كانت أم عمارة -رضي الله عنها- من الصحابيات الشجاعات اللواتي يُشاركن في المعارك والغزوات، وقد سجّل التاريخ موقفها في غزوة أحد، وذلك عندما زادت حدّة المعركة واجتمع المشركين حول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يريدون قتله، وأقبل عليه رجل اسمه ابن قميئة وهو يقول: دلوني على محمد لا نجوت إن نجا.[8] فوقفت أم عمارة -رضي الله عنها- في طريقه تريد صدّه ومعها مصعب بن عمير -رضي الله عنه-، ولكنّه استُشهد في تلك الأثناء فظلّت أم عمارة وحدها، فوقفت في وجه الكافر الذي ضربها ضربةً بالغة في عنقها ولكنّها ظلّت قوية واستمرت في الدفاع، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يراها وقد أُصيبت بعدد كبير من الجروح.[8] فنادى ابنها وطلب إليه أن يعصب جراح أمّه ودعا لهم بالبركة، فلمّا سمعت أم عمارة صوت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- طلبت منه أن يدعو لهم بمرافقته في الجنّة، فاستجاب رسول الله لطلبها وكانت فرحتها عظيمة بذلك.[8] ولمّا عادت إلى المدينة أرادت الخروج مرّة أخرى عندما دعا رسول الله من شارك بالغزوة أن يخرج معه، ولكنّها لم تستطع ذلك لشدّة جراحها،[8] وظلّت حولها نساء المسلمين يضمّدن جراحها ويعالجنها، وقد سأل عنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أيّام من إصابتها فأخبروه بأنّها بصحة