الموضوع: خواطر اسلامية
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2023, 01:28 PM   #48


خلف الشبلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  13-10-2012
 أخر زيارة : يوم أمس (04:47 PM)
 المشاركات : 110,918 [ + ]
 التقييم :  71428
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 Awards Showcase
لوني المفضل : Bisque
افتراضي



هل الحديث الخاص بصوت منخفض بحضور شخص ثالث من التناجي

السؤال
أود الاستفسار عن حكم الدين في أمر التناجي، حيث كنت أنا وأمي وزوجتي وابني ثلاثة أعوام في غرفة بمنزل والدتي، وكنت أعاني من تعب في بطني، وقالت لي أمي: تعالي جواري؛ حتي أرقيك، وفي نفس الوقت خرج ابني الصغير للعب في الصالة، وخرجت زوجتي خلفه لتلعب معه، وأخذت امي في قراءة بعض آيات القرآن علي، ثم تطرقنا لبعض الحديث الخاص، وانخفض صوتنا؛ حتي لا تسمع زوجتي، لأنه أمر خاص بيننا، الأمر لم يتعدَ 10دقائق، ثم نادتها أمي لتجلس معنا، فقالت لها إنها ترتدي ملابسها لتغادر إلى منزلنا، وعندما سألتها عن السبب قالت: لا شيء، ثم جاءت لي، وقالت: هيا لنذهب لمنزلنا، قلت لها: لا لن أذهب الآن، فتضايقت أكثر، ونزلت مسرعة مع ابني، الذي أخذ يبكي علي السلم، وذهبت أمي وراءها مندهشة، وتقول لها: انتظري، فأجابت: لا، فكررت أمي الكلام عليها مرتين انتظري، ولكنها لم تجب، ونزلت على السلم، وابني يبكي، بعد ذلك عندما ذهبت للمنزل لأعرف لماذا فعلت ذلك، قالت: إنها تضايقت؛ لأن صوتي أنا وأمي انخفض أثناء الكلام، واعتقدت أننا نتكلم عليها، أو نتكلم في أمر خاص، وقالت: كنتما انتظرتما حتى أنصرف لبيتي احتراما لي، قلت لها: إن الموضوع حدث بالصدفة، ولم يكن مقصودا، وأنتِ كنتِ خارج الغرفة، ولماذا أنتِ سيئة الظن هكذا ؟ خصوصا أنه لا مشاكل بيننا، أو بينها وبين زوجتي، وقلت لها: أن ردة فعلك أيضا سيئة، كنتِ اذهبي أنتِ، ولا تطلبي مني المغادرة معكِ، ولم تردي على أمي عندما نادتك. أريد أن أعرف حكم الدين في ذلك؟ وهل حدث خطأ مني أو من والدتي؟ وإذا كان هناك خطأ فهل رد فعل زوجتي سليم أن ترتدي ملابسها، وتهم بالخروج، ثم تطلب مني أن أذهب معها، ثم تنادي عليها أمي ولا ترد؟

380 - اللحظات الأخيرة للتسجيل في الدفعة ال16
الجواب
الحمد لله.

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التناجي بين الاثنين دون الثالث؛ لأجل ما تثيره هذه النجوى من الحزن للمسلم.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ ) رواه البخاري (6290)، ومسلم (2184) واللفظ له.

وما دام من في الصالة يسمع كلام من في الغرفة المعتاد ، فخفضكما صوتكما يدخل في التناجي الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .

قال القرطبي رحمه الله في "المفهم" :

"قوله : (فإن ذلك يحزنه) .

"وذلك بأن يُقدِّر في نفسه أن الحديث عنه بما يكره ، أو أنهم لم يروه أهلا ليشركوه في حديثهم ، إلى غير ذلك من أُلقيات الشيطان ، وأحاديث النفس " انتهى .

وأما تصرف زوجتك فقد كان ردًّا على ما رأته إساءة لها ، ومع إقرارنا بخطأ التناجي دونها، وأن هذا هو أحد مسالك الشيطان المألوفة، لتفريق القلوب، وإلقاء الحزن فيها ؛ إلا أنه كان ينبغي عليها أن تكون أكثر تحملا وصبرا ، حتى لا يتطور الأمر إلى مشكلة أكبر ؛ لا سيما وأن الموقف لم يظهر أنه كان مرتبا ، أو كانت هناك مقدمات تدعو إلى مثل ذلك التناجي عليها!!

وعليك الآن أن تتعامل مع زوجتك بحكمة، أو تعتذر لها عن هذا الأمر الذي لم يكن مقصودا، ولا مرتبا ، ولم تكن هي معنية به، ولا طرفا في شيء منه؛ وأن تعدها أيضا بأنه لن يتكرر .

وإذا أمكن أن تخبرها بموضوع الحديث بينك وبين والدتك حتى تطمئن ويذهب ما في قبلها من حزن وقلق ، فهو خير .

ثم عليك أن تعمل معها بحكمة على تطييب قلب الوالدة، وإزالة ما قد يكون في نفسها من وحشة مما حصل.

ونسأل الله تعالى أن يؤلف بينكما ، ويجمع بينكما في خير .

والله أعلم.



 

رد مع اقتباس