عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2019, 06:30 PM   #3


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم :  34900
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي



مدينـــة تطــــــــوان

تطوان هي مدينة مغربية في موقعها الجغرافي، إسلامية- أندلسية في هويتها وطابعها، وتقع في منطقة ريفية على ساحل البحر المتوسط، بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال أطلس الريف، وتعتبر هذه المدينة مبدئيًّا واحدةً من أهم الحواضر الأندلسية القديمة التي تمكنت من الحفاظ على الحضارة الإسلامية فيها، مع تكيفها المستمر مع الروافد الثقافية الواردة إليها، مما أثرى وميَّز تاريخها العريق الذي يعود إلى مرحلة ما قبل الميلاد

وعن جغرافيَّة المدينة فإنَّها تقع في الشمال الغربي من بلاد المغرب ويحيط البحر المتوسط بشرق المدينة، وبينهما عشرة كيلومترات، وتشرف على مدينة سبتة المطلة على بوغاز جبل طارق من الشمال، وبينهما نحو أربعين كيلومترًا، وإلى الشمال الغربي للمدينة تقع مدينة طنجة المطلة على المحيط الأطلنطي وتبعد عنها بنحو ستين كيلومترًا، ويبلغ تعداد سكان المدينة حوالي 321 ألف نسمة بحسب تعداد العام 2004م

ويعود تاريخ المدينة إلى مرحلةٍ مبكرةٍ من التاريخ الإنساني؛ حيث بُنِيَت على أنقاض مدينة كانت تسمى مدينة تمودة، وقد وُجِدَت الكثير من الحفريات والآثار التي تعود إلى هذه المدينة القديمة، ويعود تاريخها بعضها إلى القرن الثالث قبل الميلاد؛ وقد دُمِّرَت تمودة تمامًا في حوالي عام 42 ق. م على أيدي الجيوش الرومانية، أمَّا اسم تطوان أو تطاون- فالمدينة لها أكثر من اسم- فهو موجودٌ منذ القرن الحادي عشر الميلادي.ويعود تاريخ المدينة الإسلامي إلى أوائل القرن الرابع عشر وتحديدًا في العام 1307م؛ حيث أعاد أحد سلاطين الأسرة المرينية، وكان يٌعرف باسم السلطان أبو ثابت، بناء المدينة كقلعةٍ محصنةٍ، بحيث يتخذها كقاعدة انطلاقٍ لتحرير مدينة سبتة من الاحتلال الإسباني، وخلال حروب المرينيين مع الإسبان دمر الملك الإسباني هنري الثالث المدينة عن آخرها سنة 1399م

أمَّا التاريخ الحديث للمدينة فيبدأ فعليًّا منذ أواخر القر ن الخامس عشر الميلادي، عندما سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس في أيدي مملكة قشتالة وليون عام 1492م في فترة حكم ملوك الكاثوليك فرديناند وإيزابيلا؛ حيث بناها القائد الغرناطي سيدي علي المنظري، وعندما خرج آلاف المسلمين واليهود من الأندلس استقروا في شمال المغرب عمومًا وعلى أنقاض مدينة تطوان التي هدمها هنري الثالث بشكلٍ خاصٍّ، ممَّا حول المدينة إلى ملتقى بشري وثقافي كبير، وعرفت تطوان خلال هذه المرحلة حالة واسعة من الإعمار والنمو في شتى الميادين، بل إنَّها تحوَّلَت إلى مركزٍ لاستقبال كل المفردات البشرية والحضارية الإسلامية الأندلسية

قيمتها التراثية

لا تزال المدينة تحتوي على الكثير من المعالم الأثرية القديمة التي تبرز عظمة عمران المدينة وتحكي تاريخ الحضارة الإسلامية بها، وقد تمَّ تسجيل تطوان كموقع تراثي عالمي سنة 1998م من جانب منظمة اليونسكو، وفي تطوان عددٌ من الأزقة الرئيسية التي تربط ما بين أبواب المدينة وساحاتها وبناياتها العمومية كالفنادق والمسا جد والزوايا، بالإضافة إلى مختلف الأحياء التجارية الأخرى الخاصة بالحرف التقليدية القديمة.

ويحيط بتطوان سورٌ كان يُمثِّل جدار دفاعي طوله 5 كيلومترات وسمكه 1,20 متر، أما ارتفاعه فمُتباينٍ؛ حيث يتراوح ما بين 5 و7 أمتار، وبه من الخارج عددٌ من الدعامات والأجهزة الدفاعية المحصنة مثل قصبة جبل درسة في الشمال وأبراج باب العقلة وباب النوادر والبرج الشمالي الشرقي، ويحتوي الجدار على ستةِ أبوابٍ في جوانبه المختلفة، وقد بُنِيَ هذا السور على أكثرِ من مرحلةٍ ما بين القرنَيْن الخامس عشر والثامن عشر الميلاديَّيْن، ثمَّ تعرَّض بعد ذلك لأعمال هدم وتخريب في منتصف القرن الثامن عشر، ثم أعيد بناؤه بعد ذلك بفترةٍ وجيزة خلال سنوات حكم سيدي عبد الله بن المولى إسماعيل.

وبجانب السور هناك قصبة سيدي المنظري التي تحتل الزاوية الشمالية الغربية للمدينة بأكملها، ويمكن منها مراقبة كل الممرات انطلاقًا من المرقاب الذي يعلو أحد الأبراج، وقد بنيت كل المعالم الداخلية للقصبة خلال القرن الخامس عشر الميلادي في أثناء فترة إعادة بناء المدينة بعد خروج المسلمين من الأندلس، وتتكون القصبة من قلعة ومسجد جامع ودار وحمام صغ ير، وكانت تشكل مركزًا للسلطة الحاكمة وقاعدة عسكرية إضافة إلى مقر للسكنى بالنسبة لمؤسسها سيدي المنظري.

ومن أبرز معالم المدينةِ أيضًا حصن السقالة، وهو عبارة عن مجمع عسكري مكوَّن من بطارية بُنيت فوق باب العقلة الذي يُعرف أيضًا بباب البحر، وقد بُني هذا المجمع خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر بأمرٍ من السلطان العلوي مولاي عبد الرحمان، بحسب الكتابة المنقوشة فوق مدخل البناية، والتي تذكر السلطان وعامله محمد الشاش الذي قام ببنائها سنة 1246 للهجرة والتي توافق 1830-1831م.

وهناك أيضًا الجامع الكبير الذي يقع بحي البلد بالقرب من وسط المدينة القديمة، وقد تمَّ بناؤه بإذن من السلطان المولى سليمان في سنة 1808م على شكلٍ مستطيلٍ يصل طول أضلاعه إلى 35 مترًا من جهة الشرق و45 مترًا من جهة الشمال، ويتكون من قاعةٍ عميقةٍ للصلاةِ وصحنٍ كبيرٍ مكشوفٍ تتوسطه نافورة ماء تصب مياهها في صهريج، وتحيط بالصحن عددٌ من الأروقة، ويتم الدخول إلى المسجد عن طريق بابَيْن رئيسيَّيْن، وهناك بابٌ ثالثٌ مخصصٌّ للإمام في الجهة الشمالية منه، وترتكز الأقواس المتجاورة والمكسورة لقاعة الصلاة على أعمدةٍ يعلوها سقفٌ خشب يٌّ مائلٌ مغطى بالقرميد.

وهناك عددٌ من البيوت التاريخية بتطوان تعكس التطور العمراني والفني والزخرفي الكبير والمتنوِّع الذي شهدته هذه المدينة، من بين أجمل هذه البيوت دار اللبادي التي بنيت وسط المدينة القديمة من جانب الباشا اللبادي خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وهي الآن قصرٌ للحفلات والأفراح، وهناك بيت القلعة الذي يرتبط بحصن سيدي المنظري وبقايا السور والأبراج الثلاثة الملتصقة به.

مدينة الأسماء السبعة!!

وللمدينة سبعة أسماء، أولها تِطْوان بتاءٍ مكسورةٍ بعدها طاءٍ ساكنةٍ، وهو مستعملٌ منذ في القرن الثامن الميلادي؛ وقد ورد هذا الاسم في كتاب "دوحة الناشر" لابن عساكر المتوفى سنة 986م، وكتاب "درة الحجال" لابن القاضي المتوفى سنة 1025م، وكتاب "نزهة الحمادي" لليفراني المتوفى في عام 1152م، كما وردت أيضًا في كتاب الدولة السعدية.

أمَّا اسمها الثاني فهو تطَّاون بطاءٍ مشدَّدةٍ مفتوحةٍ، وهي الصيغة التي ينطق بها جميع أهل المدينة كجلِّ أهل البلاد المغربية في كلامهم العادي، وقد وردت هذا الاسم في كتاب "نزهة المشتاق" للشريف الإد ريسي السبتي الجغرافي العالمي الشهير المتوفى في عام 560 للهجرة.

الاسم الثالث للمدينة هو تطَّاوين بطاءٍ مفتوحةٍ تليها واوٍ مكسورةٍ، وهذا الاسم نجده مكتوبٌ في غالبية الوثائق والرسوم الرسمية القديمة للمدينة، وأثبته العلامة أبو علي اليوسي والعلامة أبو العباس الناصري مؤلف كتاب "الاستقصاء".

كما سُمِّيَت أيضًا بـ"تيطاوين"، وقد وردت هذه الصيغة في تاريخ ابن خلدون وكتاب "البيدق" الذي وُضِعَ في القرن السادس الهجري وكتاب "النفحة المسكية" المُؤلَّف في القرن العاشر الهجري، و"تطَّاون" بتاءِ تليها طاءٌ مُشدَّدة مفتوحةٍ، وقد ذكر هذا الاسم أبو عبيد البكري الأندلسي في كتابه "المسالك والممالك" الذي وضعه في القرن الخامس الهجري، وهناك اسم "تيطاوان" وقد ورد في كُتب "البكري" و"الاستبصار" الموضوعان في القرن السادس الهجري، وأخيرًا فإنَّ الاسم السابع والأخير الذي عُرفت به المدينة هو "تيطاون" بحسب ما ذكره العلامة الرحالة عذاري المراكشي في كتابه الموسوم "البيان المغرب في أخبار المغرب".


وهذه الصيغ السبع كلها أمازيغية ولا يُعرف لها اسمٌ عربيٌّ، أما في اللغة الأمازيغية فمعناها "عي ن" أو "عيون" ولعل سكانها الأقدمين من الأمازيغ سموها بذلك لكثرة العيون التي بها.











تابعوني



 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس