ندى أنا قابع هنا لمدة شهر كامل...بين جدران غرفة المشفى الأربعة... الآلام تشد أضلعي بقساوة...ونبضات قلبي تهزني بشدة... كما لو كانت تقول لي أن الأجل قد حان... كثيرا ماكان الغضب يسري داخلي...لما كنت أنا الضحية؟... بينما غيري من استهزأ واستهان؟ ...لم أنا,الذي التزم بالقواعد الصحية؟... بينما غيري من جاب الشوارع والبلدان؟...لم أصبت أنا,الذي لزم بيته ليحمي نفسه وغيره من هذا الداء القاتل؟...والناس يمرحون ويتنقلون بين المنازل؟... أألومكم الآن؟...أأقول أنكم السبب في أني قابع هنا لأيام عديدة؟... دون آمال لشفائي أوعيشي لأيام جديدة؟...أنا مؤمن الآن ... أن الغضب واللوم لن يحل شيئا...فالله قد كتب لي هذه النهاية... وربما كتبها لأكون عبرة لكم...وأنا أناديكم الآن... من فراشي الذي لم يبق الكثير لأغادره ...لأغادره إلى عالم آخر... صحيح أن المرء مهما حدث له فهم لا يعلم متى يحين أجله... لكني سأترك وصيتي رغم ذلك...سأترك وصيتي لكم... أنتم جميعا يامن لم تلين قلوبكم تلك الاعداد الهائلة التي تصاب وتموت في كل يوم...يكفيكم سخرية....يكفيكم استهزاء....يكفيكم قتلا لغيركم.... وإن الله قد كتب لنا هذا البلاء...كتبه حتى نستيقظ من غفلتنا هذه... لنستيقظ من أحلام الدنيا الفانية....ونعود إلى طريقه.... فاستيقظوا فإن لكم فرصة في أعماركم...وفي إصلاح أرضكم أكثر مني ... فلا تفوتوها من بين أيديكم... قد أرحل أنا الآن ...وأترككم في هذه الطريق الوعرة... فاتخذوا الأسباب...والجؤوا إلى رب الأسباب...