عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-24-2019, 07:53 PM
عطر الزنبق متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2163 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 العمر : 28
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم : 34900
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رمضلن والدفء العائلي...



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في ظل التفكك والتباعد الذى أطبق على حياتنا الأسرية، فى ظل طغيان المادة وطوفان الأنانية يأتى شهر رمضان المعظم ليحمل لحياتنا معناً جديداً يخرج فيه الإنسان من دائرة نفسه الضيقة لعالمه الخارجى الممثل فى الأسرة خاصة والمجتمع عامة ، هذه الألفة التى يتنسم شذها كل فرد من أفراد الأسرة حينما يلتفون حول طعام واحد وقت الأفطار والسحور وما يعقب ذلك من لقاءات اجتماعية وتجمع للأحباب والسهر جماعات حتى السحور وقراءة القرآن الكريم واداء الصلوات وخاصة صلاة الترويح.

فهذه الأجواء الأيمانية التى يحملها لنا هذا الشهر الكريم سرعان ما توحد القلوب وتطهر النفوس وتقوى وشائج الترابط العائلى المفتقد مما يعد خير علاج للنفس الإنسانية التى فطرت على حب التجمع والألفة مع الغير وحيث تؤكد الدراسات النفسية "أن الحياة العائلية هى أكبر مصدر للرضا والسعادة وأن رأس المال الاجتماعى هو التآلف والتكاتف الأسرى وأن أساس السعادة النفسية هى احساس الفرد بإنتمائه إلى أسرة"، وأنه على العكس فإن العزلة التى يعيشها الإنسان نتيجة لهاثه وراء الماديات وانشغاله عن الآخرين بحياته الخاصة "تزيد من احتمال الوفاة أربع مرات عن المعدل الطبيعى كما أن الوحدة والقلق تؤثران على عضلة وشرايين القلب وتزيد من كثافة الدم والتصاق الصفائح الدموية وتضعف جهاز المناعة مما يجعل الفرد أكثر عرضه واستهدافاً للأمراض المختلفة".

ويكون شهر رمضان المعظم البلسم الشافى لكل هذه الأدواء النفسية التى يعانى منها الإنسان طوال أيام العام نتيجة لعزلته وتباعده عن الآخرين والمقربين وفرصة ثمينة ليفضى كل منا للأخر بمشاكله واحاسيسه من خلال الحوارات العائلية الهادفة التى تتواصل بكثرة فى هذا الشهر الفضيل فتتجدد المشاعر وتقوى الأحاسيس بين الأخوة والأخوات من ناحية وبين الوالدين والأبناء من ناحية أخرى وحيث تشير الدراسات "أن أكبر أستثمار لسعادتنا هو المدة التى نقضيها مع أولادنا".

ولا نجد أفضل من أيام وليالى شهر رمضان المبارك لتحقيق هذا الوئام والتواصل العائلى المفتقد طوال أيام العام؛ ليحل الود محل الجفاء والقرب محل التباعد وفى النهاية نقول علينا نحن المسلمين أن نقتنص شهر رمضان ليكون بداية صفحة جديدة فى سجل حياتنا الأسرية تسطرها روح الترابط والتحاب العائلى لتتجدد حياتنا الأسرية بعد طور الخمول والتباعد الذى أصابنا طول العام.

وما أجمل أن نعيد ترتيب حياتنا وتنظيمها على نحو ما كانت عليه فى شهر رمضان من تراحم وترابط وتحاب وتآلف للننعم جميعاً بالصحة النفسية طوال أيام العام وحيث تؤكد الدراسات النفسية أن التجمع والجماعة من حيث الصحة النفسية هى قمة الشعور بالسعادة والرضا والطمأنينة والهدوء".





رد مع اقتباس