الموضوع: مرحب شهر الصوم
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-17-2019, 12:31 AM
عبير بدري غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1591
 تاريخ التسجيل : 27-03-2019
 فترة الأقامة : 1828 يوم
 أخر زيارة : 04-30-2019 (06:38 PM)
 العمر : 26
 المشاركات : 18 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : عبير بدري is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
مرحب شهر الصوم



ذكريات وطقوس وعادات شهر رمضان لها وقع خاص فى عقل ووجدان المصريين حيث يحظي الشهر الكريم على مدار التاريخ باهتمام بالغ من الناس إعدادا وتجهيزا واستقبالا . كما أن تلك العادات والتقاليد والذكريات سجلتها روايات واعمال مشاهير الأدباء وفى مقدمتهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويحيى حقى وإبراهيم عبدالمجيد وغيرهم .

الأغانى الشهيرة مثل وحوي يا وحوي ، حالو يا حالو ...والمسحراتى ، المدفع ، الكنافة ، القطائف كلها عادات ارتبطت بشهر رمضان مزجها الشعب المصرى وتوارثها جمعيها لتصبح عادات أساسية فى شهر رمضان الكريم .. وتذخر الثقافة المصرية بعادات رمضانية امتدت لسنوات لا حصر لها تبادلها أهل مصر وشبوا عليها منذ مئات السنين. السطور التالية تتناول جانبا من تلك العادات والطقوس والحكايات .تصاميم رمضان
رمضان في حياة ووجدان المصريين :
ما ان يبدأ بيان دخول الشهر وثبوت رؤية الهلال ، حتى يتحوّل الشارع المصري إلى ما يشبه خلية النحل ، فتزدحم الأسواق وتزدان الشوارع ، وتنشط حركة التجارة بشكل ملحوظ لتوفير اللوازم الرمضانية المختلفة وينطلق الأطفال في الشوارع والطرقات حاملين معهم فوانيس رمضان وهم ينشدون " حلّو يا حلّو " وعبارات التهنئة تنطلق من ألسنة الناس لتعبّر عن مشاعر الفرحة بقدوم الشهر الكريم .
الفانوس فى ليالى رمضان :


فانوس رمضان أحد المظاهر الشّعبيّة الأصيلة في مصر، إستخدم الفانوس فى صدر الإسلام في الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب ، وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، كما صاحب هؤلاء الأطفال – بفوانيسهم – المسحراتى ليلاً لتسحير الناس ، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر.

وقد ظلت صناعة الفانوس تتطور عبر الأزمان حتى ظهر الفانوس الكهربائى الذي يعتمد في إضائته على البطارية واللمبة بدلا من الشمعة، انتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان.

المسحراتى..اصحى يانايم وحد الدايم :
من أكثر المظاهر التى ارتبطت بشكل مباشر برمضان المسحراتى ، بدأت مهنة المسحراتي أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي أصدر أمراً بأن ينام الناس مبكرين بعد صلاة التراويح وكان جنود الحاكم يمرون على البيوت يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور.

وأول من نادى بالتسحير "عنبسة ابن اسحاق" سنة 228 هجرية وكان يسير على قدميه من مدينة العسكر فى الفسطاط حتى مسجد عمروبن العاص تطوعا..وكان ينادى عباد الله تسحروا فان فى السحور بركة ومنذ تلك الفترة أصبحت مهنة المسحراتى فى مصر تلقى احتراما وتقديرا بعد أن قام بها الوالى بنفسه ، وأصبحت عادة أساسية فى العصر الفاطمى فكانوا يوقظون الناس بطرق العصا على أبواب المنازل ، تطورت بعد ذلك ظاهرة التسحير على يد أهل مصر حيث ابتكروا الطبلة ليحملها المسحراتي ليدق عليها بدلا من استخدام العصا، كما ارتبطت بالسير والحكايات الشعبية التي يعشقها الكثير من المصريين مثل ألف ليلة وليلة وابو زيد الهلالي وعلي الزيبق.

من أشهر من قاموا بالتسحير فى عصر المماليك شخص يدعى ابن نقطة ، وهو المسحراتي الخاص للسلطان الناصر محمد وكان ابن نقطة شيخ طائفة المسحراتية في عصره وصاحب فن " القومة " ، وهي إحدى أشكال التسابيح والابتهالات .

وفي العصر الحديث اشتهرت أيضًا مهنة المسحّراتي ، وكانت النساء تضع نقودًا معدنية داخل ورقة ملفوفة ويشعلن طرفها، ثم يلقين بها من المشربية إلى المسحراتي حتى يرى موضعها فينشد لهن .

وقديماً كان المسحّراتي لا يأخذ أجره ، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة ، فيهب له النّاس المال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد.

المسحراتي كان يطوف الحارات والشوارع يطرق على طبلته ليُوقظ الناس، مناديًا كل شخص باسمه اصحَى يا نايم، اصحَى يابو محمود ، اصحَى يابو خليل ، اصحى وصحي النايم، فيستيقظ من كان نائمًا، وينزل الأطفال بفرحةٍ يحملون فوانيسهم ويطوفون الشوارع القريبة وراءه مُردِّدين ما يقول بسعادة بالغة اصحى يا نايم، وحِّد الدايم، رمضان كريم.

فؤاد حداد وسيد مكاوي والمسحراتى :

اتخذت مهنة المسحراتي بعداً فنياً على يد الشاعر فؤاد حداد والموسيقار سيد مكاوي ، وفي عام 1964 انطلق مسحراتي الإذاعة وانتظره الساهرون بعد أن اعتادوا سماعه ومع انتشار التلفزيون أبدع مكاوي في مزج فن التسحير بالوعظ والإنشاد في حب الوطن وأضاف حداد بعداً سياسياً اجتماعياً إلى التسحير حينما قال (وكل حتة من بلدي حتة من كبدي.. حتة من موال.. وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال).





رد مع اقتباس