الحسد والحقد عادتان لا يتمسك بهما إلا كل صغير ووضيع..

قال تعالي (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا
وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )
آل عمران .
الحسد آفة أخلاقية عديدة المساوئ، عظيمة الأثر في الفساد و الدّمار
للفرد و المجتمع على حدٍ سواء،ومن خطورة هذه الآفة كان لابد لنا أن

نتطرق إليها بوضوح وجرأة إن شاء الله تعالى.
بعض الصغار والاوباش والذين لا أخلاق لهم يرفعون شعار

"ليس المهم ان ننجح ولكن المهم ان يفشل الاخرون.
لأن هؤلاء الناس جُبلوا وتربو على كره أنفسهم قبل أن يكرهوا الاخرين

فلا يروق لهم أن يروا أحد يعتلي سلم النجاح أو يرتقي مراتب الرقي والتقدم

فعقولهم الصغيرة التافهة لا تتصور أن ترى قافة نجاح الاخرين سائرة مستقيمة

في توججها فيحاولون أن يضعوا لها العراقيل لكي تتوقف عن المسير
ويا للحماقة التي هم فيها لان المثل العربي يقول الكلاب تنبح والقافلة تسير

ومن صفات الحاسد الحاقد أنه من أراذل الناس
فقد قال علي رضي الله عنه : رَأسُ الرَّذائِلِ اَلحَسَدُ
ومن صفات الحاسد والحاقد للاخرين أنهم يكرهون كل خير للناجح
وهذه بالمناسبة من صفات المنافقين فقد قال الله تعالى فيهم
إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا

مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُمْ فَرِحُونَ (50)التوبة.
ومن صفات الحاقد الحاسد أنه عدو لنعمة الله فهو كلما رأى نعمة على

إنسان أحس بداخله بإحتراق أعصابه وتضطرب نظراته ومن هنا يكره وجود

الخير عند الغير معتقدا أنه أفضل من غيره وأنه أولى منه بالخير.
فالحاسد الباغظ الحاقد كلما رأى الناجحين يتسابقون إلي الفلاح والنجاح

إزداد حقداً لهم وشتعلت في قلبه نار الغيظ والحسد فإن تُرك دون أن ينفس

عنه غيظه حرق غيظه كبده في بطنه وتآكلت أجزاء بدنه من لهيب مكره .
ومن صفات الحاسد الحاقد أنه شخصٌ ضعيف الإيمان، فاقد للبصيرة

ضعيف الشخصية لانه لا يستطيع أن يُظهر رأيه وحقده أمام من يخالفه

فينزوي إلي أساليب حقيرة ورخيصة .


وأختم كلامي بقولي أيها الحاسد الحاقد

أتق الله في نفسك وأعلم أن حقدك وحسدك للاخرين

لا يجلب لك الا الذل في الدنيا والنار في الاخرة.