَيَحسِبُهُ شَهَدا

وَقَد حَمَلَتهُ فَوقَ نَعشٍ وَطالَما

سَرى فَوقَ عَنسٍ أَو عَلا فَرَساً نَهِدا

وَلَم تَتَّرِك مِن حيلَةٍ لِتَغُرُّهُ

وَلم يُبقِ في إِخلاصِهِ حُبُّها جُهدا






عطر الزنبق 08-06-2019 02:47 AM

https://h24-original.s3.amazonaws.co...9295-LTXb9.gif




صاحِ ما تَضحَكُ البُروقُ شَماتاً

بِحِمامٍ وَلا تُبَكّي الرُعودُ

يا مَحَلّي عَلَيكَ مِنّي سَلامٌ

سَوفَ أَمضي وَيُنجِزُ المَوعودُ

لَيتَ شَعري عَمَّن يَحُلُّكَ بَعدي

أَقيامٌ لِصالِحٍ أَم قَعودُ

أَيُرَجَّونَ أَن أَعودَ إِلَيهِم

لا تُرَجّوا فَإِنَّني لا أَعودُ

وَلِجِسمي إِلى التُرابِ هُبوطٌ

وَلِرَوحي إِلى الهَواءِ صُعودُ

وَعَلى حالِها تَدومُ اللَيالي

فَنَحوسٌ لِمَعشَرٍ أَو سَعودُ


الساعة الآن 07:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا