عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2021, 06:46 PM   #24


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي





.



.

.

[/ce

سورة آل عمران

تعريف بالسورة
هي سورة مدنية
من السور الطول
عدد آياتها 200 آية
هي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف الشريف
نزلت بعد سورة "الأنفال"
تبدأ السورة بحروف مقطعة " الم" .

سبب التسمية
سميت السورة بـ"آل عمران" لورود ذكر قصة تلك الأسرة الفاضلة " آل عمران " والد مريم أم عيسى عليه السلام وما تجلى فيها من مظاهر القدرة الإلهية بولادة مريم البتول وابنها عيسى عليهما السلام .

سبب نزول السورة

قال المفسرون : قَدِمَ وفد نجران وكانوا ستين راكبا على رسول الله وفيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم فالعاقب امير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون إلا عن رأيه واسمه عبد المسيح والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم . وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده فقدموا على رسول الله ودخلوا مسجده حين العصر عليهم ثياب الحبرات جبابا وأردية في جمال رجال الحارث بن كعب يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله ما رأينا وفدا هم فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله : دعوهم فصلوا إلى المشرق فكلم السيد والعاقب رسول الله :أسلما فقالا : قد أسلمنا قبلك قال : كذبتما منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير قالا : إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه في عيسى فقال لهما النبي : ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه قالوا : بلى قال : ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شئ يحفظه ويرزقه قالوا : بلى قال : فهل يملك عيسى من ذلك شيئا قالوا : لا قال : فإن ربنا صَوَّرَ عيسى في الرحم كيف شاء وربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث قالوا : بلى قال : ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ثم غذى كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث قالوا : بلى قال : فكيف يكون هذا كما زعمتم فسكتوا فأنزل الله عز وجل فيهم سورة ال عمران إلى بضعة وثمانين آية منها .
محاور السورة

سورة آل عمران من السور المدنية الطويلة وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على ركنين هامين من أركان الدين هما :

الأول : ركن العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا .
والثاني : التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله .

فقد تضمنت هذه السورة الكريمة جملة من الممحاور والمقاصد ، نذكر منها:
أولاً: تقرير أصول الشريعة المتمثلة في عقيدة التوحيد والعدل والنبوة والمعاد، دل على ذلك قوله سبحانه: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (آل عمران:2). وقوله سبحانه: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط} (آل عمران:18). وقوله عز وجل: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} (آل عمران:33). وقوله سبحانه: {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد} (آل عمران:9).

كما أنها قصدت إلى تقرير بعض الأحكام التكليفية كالحج {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} (آل عمران:97)، والجهاد {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } (آل عمران:169)، وغيرهما.

وأيضاً فقد قصدت إلى بيان جملة من الآداب السلوكية، وهو ما قررته الآية الجامعة وهي قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} (آل عمران:200).
ثانياً: من المقاصد الرئيسة التي نزلت لأجلها هذه السورة مجادلة النصارى فيما هم فيه من عقائد باطلة، وإبطال مذهبهم، ونفي الشبهات التي تضمنتها معتقداتهم المنحرفة، أو التي تعمدوا نثرها حول صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.

وقصة عيسى عليه السلام -وما جاء من القصص مكملاً لها- تؤكد هذه الحقيقة، وتنفي فكرة الولد والشريك، وتستبعدهما استبعاداً كاملاً؛ وتظهر زيف هذه الشبهة، وسخف تصورها؛ وتبسط مولد مريم عليها السلام وتاريخها، ومولد عيسى عليه السلام وتاريخ بعثته وأحداثها، بطريقة لا تدع مجالاً لإثارة أية شبهة في بشريته الكاملة.

فكان من مقاصد هذه السورة الأساسية، بيان فيصل التفرقة بين عقيدة التوحيد الخالصة الناصعة، وبين عقائد أصحاب الديانات المنحرفة والمضللة.

ثالثاً: من مقاصد هذه السورة كشف الصراع الأصيل والدائم بين أهل الإيمان والتوحيد وبين أهل الكفر والشرك.
هذا الصراع الذي لم يفتر منذ ظهور الإسلام، بل هو صراع مستمر ومتطور، يبذل فيه أعداء هذا الدين ما وسعهم من جهد وحيلة ومكيدة وخداع وكذب وتدبير؛ للبس الحق بالباطل، وبث الريب والشكوك، وتبييت الشر والضر لهذه الأمة، من غير ملل ولا كلل.
وقد بصَّرت هذه السورة المؤمنين بحقيقة ما هم عليه من الحق، وحقيقة ما عليه أعداؤهم من الباطل، وشرحت طباع أعداء هذه الأمة وأخلاقهم وأعمالهم ونياتهم، وفضحت ما يضفونه على أنفسهم من مظاهر العلم والمعرفة والتقدم.
رابعاً: من مقاصد هذه السورة بيان حال المؤمنين مع ربهم؛ حيث عرضت جملة صالحة من أخبار النخبة المختارة من البشر، التي اصطفاها سبحانه لأداء رسالته، وجعلها ذرية بعضها من بعض. وتتمثل هذه الصور المشرقة في حديث امرأة عمران مع ربها، ومناجاته في شأن وليدتها.

وفي حديث مريم مع زكريا عليه السلام. وفي دعاء زكريا عليه السلام ونجواه ربه. وفي رد الحواريين على نبيهم، ودعائهم لربهم.
خامساً: قصدت هذه السورة إلى ولوج ميدان النفس المؤمنة، من حيث تصوراتها، ومشاعرها، وأطماعها، وشهواتها، ودوافعها، وكوابحها.
وقد عالجت السورة هذه النفس بكل رفق وتلطف وإرشاد وتوجيه، نلمس ذلك في الآيات التي تحدثت عن وقائع غزوة أُحد، وما جرى فيها من تمحيص للنفوس، وفحص للقلوب، وتمييز للصفوف، وتحرير لكثير من آفات الفكر والسلوك والمشاعر في الصف المسلم؛ وذلك بتميز المنافقين من المؤمنين، وتوضيح سمات النفاق وسمات الصدق، في القول والفعل، وفي الشعور والسلوك، وتبيين تكاليف الإيمان، وتكاليف الدعوة إليه، ومقتضيات ذلك كله من الاستعداد بالعلم والعمل، والتزام الطاعة والاتباع بعد هذا كله، والتوكل على الله وحده، في كل خطوة من خطوات الطريق، ورد الأمر إلى الله وحده في النصر والهزيمة، وفي الموت والحياة، وفي كل أمر وفي كل اتجاه.

سادساً: هدفت هذه السورة إلى تقرير سُنَّة بالغة الأهمية في حياة المسلم، وهي أن وقائع الحياة وأحداثها -نصراً وهزيمة، نجاحاً وفشلاً، تقدماً وتأخراً- إنما تجري وفق سنن الله الجارية التي أقام على وفقها هذا الكون، أنها سُنَّة الأخذ بالأسباب الظاهرة، وهذا ما عبرت عنه الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} (آل عمران:165)، فالأمور كلها منوطة بالعمل وَفْق سنن الله التي وضعها، فإذا أخذ بها المسلم نجح وتقدم، وإذا أعرض عنها أو تجاهلها خسر وتأخر، وما أصاب الإنسان من شر، إنما هو بما كسبت يداه.
سابعاً: من مقاصد هذه السورة بيان أن هذا الكون كتاب مفتوح، يحمل بذاته دلائل الإيمان وآياته; ويوحي بأن وراء هذه الحياة الدنيا حياة أخرى وحساباً وجزاء. يرشد لهذا المقصد ما جاء من آيات في أواخر هذه السورة، التي ابتدأت بقوله سبحانه: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} (آل عمران:190)، وخُتمت بقوله تعالى: {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار} (آل عمران:193). فجاءت هذه الآيات لتوجه القلوب والأنظار إلى هذا الكتاب المفتوح -كتاب الكون-؛ الذي لا تفتأ صفحاته تقلب على مر السنين والأيام، فتتبدى في كل صفحة آية موحية، تستجيش في الفطرة السليمة إحساساً بالحق المستقر في صفحات هذا الكتاب، وفي روعة صنع هذا النظام، ورغبة في الاستجابة لخالق هذا الكون.

( يتبع )




ll]


.

.



 

رد مع اقتباس