التهاب القولون المزمن...

التهاب القولون المزمن يوجد القولون في منطقة البَطن ويُشبه في شكله حُذوة الفَرس المقلوبة، ويقسّم القولون إلى ثلاثة أقسام: القولون الأيمن، والقولون الأيسر، والقولون المُستعرَض، إضافةً إلى أنّه يشتمل على القولون النّازل، والسّيني، والمُستقيم. وتتلخّص وظيفة القولون الرئيسية في معالجة الجسم وتخليصه من كميّاتٍ كبيرة من الماء والأملاح بعد عملية انتهاء عملية الهضم الطّبيعيّة، التي تشتمل على امتصاص المواد الغذائيّة على طول الأمعاء الدّقيقة. قد يُصيب القولون حالة من الالتهاب والتهيُّج تتسبّب في الشّعور بعدم الرّاحة وبعض المشاكل الأُخرى، وتُعدّ الأسباب الدقيقة للإصابة بالتهاب القولون بكافّة أنواعه غير واضحة تمامًا، إلّا أنّ جهودًا كبيرة تُبذَل في سبيل الكشف عن أسباب هذا الالتهاب والوصول إلى طُرق العلاج الأنفع.
[١] أسباب التهاب القولون المزمن ما زال السبب الدّقيق للإصابة بالتهاب القولون المُزمن أو التقرُّحي غير معروف تمامًا، واُشيع في السابق في الوَسط الطبّي أنّ بعض أنواع الأطعمة، أو التعرُّض لبعض الضّغوطات أو التوتر أو القلق قد يكون سبب الإصابة بالتهاب القولون التقرُّحي، إلّا أنّ الأطبّاء الآن يعلمون أنّ مثل هذه العوامل ليست إلّا أسبابًا محفّزة للقولون فقط. ويُعزَى التهاب القولون التقرُّحي المُزمن إلى خللٍ في الجهاز المناعي؛ وذلك نتيجة محاولته محاربة الأجسام الغريبة التي قد تجتاح الجسم؛ مثل: الفيروسات أو البكتيريا، عند ذلك قد تنشأ ردّة فعلٍ غير طبيعيّة من الجهاز المناعي تتسبّب في الإيعاز له بمهاجمة الخلايا الموجودة في الجهاز الهضمي أيضًا. إضافةً إلى أنّ العامل الوراثي قد يلعب دورًا في الإصابة بالتهاب القولون التقرُّحي، فهو أكثر شُيوعًا لدى الأشخاص ممّن تعرَّض أحَد أفراد عائلاتهم لالتهاب القولون سابقًا، لكنّه لا يُعد سببًا رئيسًا، فكثير من الأشخاص المُصابين بالتهاب القولون ليس لهم أي تاريخ عائلي مَرضي لهذا المَرض.
[٢] أعراض التهاب القولون المزمن قد يترافق التهاب القولون المُزمن مع بعض الأعراض؛ مثل:[٣] الشعور بألَمٍ بسبب تهيُّج القولون، فقد يؤدّي التهيُّج في القولون إلى حدوث تقلُّصات مُتقطّعة في عضلاته، مما يُسبّب ألَمًا مُتقطّعًا أيضًا، ويتمركز الألَم غالبًا في أسفل البطن إلّا أنّ الشخص المُصاب قد يشعر به في أي مكانٍ على امتداد القولون، ولأنّ الحركة الدّودية في القولون لا تكون طبيعيةً في هذه الحالة؛ فإنّ الطعام يمرّ به سريعًا ممّا يُقلّل من فرصة إعادة امتصاص الماء، لِذا فإنّ البُراز يميل إلى أن يكون ليّن القوام يُشبه حالات الإسهال، وفي حال تمزّقت بطانة القولون فقد يحدُث النزيف منها. الشّعور بألَمٍ قبل نوبات الإسهال، وأثناء حدوثها أو بعدها، وعادةً ما يشتمل التهاب القولون على الجُزء السّيني منه والمستقيم، فقد يشعر المريض بتحسُّنٍ بعد التغوُّط إلّا أنّ الألَم يُعاود الظهور في حال رغبة التغوّط مرة أُخرى، واعتمادًا على المُسبّب لالتهاب القولون فإنّ أعضاء الجسم الأُخرى قد تتأثّر وتظهر عليها بعض الأعراض؛ مثل: الحمّى. القشعريرة. الشعور بالإجهاد. التوعُّك. الشعور بالجفاف. انتفاخ في المفاصل. التهاب في العين. تقرُّحات في الفَم. التهاب الجلد ويُقصَد به تقيُّح الجلد الغرغريني. تشخيص التهاب القولون المُزمن يُمكن الاستعانة بالعديد من الفحوصات في الكشف عن الإصابة بالتهاب القولون التقرُّحي، وقد يستدعي الأمر إجراء سلسلةٍ من الفحوصات للتحقُّق من الإصابة بالتهاب القولون؛ إذ قد يتشابه مع بعض التهابات الأمعاء الأُخرى؛ مثل داء كرون، وقد تشتمل الفحوصات على:
[٤] فحص البُراز، يُجرَى الكشف عن وجود دم، أو بكتيريا، أو طُفيليات في بُراز الشخص المُصاب. التّنظير، يُدخِل الطبيب أُنبوبًا مرِنًا لمعاينة المعدة، والمريء والأمعاء الدّقيقة. تنظير القولون، يشتمل هذا الفحص على إدخال أُنبوبٍ طويل مرِن إلى المستقيم لمعاينة القولون من الداخل. الخَزعة، قد يأخذ الجرّاح عيّنةً صغيرة من القولون لتحليلها. التّصوير المقطعي المُحوسب، هو فحصٌ يستخدم الأشعّة السّينيّة في الكشف عن منطقة البطن والحوض. كما يُمكن أن تساعد بعض الفحوصات الأُخرى في الكشف عن التهاب القولون التقرُّحي؛ مثل:: فحص تعداد كريات الدم، وغيرها من الفحوصات الأُخرى.

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهيان