عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2020, 07:23 PM   #2


الصورة الرمزية انثى برائحة الورد
انثى برائحة الورد متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : 04-25-2024 (11:55 AM)
 المشاركات : 130,012 [ + ]
 التقييم :  102611
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي





ولاية السلطانة رضية الدين

توفي السلطان شمس الدين ألتمش سنة (634هـ / 1236م) وترك أربعة أولاد هم: ركن الدين, الذي ولي الحكم خليفة له
, ومعز الدين,
وناصر الدين،
وابنا آخر،

وبنتًا واحدة هي رضية التي تولت الحكم فيما بعد.
ولدت رضية الدين في عام 602هـ / 1205م وشعر للمش بسعادة غامرة لمولد ابنته وأمر بإقامة احتفالات كبيرة بمولدها، لأنها أولى بناته بعد أن رزق بالعديد من الأولاد. اشترك الأب في تعليم وتدريب ابنته بنفسه وعندما بلغت رضية عامها الثالث عشر، أصبحت رامية وفارسة بارعة وصاحبت أبيها في ما بعد مرات عديدة في حملاته العسكرية. وكان التمش كثيرا ما يردد: "ابنتي أفضل من العديد من الأبناء". وعندما كان منشغلا بحصار حصن غواليور، عهد التمش لرضية برئاسة الحكومة في دلهي. وعند عودته، انبهر بأدائها لدرجة أنه قرر تعيينها خليفة له.

خلف "ركن الدين فيروز" والده، غير أنه كان منشغلا عن مسئولية الحكم وتبعاته باللهو واللعب، وفي كتابه "طبقات الناصري"، قال المؤلف منهاج سراج: "أصبح الملك عبدا للمجون والفجور". ومهد هذا الموقف الطريق أمام تدخل تركان شاه، أم الملك، التي كانت امرأة شديدة الغيرة والاستبداد، حيث بدأت في تنفيذ مخطط للقضاء على جميع المنافسين المحتملين على العرش. وهو ما جعل الأحوال تزاد سوءًا، وتشتعل المعارضة ضده.

كما انتشر الظلم في عهده وغضب عليه مجلس الأربعين وهو مجلس استشاري من المماليك، كان يساعد ألتمش في حكم البلاد. وشرع أحد إخوته في محاولة عزله ولكن فيروز فطن له وقتله. وعند تلك اللحظة الفارقة في تاريخ الدولة المملوكية بالهند لمع اسم "رضية الدين" أخت ركن الدين فيروز والابنة المفضلة لدى والدها ألتمش، حيث أعلنت غضبها ورفضها لما فعله أخوها السلطان في حق أخيها المقتول. وقد حاول السلطان قتلها, ولكن هذه المرأة لم تهرب إلى خدور الحريم, أو تخشى المواجهة, وإنما فاجأت السلطان القاتل بتقاليد العدالة التي أرساها أبوهما.

فقد انتظرت صلاة الجمعة في أحد الأيام, وعقدت العزم على مواجهة أخيها الذي خرج إلى صلاة الجمعة, وصعدت إلى سطح القصر القديم المجاور للجامع الأعظم في المدينة, وكان معروفا لدى أهل دهلي باسم (دولة خانة), وقد ارتدت ثيابًا ملونة لكي يعرف الناس أنها مظلومة, واستوقفت الناس وخاطبتهم من مكانها أعلى السطح وقالت لهم: "إن أخي قتل أخاه, وهو يريد قتلي معه". وأخذت تذكر الناس بأيام أبيها, ومآثره, وما فعله من أجل رعاياه خيرًا وإحسانًا.

وحركت كلمات الأميرة المظلومة الخائفة جماهير المصلين ومست نوازع العدل في وجدانهم فثاروا وتوجهوا إلى السلطان ركن الدين قاتل أخيه وقبضوا عليه وساقوه إلى أخته التي أجابت عما طرحوه من أسئلة بعبارة واحدة بليغة: "القاتل يُقتل". وقامت الجماهير بقتل السلطان قصاصًا لأخيه. ولما كان أخوهما معز الدين وناصر الدين طفلين صغيرين اتفق الناس على أن تتولى رضية عرش السلطنة. وارتقت عرش البلاد لتستمر في حكمها على مدى أربع سنوات.




 
 توقيع : انثى برائحة الورد



رد مع اقتباس