عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-10-2020, 11:40 AM
مديح ال قطب غير متواجد حالياً
Egypt     Male
لوني المفضل Coral
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل : 06-03-2020
 فترة الأقامة : 1534 يوم
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم : 22241
 معدل التقييم : مديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً







قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنعام: 25].



أولًا: سبب نزولها:

جاء في كتب التفسير أن أبا سفيان بن حرب، والوليد بن المغيرة، والنضر بن الحارث، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأمية بن خلف، استمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن، فقالوا للنضر: يا أبا قتيلة ما يقول محمد؟ فقال: والذي جعلها - الكعبة - بيته ما أدرى ما يقول، إلا أنى أرى تحرُّكَ شفتيه يتكلم بشيء فما يقول إلا أساطير، مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية، وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأولى وكان يحدث قريشا فيستملحون حديثه، فأنزل الله هذه الآية.



ثانيًا: تضمنت الآية حسب سبب النزول زعم المشركين بعدم فههم لما يقرؤه النبي صلى الله عليه وسلم من آيات قرآنية، وهذا نوع من كذبهم على أنفسهم، فرد الله تعالى عليهم، فقال: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ﴾، وإليك بيانها وبيان ما فيها من دفاع عنه صلى الله عليه وسلم:

1- قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ﴾، والمعنى: ومن هؤلاء المشركين يا محمد من يستمع إليك حين تقرأ القرآن وقد جعلنا - بسبب عنادهم وجحودهم - على قلوبهم أغطية تحول بينهم وبين فقهه، ﴿ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ﴾ كما جعلنا في أسماعهم صممًا يمنع من سماعه بتدبر وتعقل.



2- قال صاحب المنار: وجعل الأكنة على القلوب والوقر في الآذان في الآية من تشبيه الحجب والموانع المعنوية بالحجب والموانع الحسية، فإن القلب الذي لا يفقه الحديث ولا يتدبره، كالوعاء الذي وضع عليه الكن أو الكنان، وهو الغطاء؛ حتى لا يدخل فيه شيء، والآذان التي لا تسمع الكلام سماع فهم وتدبر كالآذان المصابة بالثقل أو الصمم؛ لأن سمعها وعدمه سواء.



4- ثم صور سبحانه عنادهم وإعراضهم عن الحق مهما وضحت براهينه، فقال: ﴿ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها ﴾؛ أي: وإن يروا كل آية من الآيات الدالة على صحة نبوتك وصدق دعوتك، فلن يؤمنوا بها لاستحواذ الغرور والعناد على قلوبهم، والمراد من الرؤية هنا البصرية، ومن الآيات المعجزات الحسية كانشقاق القمر ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة، وهذه الجملة الكريمة المقصود بها ذمُّهم لعدم انتفاعهم بحاسة البصر بعد ذمِّهم لعدم انتفاعهم بعقولهم وأسماعهم، وجيء بكلمة (كُلَّ) لعموم النفي؛ أي: إنهم لا يؤمنون بأية معجزة يرونها مهما وضحت براهينها، ومهما كانت دلالتها ظاهرة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم.



5- ثم بيَّن سبحانه ما كان يجري منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿ حَتَّى إِذا جاؤُوكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾؛ أي: حتى إذا ما صاروا إليك أيها الرسول ليخاصموك وينازعوك في دعوتك، فإنهم يقولون لك بسبب كفرهم وجحودهم: ما هذا القرآن الذي نسمعه منك إلا أقاصيص الأولين المشتملة على خرافاتهم وأوهامهم؟



وفي قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذا جاؤُوكَ يُجادِلُونَكَ ﴾: إشارة إلى أن مجيئهم لم يكن من أجل الوصول إلى الحق، وإنما كان من أجل المجادلة المتعنتة مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.



فائدة:

قال بعض العلماء: «وهنا يسأل سائل: إذا كان منع الهداية من الله تعالى بالغشاوة على قلوبهم والختم عليها وبالوقر في آذانهم، فلا يسمعون سماع تبصُّر، فماذا يكون عليهم من تبعة يحاسبون عليها حسابًا عسيرًا بالعذاب الأليم؟

والجواب عن ذلك أن الله سبحانه يُسير الأمور وَفق حكمته العليا، فمن يسلك سبيل الهداية يرشده وينير طريقه ويثيبه، ومن يقصد إلى الغواية ويسير في طريقها، تَجِئْه النذر تباعًا إنذارًا بعد إنذار، فإن أيقظت النذر ضميره وتكشفت العماية عن قلبه، فقد اهتدى وآمن بعد كفر، ومن لم تجد فيه النذر المتتابعة ولم توقظ له ضميرًا، ولم تُبصره من عمى، فقد وضع الله تعالى على قلبه غشاوة وفي آذانه وقرًا».





رد مع اقتباس