منتديات سكون القمر - عرض مشاركة واحدة

07-20-2019, 01:11 PM

وجع البرتقال ..مهداة لروح الشاعر محمود درويش
وجــــــــــــــــــــــــــــــع البرتقـــــــــــــــــــــال

نَعَتْكَ إلينا في المساء ضبابةٌ=ويا شؤم هذا اليوم ما أنت قائلُهْ

نشدْتَ دواءً في بلادٍ غريبةٍ = وما لعليلٍ والمنون تعاجلُهْ

حزمْتَ سنيّ الحزن وهي ثقيلةٌ = وغلّا تِ همٍّ قد جمعْنَ مناجلُهْ

مغادر دارٍ زادُه الحزنُ كلما = أحبّ بلادا ما عساها تقاتلُهْ

وما أحنت الأيام هامة عاشقٍ = سوى لترابٍ عاش دهرا يغازلُهْ

لعمري سيروي البرتقال قصيدة = على شطِّ حيفا حين تروى خمائلُهْ

سيروي الدم الوردي عن فارس الرؤى= وتشدو على كل الغصون بلابلُهْ

وما كان محمودٌ على الأرض زهرةً= ولكنه بستانها وجداولُهْ

وفي حضنه الإبداع قرت عيونه = تجوب فضاء الحالمين رواحلُهْ

لقد كان محمودٌ ربيع فصولنا = ربيعا على كف الخلود نداولُهْ

لقد أنجبته الأرض من رحم نظرةٍ = يبادلها الإبداع حينا تبادلُهْ

كما أرضعته الحسن من نخل صدرها = على صدرها يغفو.. وتصحو مناهلُهْ

وتبدو حروف الشعر وردا منضّدا = إذا جاش درويشٌ... وخطت أناملُهْ

وتبدو على الأعداء نارا يحيلها = فتغلي على نار القصيد مراجلُهْ

تجنّى علينا الشعر إن قال: نجمةٌ = ولكنّ نجم الليل كان يماثلُهْ

لقد كان في الحسن يا صاح نخلة = وإن كلّ جذع النخل ما كلّ كاهلُهْ

إذا افتتح الميدان صالت خيولُهْ = وما من صهيلٍ في النزال ينازلُهْ

رحلتَ وفي عينيك كحل قصيدةٍ = فمن يا ترى في الشعر سوف نخايلُهْ

لقد كنت يا درويشُ نبراس أمّةٍ = تضاء على مر العصور منازلُهْ