حسن الجوار
رحمة النبي عليه الصلاة والسلام بالخلق كافة
التجاوز عن المسيء
الدعوة إلى الله
الانتفاع بعلمهم
الدعاء لهم
حسن الجوار: النبي عليه الصلاة والسلام علّمنا كيفية الإحسان إلى الجار. عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : ذُبِحتْ شاة لابن عمرو في أهله ، فقال : أهديتم لجارنا اليهوديّ ؟، قالوا : لا ، قال : ابعثوا إليه منها ، فإني سمعتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورِّثه )
ومن هدي النبي في التعامل مع غير المسلمين عدم إيذاء أي شخص، فالمسلم لا يأذي وقبول الهدية من غير المسلم.
رحمة النبي عليه الصلاة والسلام: أرسل الله النبي عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين. وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس»
الرحمة تشمل جميع الناس بدون اعتبار لجنس شخص معين أو دينه، بل الرحمة شاملة. هذا يعني أن يقدم الشخص الخير لمن يحتاج بغض النظر عن دينه أو جنسه وخاصةً في وقت الأزمات بحيث تظهر معادن الناس الحقيقية.
التجاوز عن المسيء: عُرف النبي عليه الصلاة والسلام بإحسانه. من صور إحسان النبي عليه الصلاة والسلام عفوه عن المشركين في فتح مكة وقال لهم : «اذهبوا فأنتم الطلقاء»
الدعوة إلى الله: في ظل الإحسان إليهم، يجب ألا ينسى المسلم وظيفته وهي الدعوة إلى الله باللسان والأفعال الحسنة التي تدفع غير المسلمين لاعتناق الإسلام.
من أعظم صور الإحسان لغير المسلم هي دعوته إلى الله بالحكمة والرفق.
الانتفاع بعلمه: يمكن أن يتلقى المسلم من غير المسلم العلوم المختلفة من ضمنها علوم الطب وعلوم الهندسة والتقنية وغيرها.
من امثلة هدي النبي في التعامل مع غير المسلمين الدعاء لهم بالهداية

الدعاء لهم: النبي عليه الصلاة والسلام عندما رفضت أوس الدخول في الإسلام لم يدعو عليهم كما توقع الصحابة لكنه على العكس توقع لهم بالهداية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم اهد دوسا وائت بهم)
مثال آخر هو دعاء النبي عليه الصلاة والسلام لثقيف عندما جاء الأنصار إليه ليدعو عليهم. جاء الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: «يا رسول الله ادع الله على ثقيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اهد ثقيفا) ، قالوا يا رسول الله ادع عليهم فقال: (اللهم اهد ثقيفا)
دعاء النبي عليه الصلاة والسلام بالهداية لهم كان سبب لهداية الكثير من أهل ثقيف ودوس.
بالإضافة لذلك، كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو لليهود عندما يتعاطسون، ويقول لهم: «يهديكم الله ويصلح بالكم»
قصص عن هدي النبي في التعامل مع غير المسلمين

لا يوجد قصة عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام عن حسن التعامل مع الكفار أكثر تعبيرًا عن من قصة ثقيف. حينها تعرض سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لأذية من الكافرين فخرج عليه جبريل يريد أن يطبق عليهم الجبال. لكن النبي عليه الصلاة والسلام لم يوافق على ذلك ودعا أن يخرج من أصلابهم أناس يعبدون الله
عن عائشة رضي الله عنها قالت:يا رسول الله، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبدياليل بن عبدكُلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب “ميقات أهل نجد”، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلَّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، ولقد أرسل إليك ملَك الجبال لتأمره بما شئت، فناداني ملك الجبال وسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملَك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت؟ إن شئتَ أن أُطبق عليهم الأخشبين “الجبلين”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا
تتعدد صور رفق النبي عليه الصلاة والسلام وإحسانه مع المسلمين وغير المسلمين. وجميع وصايا النبي كانت تعبر عن نبل شخصيته، مثل وصايه للأمراء. كان يقول: : اغزوا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا
كما لم يأمرنا النبي عليه الصلاة والسلام بأن نأذي أي شخص لم يسبب لنا الأذية. قال سبجانه وتعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾

كيف كان يتعامل الرسول مع من اساء اليه

النبي عليه الصلاة والسلام كان يعفو عن الاساءة وعلّمنا أن نعفو عند المقدرة. وفي حديث أبي هريرة أن اليهود حاولوا قتل النبي عليه الصلاة والسلام بالسم، لكن النبي لم يأمر بالانتقام لنفسه. ولكنه قتل الشاة بعد أن تسبب بموت أحد الصحابة وهو بشر بن البراء رضي الله عنه.
بعض النقاط الأساسية التي يجب معرفتها من هدي النبي عليه الصلاة والسلام في التعامل مع من أساء إليه
كان النبي عليه الصلاة يعفو عند المقدرة وعلّمنا أن نسامح ونعفو، وكان لا يغضب لنفسه إنما يغضب لانتهاك حرمة الإسلام أو التغافل عن أمر إسلامي
عفو النبي عليه الصلاة والسلام وإحسانه لا يعني السماح لليهود أو للمشركين بالتمادي. إنما كان عليه الصلاة والسلام يعاقب كل من يعتدي على المسلمين ويظلمهم.
مثال على معاقبة النبي عليه الصلاة والسلام هو عند تكرار محاولات بني النضير لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإجلائهم من المدينة
قتل النبي عليه الصلاة والسلام يهود بني قريظة عندما غدروا به يوم الأحزاب
من هدي النبي عليه الصلاة والسلام نتعلم أن نعفو عمن أذانا، بشرط ألا يكون العفو إشارة للضعف وعدم القدرة على رد الأذية، لأنه يمكن أن يتمادى في ذلك. لذلك يجب معاقبة الظالم والوقوف بوجهه كي لا يتمادى في الظلم والأذية.