ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: كل عام وانتم بخير ::  
بأيدينا نعلوا بمنتدانا وبمشاركاتكم وكلماتكم نرتقي فلا تقرأ وتمضي ..... الى من يواجه اي مشكلة للدخول وعدم استجابة الباسورد ان يطرح مشكلته في قسم مشاكل الزوار او التواصل مع الاخ نهيان عبر التويتر كلمة الإدارة


الإهداءات



۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,


الدنيا دار ممر والآخرة دار المقر..(1)..

|!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,


إضافة رد
#1  
قديم 07-30-2019, 01:16 AM
عطر الزنبق غير متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2133 يوم
 أخر زيارة : اليوم (12:29 PM)
 العمر : 28
 المشاركات : 97,476 [ + ]
 التقييم : 32488
 معدل التقييم : عطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond reputeعطر الزنبق has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الدنيا دار ممر والآخرة دار المقر..(1)..





الدنيا دار ممر والآخرة دار المقر-

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
يحكى أنه في وقتٍ مما مضى من الأزمان .. كانت هناك امرأةٌ معروفةٌ بالحسن والجمال ..

كالوردة في البستان تنافس عليها كل الأبطال وضحّى من أجلها الفرسان
لم تكن تدع الرجال يبلغوا منها ما أرادوا .. بل تفنيهم قبل الإمكان
وفي يومٍ من الأيام قالت : إن من سأقابله اليوم هو زوجي .. وإن كان من كان ...
فخرجت ... فكان أول من قابلت عصام .. وهو من أفقر أهل المدينة لا يملك قوت يومه
فقالت له : يا عصام أنا - إن أردت - لك زوجة بأقل الأثمان .. ومن الآن
عصام : لا أصدق يا حسناء هل تهزئين بي
حسناء : لا ورب السماء ... إنما حبُّ الستر والأمان
عصام : ليس لدي مال !!.. ولكن سنذهب إلى فلان فلن يتوانى في مساعدتي .. فذهبوا
إلى فلان وهو أغنى من عرفه عصام .. ولا أغنى منه إلاّ السلطانعصام:
يا فلان سلامٌ عليك .. هذه حسناء زوجتي إن شاء الرحمن .. ولكن هل تقرضني
شيءً لتعمّ الفرحةُ أرجاء المكان .. فنظر الغني فيها .. فقال في نفسه :
أنا أحق من هذا الصعلوك بهذه الحسناء ؛ أنا أملك المال والجاه ... فجاذب
الغنيُّ عصام وقال : لن أعطيك شيئاً بل ستكون زوجتي وإن جار الزمان ...
احتدم الخلاف بين عصام والغني حتى بلغ إلى مأمور الجند ليفصل بين النزاع
فقال كل واحد منهما حجّته وشكايته ..
المأمور : عليّ بالمرأة التي أججت النزاع .. فدخلت فرأى ذلك الحسنُ والجمال ..
فقال المأمور في نفسه : والله ما رأت عيني مثلُ هذا الحسن ولا هذا الجمال ..
وأنا المأمور ولن يعصني في المدينة إنسان .. وهي لي من دون الصعلوك والغني
الجبان فأنا حامي البلاد وواحدٌ من الشجعان ... فجاذبهما المأمور ليظفر
بها وتكون له زوجةً من دونهما .. واشتعل النزاع .. حتى وصل الأمر إلى
القاضي .. فلمّا عرض الخصماء قضاياهم ..
القاضي: إلىّ بتلك المرأة التي أغوت الرجال أين هي ..؟؟ فدخلت حسناء .. فرآها
ودهش من جمالها.. فدار في نفسه ما دار في أصحابه من قبل .. فنازعهم عليها
.. واشتد النزاع .. قالوا : من الذي بقي كي يفصل هذا النزاع .. قالت
الحسناء : بقي مولانا السلطان .. عادل الزمان .. فذهب الفقير ( عصام )
والغني ( فلان ) والمأمور والقاضي إلى السلطان .. وكلهم يظن أن ( حسناء )
ستكون له وإن طال الزمان ... ولكن لم يأت السلطان بشيء جديد .. بل أسره
هواها .. وقيّده جمالها وأرادها من دونهم .. اشتد الخصام بعد ذلك فكلهم
يرجوها لنفسه ... وفي وسط الخصام .. وضجيج الهوام .. صرخت حسناءُ فيهم
وقالت : أتيتكم بالجواب .. والحل الصواب
فتهاتفوا جميعاً بصوتٍ واحد : ماهو يا قمرَ الزمان ... قالت : اتبعوني إلى الأرض
الفضاء عند بني ( خواء ) وعندها سيكون الجواب ... ذهبوا جميعاً إلى هناك
.. ووجدوها في الانتظار .. قالوا : أأمرينا يا قمر الزمان .. فكلنا طوعُ
البنان قالت : إني سأركض ركضا سريعاً .. فمن سيدركني أولاً فقد حاز الرهان
.. وأخذني معه إلى أي مكان .. قالوا : رضينا
وبالله المستعان أتدرون
ما لذي حدث بعدها؟ .. من الذي ظفر بها ..، نظنه الفقير لقلّة لحمه ..؟
لمّا ركضت الحسناء تبعها الرجال ..
وكانت الحسناء سريعة .. وبعد فترة غابت عنهم خلف تلٍّ في الأمام ... فتتابعوا خلفها
هل تعلمون ماذا وجدوا ..؟؟ ماذا يا ترى ..؟؟
لقد كانت أمامهم هاوية سحيقة .. تجذبهم إليها .. فعلموا
أن الحسناء قد خدعتهم ليسقطوا في الهاوية .. ولكن بعد فوات الأوان ...
فتدافع الأبطال في الهاوية واحداً تلوَ الآخر حتى هلكوا ..
هذي باختصار هي ( الدنيا ) فقد فتنت وراءها الفقير والغني والقاضي
والسلطان .. وكثيرٌ من الناس .. فاحذروا منها ولا تهلككم كما أهلكت غيركم
تعريف الدنيا
من الدنو أي القرب سميت بذلك لسبقها للأخرى، وقيل سميت دنيا لدنوها إلى الزوال.
حقيقة الدنيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخي المسلم / أختي المسلمة
وصية لك من النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن عمر
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)
فلا ينبغي أن يتخذ الدنيا وطناً ولا مسكناً، ولا يطمئن إليها، بل يكون حال المؤمن فيها أحد حالين:1-
أن يكون كأنه غريب، مقيم في بلاد غربة همه التزود للرجوع إلى وطنه، " كن
في الدنيا كأنك غريب " لا تحس بالتعلق في هذه البلد التي أنت فيها، وإنما
همك رجوعك إلى بلدك الأصلي، وإنما تأخذ من هذه البلد ما تتزود به لبلدك
الأصلي كأنك غريب
2- أو عابر سبيل مسافر غير مقيم البتة لا في بلد غربة ولا في البلد الأصلي.
أمثلة لحقيقة الدنيا
وضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أمثلة ليبين لنا حقيقة هذه الدنيا
المثال الأول:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "ما الدنيا إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم

فلينظر بماذا يرجع" ([1]) والمعنى:
«أن نعيم الدنيا بالنسبة لنعيم الآخرة في المقدار كذلك أو ما الدنيا في
قصر مدتها وفناء لذتها بالنسبة للآخرة في دوام نعيمها إلا كنسبة الماء
الذي يعلق بالأصابع إلى باقي البحر»([2]).
المثال الثاني: عن عبد الله قال : "نام
رسول الله صلى الله عليه و سلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا
رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال ما لي وما للدنيا ما أنا في الدنيا إلا
كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"([3])
المثال الثالث: عن سهل بن سعد قال عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ"أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْي أَسَكَّ
مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ. فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا
بِشَيءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ. قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لأَنَّهُ أَسَكُّ
فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ: فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى
اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ"([4])
كنفته: جانبيه، أسك: صغير الأذنين([5]).
والمعنى العام للحديث: أن الدنيا عند الله أحقر وأقل شأناً من التيس الأسك الميت

الذي لا قيمة له عند الناس.
وقيل لبعض الحكماء أي شيء أشبه بالدنيا؟ قال: أحلام النائم .
حقيقة الدنيا عند السلف الصالح
دخل رجل على أبي ذر

فجعل يقلب بصره في بيته فقال: [يا أبا ذر !
أين متاعكم؟ لا أرى أثاثاً في البيت ولا متاعاً! قال: إن لنا بيتاً نوجه
إليه صالح متاعنا قال: لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا. قال أبو ذر : إن
صاحب المنزل لا يدعنا فيه، لا بد أن يأخذه منا ويأخذنا منه يوماً من
الأيام].قال بعض الحكماء: عجبت ممن الدنيا مولية عنه والآخرة مقبلة إليه،
يشتغل بالمدبرة ويعرض عن المقبلة!
خطب علي بن أبي طالب -

- بالكوفة فقال: "أيها الناس، إن أخوف ما
أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى؛ فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما
اتباع الهوى فيصد عن الحق؛ ألا إن الدنيا قد ولت مدبرة والآخرة مقبلة،
ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن
اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل".
قال ثلاثة من العلماء لبعضهم، كل اثنين يقولان للآخر: ما أملك؟ فقال أحدهم: ما
أتى علي شهر إلا ظننت أني سأموت فيه. فقال صاحباه: إن هذا لأمل. فقالا
للآخر: ما أملك؟ قال: ما أتت علي جمعة إلا ظننت أنني سأموت فيها. فقال له
صاحباه: إن هذا لأمل. فقالا للأخير: ما أملك؟ قال: ما أمل من نفسه بيد
غيره؟قال داود الطائي : سألت عطوان بن عمر التميمي قلت: ما قصر الأمل؟ قال: ما بين
تردد النفس. فحدث بذلك الفضيل بن عياض فبكى، وقال -يقول في معنى كلامه-:
يتنفس فيخاف أن يموت قبل أن ينقطع نفسه، يأخذ الزفير يخاف أن يموت بعده
فلا يرد الشهيق.. هذا حال الصالحين
قال بعض السلف : ما نمت نوماً قط فحدثت نفسي أني سأستيقظ، وإنما أوطن نفسي أني
ربما لا أقوم: " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا
وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا
الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً " [الزمر:42]
وكان حبيب أبو محمد يوصي كل يوم بما يوصي به المحتضر عند موته من تغسيله ونحو
ذلك، وكان يبكي فكلما أصبح وأمسى أوصى، فسألت امرأته عن بكائه فقال: يخاف
الله إذا أمسى ألا يصبح، وإذا أصبح ألا يمسي.
وكان محمد بن واسع إذا أراد أن ينام قال لأهله: أستودعكم الله فلعلها أن تكون منيتي التي لا أقوم منها.
وكانت امرأة متعبدة بـمكة كلما أمست قالت لنفسها: يا نفس! الليلة ليلتك، لا ليلة
لك غيرها فاجتهدت في العبادة، فإذا أصبحت قالت: يا نفس! اليوم يومك
ستقبضين فيه، لعلك تؤخذين فيه، اليوم يومك لا يوم لك غيره، فاجتهدت، وهكذا
سارت من اجتهاد إلى اجتهاد.
إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل: لعلي لا أصلي غيرها، صل صلاة مودع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
عندما اجتمع بعض السلف للصلاة فقدم، كل منهم صاحبه، حتى قدموا رجلاً منهم، فقال
هذا الرجل وهو يتقدم بحرج: إن صليت بكم الظهر لا أصلي بكم العصر، يصلي
غيري. فقال له بعض الحاضرين من السلف: نعوذ بالله من طول الأمل، أوتأمل أن
تصلي الصلاة الأخرى؟ عندك يقين بأنك ستصلي الصلاة الأخرى؟ تشترط تقول: إن
صليت بكم الظهر لا أصلي العصر؟
فإذا كنا غرباء في هذه الدنيا فما هو وطننا الأصلي أيها المسلمون؟
أسكن الله آدم وزوجه الجنة ثم أهبطا منها إلى الأرض، ووعدا بالرجوع إليها مع صالح ذريتهما.
موطننا الأصلي إذاً هو جنات عدن، وما نحن فيه الآن كله غربة في غربة،
وشيء مؤقت وإنما المصير النهائي في دار الكرامة أو دار الهوان.
كان بعض السلف يقول: اللهم ارحم في الدنيا غربتي، وارحم في القبر وحشتي، وارحم موقفي غداً بين يديك.
وقال يحيى بن معاذ الرازي : الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموت نادماً مع الخاسرين.
قيل لـمحمد بن واسع : كيف أصبحت؟ قال: ما ظنك برجل يرتحل كل يوم إلى مرحلة من مراحل الآخرة؟
وقال الحسن : يا بن آدم! إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك.
وقال: الموت معقود في نواصيكم والدنيا تطوى من ورائكم. كل يوم يمضي من حياتنا يقربنا إلى الموت
قال الفضيل بن عياض لرجل: كم أتت عليك؟ قال: ستون سنة. قال: فأنت من ستين سنة
تسير إلى ربك، يوشك أن تبلغ. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون! فقال
الفضيل : أتعرف معناها؟ قال: وما معناها؟.. قال: من علم أنه لله عبد وأنه
لا بد إليه راجع فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول،
ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جواباً، فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال:
يسيرة. قال: وما هي؟ قال: تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت
فيما بقي أخذت بما مضى وبما بقي.
قال بعض الحكماء: من كانت الليالي والأيام مطاياه سارت به وإن لم يسر.
العادة أن المسافر يمضي، يحس أنه يمشي ويذهب، لكن هذه الأيام تذهب والمسافر قاعد حتى يفاجأ بأنه قد وصل
وقالالأوزاعي لأخ له: أما بعد.. فقد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في
كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به،
والسلام.قال بعض السلف: بيننا وبين الأغنياء والملوك يوم واحد، أما أمس فقد مضى علينا
وعليهم، وذهبت لذتهم وذهب بؤسنا في الأمس، فنحن وإياهم سواء، وفي الغد هم
على وجل وخوف أن يذهب ملكهم أو غناهم،ونحن ما جاءنا بؤس الغد بعد، فنحن وإياهم في الغد سواء،
وإنما هو اليوم هذا الذي نعيشه، فما عساه أن يكون.. ساعات وينقضي.
قال سليمان بن عبد الملك لـأبي حاتم الواعظ: ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنكم
أخربتم آخرتكم، وعمرتم دنياكم، فكرهتم أن تنتقلوا من العمار إلى الخراب.
قال بعض السلف : مثل الدنيا والآخرة مثل ضرتين إن أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى
حقيقة الحياة الدنيا كما ينبغي أن تكون عند المسلمين
فعند المسلم تستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي:
أن الحياة الدنيا ما هي إلا لهو ولعب، ومتاع قليل، ولا تساوي جناح بعوضة, وهي أهون من تيس أسك ميت.
وهي دار الصراع بين الحق والباطل وابتلاء الأخيار بالأشرار والمؤمنين بالفجار
وهي دار الفناء وأما الحياة الأخرى فهي دار البقاء والخلود
وعند أهل الأديان عموماً أن هذه الحياة الدنيا هي فترة مؤقتة وسوف تنتهي لتبدأ بعد ذلك حياة أخرى.
أما حقيقة الحياة الدنيا(منزلتها) عند غير المسلمين كالعلمانيين وغيرهم فتقوم على إنكار الآخرة وعدم العمل لها,
واليقين بأن الحياة الدنيا هي المجال الوحيد للمتع والملذات, وهي عندهم كل شيء([6])
الدنيا في القرآن والسنة
إن الله سبحانه قد بين لنا حقيقة هذه الدنيا في كتابه، وذكرها رسول الله صلى
الله عليه وسلم في حديثه ذكراً كثيراً جداً حتى يعرف المسلمون حقيقتها
وفناءها وزوالها وهوانها على الله
الدنيا في القرآن الكريم:
أخبرنا الله عز وجل عن حقيقة الدنيا في عدد من الآيات منها قوله تعالى:
ï´؟وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِï´¾[آل عمران:185]
متاع الغرور، أي: متاع زائل غار ببهرجه وجمال منظره، ثم لا يلبث أن يذهب ويزول([7])
ï´؟وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌï´¾[الأنعام:32]
1اللعب: العمل الذي لا يجلب درهماً للمعاش، ولا حسنة للمعاد، واللهو:
ما يشغل الإنسان عما يعنيه مما يكسبه خيراً أو يدفع عنه ضيراً.([8])
ï´؟فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌï´¾[التوبة: 38]
ï´؟وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌï´¾[الرعد: 26]
مَتَاعٌ: شَيْءٌ قَلِيلٌ ذَاهِبٌ زَائِلٌ([9]) .
فمن هذه الآيات عرفنا بعض صفات الحياة الدنيا أنها متاع الغرور,
ولعب, ولهو, وهي بالنسبة للآخرة قليل.
وقد ضرب الله عز وجل مثل الحياة الدنيا بقوله تعالى:
ï´؟اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ
بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ
يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِï´¾[الحديد:20]
والمعنى اعلمواأنما الحياة الدنيا لعب ولهو، تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب، وزينة
تتزينون بها، وتفاخر بينكم بمتاعها، وتكاثر بالعدد في الأموال والأولاد،
مثلها كمثل مطر أعجب الزُّرَّاع نباته، ثم يهيج هذا النبات فييبس، فتراه
مصفرًا بعد خضرته، ثم يكون فُتاتًا يابسًا متهشمًا([10])
ï´؟وَاضْرِبْلَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراًï´¾[الكهف:45]نزل
الماء فاختلط بنبات الأرض فأصبح مورقاً أخضر يانعاً، ونضجت الفواكه
والثمار وطابت واصفرت واحمرت، ولكن ماذا بعد هذا؟ قال الله تعالى:
فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ [الكهف:45] أصبح يابساً متكسراً
متفتتاً، تفرقه الرياح وتنسفه لخفته)
وأخبرنا عن المال والبنون بقوله ï´؟الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَاï´¾[الكهف:46]
بعدأن ضرب الله المثل للحياة الدنيا التي غرت أبناءها فأوردتهم موارد الهلاك
أخبر بحقيقة أخرى، يعلم فيها عباده لينتفعوا بها، وهي أن ï´؟الْمَالُ وَالْبَنُونَï´¾ أو الأولاد ï´؟زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَاï´¾لا
غير أي يتجمل بهما ساعة ثم يبيدان ويذهبان، فلا يجوز الاغترار بهما، بحيث
يصبحان همَّ الإنسان في هذه الحياة فيصرفانه عن طلب سعادة الآخرة بالإيمان
وصالح الأعمال([11])
وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ [العنكبوت:64]
هي الحياة الحقيقية، هي الحيوان: يعني الحياة الدائمة المستقرة الباقية
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا
وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ * أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ [القصص:60-61]
في الآخرة: كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ [القصص:61] أي: للجزاء والحساب.
الدنيا في السنة النبوية
قال صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء"([12])
فمن هذا الحديث يتضح لنا أن الدنيا هذه لا تعدل عند الله جناح بعوضة.
ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم: "ألا الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم"([13]).
حجم الدنيا وأبعادها في الدراسات العلمية الحديثة
عظمة هذا الكون
يحتوي هذا الكون على عدد كبير من المجرات يقدر مائتي ألف مليون مجرة من أمثال مجرتنا‏ (‏ درب التبانة‏)
وبالرغم من ذلك لا تشكل إلا أقل من 5 بالمائة من البناء الكوني‏، أما الـ 95 بالمائة الباقية فهي مادة مظلمة لا تُرى
وكل مجرة تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم يمكن اعتبارها من حيث الحجم على غرار الشمسوتوابعها
ومن الغبار والغازات المنتشرة بينأرجاء النجوم
ومجرتنا علي هيئة قرص مفلطح يبلغ قطره مائة ألف سنة ضوئية‏,‏ ويبلغ سمكه عشر هذه القيمة ‏
(‏ أي عشرة آلاف من السنين الضوئية‏).‏
وتقدر السنة الضوئية بنحو‏9.5‏ مليون مليون‏‏ كيلو متر‏.‏
تخيل كم يبلغ قطر مجرتنا 100000 سنة ضوئية X 9.5 مليونمليون كم = 950000مليونمليون كم
نشأة الكون
حقيقةاكتشفت في الثلث الأول من القرن العشرين‏ أن المجرات تتباعد عنا وعن بعضها
البعض بسرعات تكاد تقترب أحيانا من سرعة الضوء‏ (‏ المقدرة بحوالي‏300000‏
كيلو متر في الثانية‏),‏ وقد سبق القرآن الكريم كل تلك المعارف بأكثر من
13 قرنا إذ يقول الحق ‏(‏ تبارك وتعالي‏) :‏ والسماء بنيناها بأيد وإنا
لموسعون (‏ الذاريات‏:47)‏
وإذا عدنا بهذا الاتساع الكوني الراهن إلي
الوراء مع الزمن فإن كافة ما في الكون من صور المادة والطاقة والمكان
والزمان لابد أن تلتقي في جرم واحد‏,‏ انفجر بأمر من الله تعالي فنشر
مختلف صور الطاقة‏,‏ والمادة الأولية‏,‏ للكون في كل اتجاه‏,‏ ومن المواد
الأولية تخلقت العناصر علي مراحل متتالية‏,‏ وبدأ الكون في الاتساع‏,‏ ومع
اتساعه تحولت مادة الكون إلي سحابة من الدخان الذي خلقت منه الأرض وكل
أجرام السماء‏,‏ وما يملأ المسافات بينها من مختلف صور المادة والطاقة‏,‏
وظل الكون في التمدد والتوسع منذ لحظة الانفجار العظيم إلي يومنا‏,‏ وإلي أن يشاء الله‏.‏
والانسحاق الشديد هو عملية معاكسة لعملية الانفجار الكوني الكبير تماما‏.‏
وقد سبق القرآن الكريم كل تلك المعارف بالتحدث عن ذلك الانفجار سبقها بأكثر من
13 قرنا إذ يقول الحق ‏(‏ تبارك وتعالي‏): أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً
فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا
يُؤْمِنُونَ {30} الأنبياء
الأرض
الأرض هي أحد كواكب المجموعة الشمسية التسعة‏,‏ وهي الثالثة بعدا عن الشمس‏,‏
وتفصلها عنها مسافة تقدر بنحو 150 مليون كيلو متر
‏,‏ والأرض عبارة عن كوكب شبه كروي‏,‏ له غلاف صخري‏,‏ وتتلخص بعض أبعاده
وخصائصه في النقاط التالية‏:‏
م العنصر يقدر بـ
1 متوسط قطر الأرض
‏12742‏ كيلو مترا‏
2 مساحة سطح الأرض
510‏ ملايين كيلو مترا مربعا‏
3 منها مساحة اليابسة
148‏ مليون كيلو مترا مربعا‏
4 أعلي ارتفاع عليها
8848‏ مترا‏
5 ومنها مساحة المسطحات المائية
362‏ مليون كيلو مترا مربعا‏
6 أعمق أعماق المحيطات‏
11033‏ مترا‏
7 حجم الأرض
108‏ ملايين كيلو مترا مكعبا‏‏
8 كتلة الأرض‏
6000‏ مليون مليون مليون طنا‏
إن أقرب أجرام السماء إلينا هو القمر الذي يبعد عنا في المتوسط
بمسافة‏(383942‏ كيلومترا‏),‏ وتقدر كتلته بنحو سبعين مليون مليون مليون
طن‏,‏ ويدور في مدار حول الأرض يقدر طوله بنحو‏2.4‏ مليون كيلومتر بسرعة
متوسطة تقدر بنحو كيلومتر واحد في الثانية‏,‏ وهي نفس سرعة دورانه حول
محوره‏,‏ ولذلك يري منه وجه واحد لأهل الأرض‏.‏
قام العلماء بتصوير جزء صغير من مجرتنا درب التبانة لمنطقة تسمى M13 وهي
عبارة عن تجمع للنجوم يحوي أكثر من 100000 نجم، ويبعد عنا 25000 سنة
ضوئية، وهذا التجمع هو واحد من 150 تجمعاً في مجرتنا. وكل نجم من هذه
النجوم هو شمس كشمسنا أو أكبر منها.

وكما سبق أن الكون يحوي مئات البلايين!!
وبالرغم من ذلك لا تشكل إلا أقل من 5 بالمائة من البناء
الكوني، أما الـ 95 بالمائة الباقية فهي مادة مظلمة لا تُرى.
حجم الإنسان بالنسبة للكون
فإذا ما تأملنا لهذا الكون العظيم فكم سيكون حجم الإنسان بالنسبة للأرض وكم
سيكون حجم الأرض بالنسبة للمجموعة الشمسية وكم سيكون حجم المجموعة الشمسية
بالنسبة للمجرة وكم سيكون حجم المجرة بالنسبة للمجرات الباقية سنقول
واثقين مطمئنين لقول الله تعالى:
ï´؟لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَï´¾[غافر: 57]
ولو قلنا فرضاً إن هذه المجرات الهائلة هي السماء الدنيا - السماء الأولى- أو
فرضاً السموات السبع ولم يكتشف من هذا الكون الهائل المليء بالمجرات إلا
أقل من 5 بالمائة من البناء الكوني، فكم تساوي هذه المجرات مع الأشياء
التي لم تعرف إلى الآن بالنسبة للكرسي.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن ذلك بمثال تقريبي يبين فيه عظمة
هذا الكرسي فقد صح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
" ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة،
وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة "([14])
والكرسي هو الذي بين يدي العرش فالكرسي قد وسع السماوات والأرض
مع عظم السماوات ومع عظم الأرض،
قال تعالى:
ï´؟وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَï´¾[البقرة: 255]
والكرسي صغير أيضاً بالنسبة إلى العرش، كما ورد أن الكرسي نسبته إلى العرش كحلقه ملقاة بأرض فلاة.
فهذا دليل على عظم هذا الكرسي ثم عظم هذا العرش([15]).
فمن هذه الأرقام نعرف عظمة هذا الكون وهذه الدنيا التي نعيش فيها ومهما تصورنا
عظمتها واتساعها فهي لا تساوي جناح بعوضة كما نطق بذلك الصادق المصدوق صلى
الله عليه وسلم حيث قال: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء
الإيمان بحقارة الدنيا مع العمل فيها.
(ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم) رواه الترمذي وحسنه.
أي: مبغوضة من الله، واستثنى: (إلا ذكر الله وما والاه) وما كان في معناه من
أعمال البر والخير، ويدخل في ذلك التكسب للإنفاق على النفس والأولاد
والصدقة من المال المكتسب
ومن أمثلة احتقار الدنيا
عمر

-وهو أمير المؤمنين- حين قدم الشام
، قال لأمير الجيش أبي عبيدة أمين الأمة

جميعاً: اذهب بنا إلى منزلك.
من أهداف عمر

حين قدم الشام
أن يزور بيت أميره ليثلج صدره برؤية مظهرٍ نادرٍ من مظاهر احتقار الدنيا الفانية
فقال أبو عبيدة: [[وما تصنع عندي؟
إن تريد إلا أن تعصر عينيك، قال: لا بد، فدخل عمر
، فلم يرَ في بيت أمير الجيش شيئاً يرد البصر، فقال: أين متاعك؟
لا أرى إلا لبداً وصحفةً وشناء، وأنت الأمير، أعندك من طعام؟ فقام
أبو عبيدة إلى جونةٍ، فأخذ منها كسيرات خبزٍ يابسة وقدمها إلى أمير المؤمنين
عمر ، فلم يتمالك نفسه حينما رأى ذلكم البيت الذي كأنما هجر من دهر،
وذلكم الطعام الخشن، فأجهش ونشج، فقال له أبو عبيدة:
قد قلت لك إن تريد إلا أن تعصر عينيك يا أمير المؤمنين، يكفينا ما يبلغ
المقيل، فأجهش أخرى، وقالها في تواضع كبير من رجلٍ كبير.. غيرتنا الدنيا
كلنا غيرك يا أبا عبيدة]]
ولا خوف على المسلم من التعلق بالدنيا إذا كان المال عنده بمثابة الدابة
(سيارة مثلا) يركبها في تنقله فهو يحصل المال للحاجة ولكن القلب ليس
متعلقاً بهذه الحاجة ( السيارة)، ولا ينام على ذكره، ويصحو عليه، ويراه في
منامه.
فوائد معرفة حقارة الدنيا
1-إذا رأينا صاحب متاع لا نتأسف ولا نتحسر، وإنما نقول: هذه زينة، إن كان
إنساناً تقياً فهو يطيع الله في هذا المال، وإن كان فاسقاً فهو استدراجٌ
له، وإن كان كافراً فهذا غاية مناه وقصارى ما يأمل في هذه الحياة
2- هذا المفهوم ( الإيمان بحقارة الدنيا) يجعل الإنسان سخياً بما في يده في
سبيل الله، لأنه يعلم أن هذا الذي ينفق هو الذي يبقى، والذي يدخره عنده هو
الذي يزول.
الخوف على الدنيا
قال ربنا جل شأنه: ((إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً)).
الإنسان هلوع.. جزوع عند مس الشر، يحسب أنه دائم لا كاشف له. ومن ثم يأكله الجزع، ويمزقهالهلع.
والإنسان منوع للخير إذا قدر عليه يحسب أنه من كده وكسبه فيضن به على غيره، ذلك أنه
لا يدرك حقيقة الرزق ولا يتطلع إلى خير منه عند ربه.. فهو هلوع في
الحالتين.. هلوع من الشر.. هلوع على الخير.. وهي صورة بائسة للإنسان، حين
يخلو قلبه من الإيمان.
ومن ثم يبدو الإيمان بالله ليس كلمة تقال باللسان، ولا شعائر تعبدية تقام بل إنه حالة نفس ومنهج حياة.
وصفة المؤمنين المستثنين من الهلع، تلك السمة العامة للإنسان، يفصلها السياق هنا ويحددها:
((إلا المصلين. الذين هم على صلاتهم دائمون)).
والصلاة فوق أنها ركن الإسلام فهي وسيلة الاتصال بمصدر الأحداث ومدبر الأحوال
"بالله" فيطمئن إلى قدره شاعر برحمته، مقدر لابتلائه، متطلع دائما إلى
فرجه من الضيق، ويسره من العسر متجه إليه بالخير، عالم أنه ينفق مما رزقه،
وأنه مجزي على ما أنفق في سبيله، معوض عنه في الدنيا والآخرة..
فالإيمان كسب في الدنيا يتحقق قبل جزاء الآخرة، يتحقق بالراحة
والطمأنينة والثبات والاستقرار طوال رحلة الحياة الدنيا. ([16])
وصفةالدوام التي يخصصها بها هنا: ((الذين هم على صلاتهم دائمون)). تعطي صورة
الاستقرار والاستطراد، فهي صلاة لا يقطعها الترك والإهمال والكسل وهي صلة
بالله مستمرة غير منقطعة.([17])
نتائج الركون الي الدنيا
1 ـ دخول النار
إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ {7}
أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {8} يونس
2 ـ نسيان الله لهم
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ
هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {51}الأعراف
3 ـ الخذلان وتشديد العذاب عليهم .
أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ
يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {86}البقرة
4 ـ الحرمان من ولاية الله وشفاعته
وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ
كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا
كَانُواْ يَكْفُرُونَ {70}الأنعام
5 ـ الحكم عليهم بالضلال.





رد مع اقتباس
قديم 08-02-2019, 09:12 PM   #2


نهيان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  15-07-2013
 أخر زيارة : اليوم (02:15 AM)
 المشاركات : 171,847 [ + ]
 التقييم :  6617978
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
http://up.dll33.com/uploads/1583332746623.gif
لوني المفضل : Azure
افتراضي



قصه بها من العبر الشي الكثير
فهنيئا لمن جعل الدنيا وراء ظهره

الامبراطوره
حلوة المبسم


جزاك الله بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسناتك
دمتي في رعاية الله وحفظه
و بسعاده لاتفارقك ماحييتي


 

رد مع اقتباس
قديم 08-03-2019, 10:59 PM   #3


عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:29 PM)
 المشاركات : 97,476 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي



اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهيان
قصه بها من العبر الشي الكثير
فهنيئا لمن جعل الدنيا وراء ظهره

الامبراطوره
حلوة المبسم


جزاك الله بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسناتك
دمتي في رعاية الله وحفظه
و بسعاده لاتفارقك ماحييتي





 

رد مع اقتباس
قديم 11-06-2019, 05:01 PM   #4
بصمه خالده


حنان الجميله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1680
 تاريخ التسجيل :  05-11-2019
 أخر زيارة : 08-08-2022 (09:25 PM)
 المشاركات : 3,293 [ + ]
 التقييم :  126
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جزاك ربي كل خير

وجعلها بموازين حسناتك لك شاهدن خير


 

رد مع اقتباس
قديم 11-13-2019, 12:12 AM   #5


عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (12:29 PM)
 المشاركات : 97,476 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي



اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الجميله
جزاك ربي كل خير

وجعلها بموازين حسناتك لك شاهدن خير



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدنيا للجميع والأخرة للمطيع ... انثى برائحة الورد ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ 5 03-08-2020 11:48 PM
الدنيا دار ممر والآخرة دار المقر..(2).. عطر الزنبق ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ 6 11-13-2019 12:10 AM
الدنيا دار ممر والآخرة دار المقر..(3).. عطر الزنبق ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ 4 11-13-2019 12:09 AM
سعادة الدنيا والآخرة الوميض ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ 2 09-17-2013 07:27 PM
مفارقات بين امتحانات الدنيا والآخرة نبض القلوب ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ 10 06-02-2013 02:33 PM



أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009