عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-20-2019, 04:11 AM
عطر الزنبق متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2162 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 العمر : 28
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم : 34900
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رمضان وتغيير النفوس...



رمضان وتغيير النفس

يُهِلُّ علينا شهرُ رمضان بنَفَحاته وبركاته وإشراقاته النورانيَّة، ولا شكَّ

أن طاقتك الرُّوحية تزداد في رمضان أضعافَ ما تَفعَلُه في غير رمضان؛
حيث تتذكَّر أنك في أفضل شهور السنة، وهو الشهر الذي أُنزِل فيه القرآنُ،
وفيه ليلةٌ خيرٌ مِن ألف شهر.
وفي هذا الشهر الكريم يَحيا الإنسانُ في ظلال الروحانية؛ حيث يَقِلُّ لَغوُ

الكلام، وتَزول آثارُ كثرةِ الطعام، ويكون القيامُ موضعَ المنام،
ويَقضي الإنسانُ وقتَ السَّحر في الاستغفار والذكر، داعيًا لاجئًا
إلى الله الذي يُجيب المضطرَّ إذا دعاه، وذلك بأن يَقبَلَ صيامَه،
ويَجعلَ هذا الشهرَ الكريم زادًا، ودَفعةً قويَّةً إلى تغيير النفس
وإصلاحها.
وما نَحياه في هذه الأيام ثورةٌ بكل معانيها، ثورةٌ على كل ما هو فاسدٌ

وباطلٌ، ثورةٌ تَكمُنُ في أعمقِ معانيها الدعوةُ إلى التغيير، وتتحسَّن حياتُنا
عندما نُقدِم على التغيير، وأهمُّ خُطوات التغيير صِدقُك مع نفسك؛
قال الله تعالى: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ï´¾
[الرعد: 11].
والتغيير يَنبُعُ من النفس، ويتجلَّى في الذات الإنسانية، وما تقوم به

مِن أعمالٍ؛ مما يُشير إلى أن هناك اختلافًا بين النفس والذات الإنسانية،
فالنفس هي طاقةٌ موجَّهةٌ نحو السلوك؛ إما في طريق الخير، أو الشر،
أمَّا الذاتُ الإنسانية، فهي تلك المنظومة المتكاملة التي يتكون منها
الإنسانُ مِن رُوحٍ وجسدٍ، وفكرٍ وقلبٍ وعقلٍ، ويُعَدُّ قانونُ التغيير
أحدَ قوانين النجاح الذي يَرتكز على عدم القَبول لأن تكون سجينًا لأيِّ
ظروفٍ أو مواقفَ.
إنك تستطيع أن تغيِّر حياتك، مِن خلال تغيير النفس، ومُراقبة الذات،

وهي سُنةٌ إلهيَّةٌ جعَلها الله قانونًا في الحياة، وأُولى رَكائز التغيير هو التَّصالُحُ
مع أنفسنا، مِن خلال عَقْد النيَّة على التغيير المصحوب بالإرادة والرغبة
في الابتعاد عن كلِّ ما هو آثمٌ، ويُبْعِدُنا عن طريق الله، والدعاء إلى الله
أن يَهَبَنا نورَ البصيرة، والعزمَ على التوكُّل عليه، وسَلْكَ الطريق الصالح
الذي يُحقِّق لنا الأمنَ والأمان، فنَحْيَا في امتتنانٍ لله، وتصالُحٍ مع النفس،
وتغييرٍ يَقودُنا إلى النجاح.
ولشهرِ رمضان ورَوحانيَّاته، وإشراقات النفس التي تَنبُعُ مِن نورانيَّة القرآن

العظيم - فرصةٌ للتغيير؛ بدءًا مِن الصِّدق مع النفس، وانتهاءً بنموذج خُلقي؛
كما علَّمنا الله ورسولُه، فيَمُنُّ الله علينا بحياة آمنةٍ مطمئنةٍ تَهَب
لنا السعادةَ التي نَصبو إليها.





رد مع اقتباس