عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-24-2018, 07:38 PM
سماح غير متواجد حالياً
Algeria     Female
Awards Showcase
لوني المفضل Deeppink
 رقم العضوية : 1813
 تاريخ التسجيل : 15-08-2018
 فترة الأقامة : 2084 يوم
 أخر زيارة : 03-10-2024 (03:59 PM)
 المشاركات : 12,042 [ + ]
 التقييم : 4818
 معدل التقييم : سماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond reputeسماح has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
توقف!!!لا تؤدي إلى موت ضميرك!



صعدت إلى سطح منزلي بعد ضربة تلقيتها للتو,ضربة تلقيتها من يدي أختي الكبرى,تلك اليدين اللتين كانتا تضمانني في أوقات كربي,واللتان كنت أتمسك بهما وأشدهما عند خوفي,كنت في أشد حالات الغضب,مالذي فعلته لأستحق مثل هذه الضربة المبرحة,كان مجرد فيلم أمريكي عن عصابة خطيرة وقوية,أعجبني منظرهم وهم يقتلون من يعارض طريقهم ثم يهربون بحركات خفيفة مذهلة,وجرأتهم عندما تلحقهم الشرطة فيواصلون طريقهم ثم ينهونه مباشرة قبل وصولها,وأعجبني منظر الدماء ولونها الأحمر الفاقع الجميل,كنت أتحمس مع الفيلم وأنا أكاد أقفز من مكاني,مع موسيقاه المرتفعة الحماسية,كنت كذلك إذ سمعت صوت أختي يناديني:"ماذا ترين هناك؟"فقلت:"فيلم قتالي",وما إن ألقت نظرة عليه حتى اشمأزت من المنظر,وقالت بنبرة أسى:"هناك أفلام وبرامج أحسن في التلفاز يا أختي,ليس عليك مشاهدة هذا,إنه فيلم دنيء ومقزز",فهمت مغزى نبرة كلامها من الجملة الأخيرة,لكنني أخذت أهدئها وأقول أنه مجرد تمثيل لا أكثر,وما إن أنا كذلك إذ شعرت بالضربة على خدي وحدث بعدها ما حدث.
وبعد مدة قررت أن أتمالك أعصابي فاتجهت صوب غرفتها لأستفسر عن سبب ضربها لي,فإذا بها محنية رأسها وآثار الدموع لا تزال ترتسم على وجهها ,وحين شعرت بوجودي قالت لي:
-آسفة..يبدو أنني بالغت في ردة فعلي.
-ولكن,لم تغير مزاجك هكذا فجأة؟
-رأيت ماحدث في الفيلم,سفك دماء وما إلى ذلك صار الناس يشاهدونها بلا إحساس,يرون الناس يقتلون ولا يؤثر فيهم ضميرهم البتة.
-ولكنه تمثيل!
-هذا مايعتقده أغلب الناس,ولكن...حين يتعود الإنسان على مشاهدة شيء يصير أمرا طبيعيا بالنسبة إليه حتى لو لم يكن كذلك,كما أنك كنت تشاهدينه وقد أعجبك منظر الأشرار فيه, فحين ترينهم في الواقع لن يبدو لك مذنبين وأشخاصا يستحقون العقاب,وحين تتعودين رؤية القتلى والجرحى دونما اهتمام لحالهم في الفيلم فلن تهتمي لحال الضحايا في فلسطين وغيرها من الدول المستعمرة ولحال الأبرياء المظلومين عموما وهذا أمر خطير ولا أريدك أن تصلي إليه,وضربتي تلك كانت لصالحك ليس إلا.

ملاحضة:ألفت هذه القصة كرسالة إلى الناس الذين تنطبق عليه أفكار الأخت الصغرى فأرجو أن يراجعوا أنفسهم ويعلموا أن ما يقومون بمشاهدته قد يؤدي إلى موت ضمائرهم يوما ما.





رد مع اقتباس