عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2020, 07:23 PM   #3


الصورة الرمزية انثى برائحة الورد
انثى برائحة الورد متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : 04-25-2024 (11:55 AM)
 المشاركات : 130,012 [ + ]
 التقييم :  102611
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي




صفات السلطانة رضية الدين

وهكذا انتهت الأزمة بأن بايع الأمراء "رضية الدين بنت التمش"، وأجلسوها على عرش السلطنة، وكانت تتمتع بصفات طيبة من رجاحة العقل،
وشجاعة النفس،

وعلى حظ كبير من الذكاء.
حتى يقال إن والدها التمش فكر في أن يعهد إليها بالعرش من بعده دون إخوانها الذكور الذين انشغلوا باللهو والملذات؛ وذلك لرجاحة عقلها وإلمامها بالعقيدة والفقه الإسلامي. وكان أبوها قد تعهدها برعايته فاختصها بمن يعلمها أصول الدين والفقه والحديث، وأيضًا بمن يدربها على فنون القتال والفروسية فنشأت راجحة العقل وفارسة في ذات الوقت فضلًا عما اشتهرت به من الحسن والجمال البارع.

وقد تحقق ما كان يراه أبوها ولا يراه سواه ممن كانوا يعترضون عليه إيثاره لها، فما إن آلت إليها السلطنة حتى دلّت على ما تتمتع به من صفات، حتى إن مؤرخي الهند، أطلقوا عليها اسم "ملكة دوران بلقيس جهان"، أي فتنة العالم.

فترة ولاياتها

جلست "رضية الدين" على عرش سلطنة دلهي نحو أربع سنوات (634 - 637هـ / 1236 - 1369م) بذلت ما في وسعها من طاقة لتنهض بالبلاد التي خوت خزائنها من المال لإسراف أخيها. كما أعلنت السلطانة الجديدة "رضية الدين" ولاءها للخليفة العباسي المستنصر بالله ببغداد، وضربت عملات من الذهب والفضة والبرونز باسمها. فنقشت على نقود الذهب والفضة اسم الخليفة العباسي، بالإضافة إلى اسمها وألقابها التي جاءت على هذا النحو "عمدة النساء ملكة الزمان السلطانة رضية الدين بنت شمس الدين ألتمش". أما على النقود البرونزية، فقد اكتفت بنقش اسمها وحدها "السلطانة المعظمة رضية الدين" بينما شغل الوجه الثاني للعملة بزخارف هندية تقليدية، كما أنها كانت تعرف كذلك بـ "رضية الدنيا والدين".

ومن أسف أن ما وصلنا من عملات رضية الدين ليس سوى قطع قليلة ونادرة وربما كان السبب في ذلك قصر المدة التي حكمت فيها البلاد وهي ما يزيد عن ثلاث سنوات ونصف فقط "634 - 637 هـ"، ولكن هذه العملات على ندرتها تبرهن على أنها كانت ملكة كاملة الصلاحيات والرسوم.

وتشهد كتب التاريخ أن السلطانة رضية الدين سارت على خطا أبيها في سياسته الحكيمة العادلة، لكنها اصطدمت بكبار أمراء الملوك الذين يشكلون جماعة الأربعين، ويستأثرون بالسلطة والنفوذ، وحاولت الملكة جاهدة أن تسوسهم، وتحتال على تفريق كلمتهم، وتعقُّب المتمردين والثائرين عليها.

ولما استقرت أحوال مملكتها انصرفت إلى تنظيم شئونها، فعينت وزيرا جديدا للبلاد، وفوضت أمر الجيش إلى واحد من أكفأ قادتها هو "سيف الدين أيبك"، ونجحت جيوشها في مهاجمة قلعة "رنتهبور" وإنقاذ المسلمين المحاصرين بها، وكان الهنود يحاصرون القلعة بعد وفاة أبيها السلطان "التمش".




 
 توقيع : انثى برائحة الورد



رد مع اقتباس