عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2019, 02:47 PM   #5


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم :  34900
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبتي العزيز وأستاذي الفاضل..
فيه مثل شعبي يقول :
"تعرف فلان؟..
آه أعرفه..
طب عاشرته؟..
لا ما عاشرتهوش،
فتكون النتيجة

يبقى ما تعرفوش"،:sad_1:

حقيقة واقعية لخصها مثل شعبي توارثته أجيال عديدة عن صعوبة ،
بل استحالة معرفة شخص بشكل جيد قبل التعرف عليه عن قرب،
ومعرفته بشكل كامل وصحيح فيما يخص عاداته وطباعه وسلوكه وأخلاقه،
ونظرته للأشياء، وطريقة تفكيره، وتعامله مع المحيطين به.
في عالمنا هذا، أصبح التعامل الافتراضي هو الوسيلة الوحيدة للتعرف على
الشخص، وهي أيضًا الوسيلة المُثلى لقضاء معظم الوقت معه،
ومتابعة تصرفاته ، لكن مع الأسف برغم طول الوقت، تكون المُحصّلة
النهائية، صدمة كبيرة
عندما تجد نفسك أمام سقوط القناع الأخير،
فتتفاجأ بما يُخبئه لك القدر عن هذه الشخصية، اذ تكتشف في النهاية
أنها شخصية لا تطاق ، شخصية لا تحتمل
شخصية أفعى سامة متقمصة شخصية الحمل الوديع ويا للاسف الشديد.
مهما حاولت معها بكل الاساليب الراقية لتكسب ودها وأخوتها
وصداقتها ، لكنك في النهاية تقابل تعاملك بازدراء وجحود وكبرياء
وغطرسة تجعلك تكره اليوم الذي جمعك بها او خلاك تقابلها
وتتعامل معها
فهي الشخصية التي ينطبق المثل المغربي على أمثالها
( بحال الى تفرغ الماء على الكرعة )
ويعني المثل انك لو أخدت حبة اليقطين او بطيخة وصرت تفرغ فوقها
الماء فهل سيتسرب الى الداخل ؟..
أكيد من المستحيل ،
هكذا هي عقول وأدمغة مثل هذه النماذج من الحيوانات أعز الله وجوهكم
لا تفقه اي شيء مما يدور حولها ولا تعبر ما يقوم به الاخرون من أجل ردها
للصواب او اصلاح نفسيتها مما يشوبها من خيوط العنكبوت المعششة بعقلها
ونفسيتها.
وهنا مع كامل الاسف يكون دائما شيء خفي قد يقلب الطاولة رأسًا على
عقب، ويُغير مفاهيمك وحساباتك تجاه مثل هذه النماذج، لأنك ببساطة
لم تُعاشرهم، لم تعرفهم بشكل مُقرب، لم تُشاركهم الكثير من الاختبارات
الحياتية، لتنكشف لكَ حقيقتهم، إذن فالعيب فيك ..نعم فيك،
لأنك تهاونت في حق نفسك عندما سمحت لهم بالتقرب منك،
وسمحت لهم بالتمادي في ادلالك وتحقيرك
وسمحت لهم بالدخول إلى عالمك، وباختراق تفكيرك وشغله بأمورهم،
سمحت لنفسك بالاهتمام بهم، دون أن تُفكر ولو للحظة واحدة،

هؤلاء فعلا يستحقون منك هذا الاهتمام ؟!،

أسئلة كثيرة لو كان في استطاعتك
الإجابة عليها قبل فوات الأوان، لما حدثت الصدمة، بل ستتحكم وقتها
في جميع المفاتيح التي تجعل علاقتك بهم متوازنة، فلا ضرر ولا ضرار،
تلك هي المعادلة الصعبة، فعلى قدر فهمك، تكن سعادتك في التعامل
مع الآخرين، وعلى قدر طيبتك، يحدث لك ما يحدث من احباط بسببهم،
هي حماقة منك اذن، لكنها الطيبة، التي قد تفعل أسوأ من ذلك، وتجعلك
لا ترى بواطن الأمور وحقيقتها.
إذن ما الحل؟!، الحل أن تجعل بينك وبين من تتعامل معه المساحة،
التي لا تسمح أن تُدمر بها نفسك، أن تجعلك ذا قيمة في عينه،
فلا يُمكنه أبدًا تخطي الخط الاحمر بينك وبينه، ويضعك في منزلة
تستحقها أنت، هذه هى الخلاصة في فن التعامل مع الغير،
لتدرك أن الحياة ليست سهلة ..
وعلى مثل هؤلاء ينطبق هذه الامثال :
( ارضاء الناس غاية لا تدرك ..فاترك ما لايدرك وأدرك ما لا يترك).
فمهما حاولت المستحيل معهم فلن تغير بالامر في شيء.
ولقد قال الحق تبارك وتعـالى في سـورة الرعـد:
(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)صدق الله العظيم.

رائع كالعادة أبتي الغالي
مقال فخم

اختيارا... تعبيرا وأسلوبا
دائما مميز وراقي بكل أطروحاتك
بوركت والقلم يا جميل الحرف
لك مني جل التقدير والاحترام
ودمت بحفظ المولى ورعايته.





 
 توقيع : عطر الزنبق








التعديل الأخير تم بواسطة عطر الزنبق ; 03-03-2019 الساعة 04:03 PM

رد مع اقتباس