عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-24-2019, 06:08 AM
سامحك ربي غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
Awards Showcase
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 1607
 تاريخ التسجيل : 18-06-2019
 فترة الأقامة : 1800 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2022 (08:43 PM)
 العمر : 27
 المشاركات : 3,409 [ + ]
 التقييم : 111
 معدل التقييم : سامحك ربي will become famous soon enoughسامحك ربي will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
لمسة حب ورسالة شكر










حين كنا أطفالاً وقرأنا للمرة الأولى سورة الكهف عصر قلوبنا قول الرجل الصالح لموسى عليه السلام "هذا فراق بيني وبينك" وقلنا لو أنه صبر ..؟ كنا نرغب في المزيد لكن لما كبرنا عرفنا أن هناك دائما حدا تقف عنده الأشياء وكان علينا أن نرضى بأن يكون الفراق إحدى ركائز الحياة التي لا تستقيم الأمور بدونها والتي - للمفارقة - تنهار الأمور أيضاً بها ..!

تعلمنا أن الفراق ضروري من أجل أن تكتمل دورة الحياة .. أناس تولد وأناس تموت ..البعض يسافر والبعض يعود .. حب يولد وآخر يموت ..

تعلمنا أن نصبر على لوعة الوليد حين يفطم وقلنا سينسى ..

تعلمنا أن نفارق من نحب حين يغيبهم الثرى أو بعد المسافات ..

فمتى أذن نتعلم أن نصبر على ألم الفراق حين نختاره بأرادتنا وحين يكون حلاً قهرياً تفرضه الحياة ؟

في الحديث أتاني جبريل فقال : "يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفارقه، وأعمل ما شئت فإنك مجزى به ".
هناك مواقف أيقظتني وصنعتني من جديد وهناك علاقات توقعت منها الكثير ووجدت منها القليل ،،
وهناك دروس لم تكن بالحسبان لكنها علمتني الانتباه !!

النخلة يتأخر حصادها لشهر الصيف حتى يتكون الرّطب ، و يتأخر أكثر ليتحول إلى تمر به من لذّة السكر حلاوة . ... يطول الطريق ثم ما نلبث أن نصل للنهاية حتى ننسى ألم البداية ..

هكذا هي الأشياء الأكثر جمالاً ، لا تأتِ بطرقة باب واحدة و إنما بكثرة الطرق.. وهكذا فالله سبحانه وتعالى يمنع عنّا الجميل ليُعطينا الأجمل ..
عطاياه كثيرة و لكنه يُعجل لنا أمور ويؤجل أُخرى لحكمة لو عرفناها لبكينا ليلاً نهاراً على تأجيلها ،،،
(عرفان بالجميل)"يدهشني ويؤلمني أن أستحضر قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنّ حُسنَ العهدِ من الإيمان"
هي إيماءة توقظ الوفاء لأهل العطاء!
وتربي في المتربي أن يلتفت في طريق الحياة، ولا يغيب عن باله ولا يتغابى عمن أسدى إليه جميلا -ولو لمرة واحدة!-
{إنّ أبي يدعوك ليجزيَك أجر ما سقيت لنا}
فالنبلاء لا يضيع عندهم معروفٌ، بل الأمر لا يستدعي استحضارًا ولا تذكّرًا في كثير من الأحيان والأحوال ...

فأين نحن من الأخت (كبرى أو صغرى) التي تتقمص دور الأم، بحنانها وتفانيها، ومع السنين كل جهدها ينسى!

وأين نحن من زوجة خال أوعم، عاشرت بالمعروف والإحسان والنبل والذوق سنين طوالا ...
تجرعت غصصًا، وكظمت غيظًا، واتّقت ربًّا، وجمعت شملًا ...

وأين نحن من زوجة أخ، تحملت حملًا، وأظهرت عقلًا، وبذلت لطفًا، ولزوجها أكرمت أمًّا وأختًا، مع أنّ عِشرةَ النساء تحتاج صبرًا!

و أين نحن من جارةٍ بذلت المروءة والندى، ومع الأيام تُنسى؟!

لو كانت فواتيرًا أمام أعيننا لسارعنا إلى سدادها، ولكننا ننسى أنّ علاقاتنا تحكم علينا بنص الحديث:
"إنّ حُسنَ العهد من الإيمان"!

فبين الوفاء والجفاء تبدو سلوكيات نحسبها صغيرة وهي ليست كذلك!

مكالمة تفقدية
لمسة حب
وكلمة حق
ورسالة شكر
تعيد الروحَ لأرواح أنهكها الجفاف والجحود، وقد بذلت فضلًا لا فرضًا!
وليكن حادينا:
"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"

ثقافة الشكر واللطف والإنصاف هي ثقافة تعيد للإيمان حلاوته ... فهلّا تذوقناها


صباح / مساء الشكر والعرفان بالجميل











 توقيع : سامحك ربي

‏أنتمي للشعر ، للرسائل الورقية ، للحب ، للجمال ، للكلمة الحلوة
أنتمي لكل الأشياء التي تجعل من الحياة : حياة.

رد مع اقتباس