عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2021, 02:09 PM   #36


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي













سورة لأعراف

تعريف بالسورة
سورة مكية ما عدا الآيات من : 163 إلى 170 فهي مدنية
هي من سورة الطول
عدد آياتها 206 آية
هي السورة السابعة في ترتيب المصحف الشريف
نزلت بعد سورة "ص"
تبدأ السورة بحروف مقطعة " المص "
الآية 206 من السورة بها سجدة .

سبب التسمية
سميت هذه السورة بسورة الأعراف لورود ذكر اسم الأعراف فيها وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما
روى ابن جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال :
هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هناك على السور حتى يقضي الله بينهم .

والاسم المشهور لهذه السورة اسم (الأعراف)، وقد وردت هذه التسمية في بعض الأحاديث كما سيأتي. وسبب هذه التسمية؛ ذكرها لأصحاب الأعراف في قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجال} (الأعراف:46)، وقوله سبحانه: {ونادى أصحاب الأعراف} (الأعراف:48)، و(الأعراف) هو الحجاب الحاجز بين الجنة والنار، والمانع من وصول أهل النار إلى الجنة. روى الطبري عن السدي أنه قال في قوله تعالى: {وبينهما حجاب} (الأعراف:46)، قال: هو السور، وهو (الأعراف).

وذكر الفيروز أبادي في "بصائر ذوي التمييز"، أن هذه السورة تسمى سورة (الميقات)؛ لاشتمالها على ذكر ميقات موسى عليه السلام في قوله تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا (الأعراف:143).

وذكر أيضاً أنها تسمى سورة (الميثاق)؛ لاشتمالها على حديث الميثاق في قوله سبحانه: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا} (الأعراف:177).

سبب نزول السورة

1) عن ابن عباس قال : كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراة حتى إن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة فتعلق على سفلاها سيورا مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحمُرِ من الذباب وهي تقول : " اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا له منه فلا أُحِلّه " فأنزل الله تعالى على نبيه " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد " فأُمِروا بلبس الثياب .

2) عن أبي بكر الهذلي قال : لما نزلت " ورحمتي وسعت كل شئ " قال إبليس: يا رب وانا من الشىء فنزلت " فسأكتبها للذين يتقون " الآية فنزعها الله من إبليس .

3) قال ابن مسعود : نزلت في بلعم بن باعورا رجل من بني إسرائيل وقال ابن عباس وغيره من المفسرين : هو بلعم بن باعورا وقال الوالبي : هو رجل من مدينة الجبارين يقال له بلعم وكان يعلم اسم الله الأعظم فلما نزل بهم موسىأتاه بنو عمه وقومه وقالوا إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وإنه إن يظهر علينا يهلكنا فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه قال إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه فذلك قوله فانسلخ منها .

4) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص وزيد بن أسلم: نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مُرسِلُ رسولا في ذلك الوقت ورجا أن يكون هو ذلك الرسول فلما أُرسِلَ محمدحسده وكفر به وروى عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال : هو رجل أُعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيها وكانت له امرأة يقال لها البسوس وكان له منها ولد وكانت له محبة فقالت اجعل لي منها دعوة واحدة قال لك واحدة فماذا تأمرين قالت ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني اسرائيل فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئا أخر فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نبآية فذهبت فيها دعوتان وجاء بنوها فقالوا ليس لنا على هذا قرار قد صارت امنا كلبة نبآية يعيرنا بها الناس فادع الله ان يردها إلى الحال التي كانت عليها فدعا الله فعادت كما كانت وذهبت الدعوات الثلاث وهي البسوس وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال أشام من البسوس .

5) قال ابن عباس: قال جهل بن أبي قشير وشموال بن زيد وهما من اليهود: يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا ؟ فإنّا نعلم متى هي ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال قتادة : قالت قريش لمحمد : إن بيننا وبينك قرابة فَاسِرّ الينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى " يسألونك عن الساعة ".
أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الوراق قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال حدثنا أبو يعلى قال حدثنا عقبة بن مكرم قال حدثنا يونس قال حدثنا عبد الغفار بن القاسم عن ابان بن لقيط عن قرظة بن حسان قال سمعت ابا موسى في يوم جمعة على منبر الصلاة يقول : سئل رسول الله عن الساعة وأنا شاهد فقال: لا يعلمها إلا الله لا يجليها لوقتها إلا هو ولكن سأحدثكم بأشراطها وما بين يديها إن بين يديها ردما من الفتن وهرجا ، فقيل : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : هو بلسان الحبشة القتل وأن تحصر قلوب الناس وأن يلقى بينهم التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحدا ويرفع ذو الحجى وتبقى رجاجة من الناس لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا .

محاور السورة
سورة الأعراف من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت للتفضيل في قصص الأنبياء ومهمتها كمهمة السورة المكية تقرير أصول الدعوة الإسلامية من توحيد الله جل وعلا وتقرير البعث والجزاء وتقرير الوحي والرسالة .
ولقد قصدت هذه السورة الطويلة إلى تقرير جملة من المقاصد الكلية، كأصول العقائد وكليات الدين، وخاصة قضية التوحيد والشرك.

قال البقاعي: "ومقصودها: إنذار من أعرض عما دعا إليه الكتاب في السور الماضية من التوحيد، والاجتماع على الخير...وتحذيره بقوارع الدارين. وأدل ما فيها على هذا المقصد: أمر الأعراف، فإن اعتقاده يتضمن الإشراف على الجنة والنار، والوقوف على حقيقة ما فيها، وما أعد لأهلها الداعي إلى امتثال كل خير، واجتناب كل شر، والاتعاظ بكل مرقق".

وعلى الجملة، فإن المتأمل في هذه السورة الكريمة، يجد أنها تطوف حول تقرير المقاصد التالية:

أولاً: أنه سبحانه أنزل القرآن للإنذار به والتذكير؛ فهو كتاب للصدع بما فيه من الحق، ولمجابهة العقائد فاسدة، والشرائع باطلة، والتقاليد بالية، ولمعارضة نُظُمٍ ظالمة، وأوضاع جائرة، ومجتمعات سادرة. فالحرج في طريقه كثير، والمشقة في الإنذار به قائمة.

ثانياً: وجهت السورة القلوب والعقول إلى توحيد الله تعالى إيماناً، وعبادة، وتشريعاً، وبينت صفاته سبحانه وشؤون ربوبيته، وأمرت بعبادته وحده، وترك عبادة غيره.

ثالثاً: قررت السورة أنه سبحانه خالق الأرض وخالق الناس، هو الذي مكن لهم في الأرض، وأودع فيها خصائص البقاء والحياة، التي تسمح بحياة الإنسان وتقوته وتعوله، بما فيها من أسباب الرزق والمعايش.

رابعاً: قصدت السورة إلى توجيه الأبصار والبصائر إلى مكنونات هذا الكون وأسراره، وظواهره وأحواله، وبيان سنة الله التي جرت بها مشيئته بالمكذبين، وهي سنة واحدة، يأخذ الله بها المكذبين بالبأساء والضراء؛ لعل قلوبهم ترق وتلين وتتجه إلى الله، وتعرف حقيقة ألوهيته. فإذا لم يستجيبوا، أخذهم بالنعماء والسراء، وفتح عليهم أبواب كل شيء، حتى إذا انتهى بهم اليسر والعافية إلى الاستهتار وقلة المبالاة، وحسبوا أن الأمور تمضي جزافاً بلا قصد ولا غاية، أخذهم بغتة، وهم غافلون. لم يدركوا حكمة الله في الابتلاء بالضراء والسراء، ولم يتدبروا حكمته في تقلب الأمور بالعباد، ولم يتقوا غضبه على المستهترين الغافلين، وعاشوا كالأنعام، بل أضل حتى جاءهم بأس الله.

خامساً: تضمنت السورة تقرير عقيدة البعث والإعادة في الآخرة، ووزن الأعمال يوم القيامة، وترتيب الجزاء على ثقل الموازين وخفتها، وسؤال الرسل في الآخرة عن التبليغ وأثره، وسؤال الأمم عن إجابة الرسل. وبيان كون الجزاء بالعمل، جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وإيراثهم الجنة وحالهم ومقالهم فيها، وإقامة أهل الجنة الحجة على أهل النار، وضرب الحجاب بين أهل الجنة وأهل النار، والتنبيه على مسألة قيام الساعة، وكونها تأتي بغتة.

سادساً: بينت السورة أصول التشريع الكلية، وبعض قواعد الشرع العامة؛ فقررت بداية أن شارع الدين هو الله تعالى، وحرمت التقليد في الدين، والأخذ فيه بآراء البشر، وبالمقابل عظمت من شأن النظر العقلي والتفكر; لتحصيل العلم بما يجب الإيمان به، ومعرفة آيات الله وسننه في خلقه وفضله على عباده.


محاور السورة
سابعاً: الأمر بأخذ الزينة عند كل مسجد، والأكل والشرب من الطيبات المستلذات، والإنكار على من حرم زينة الله، التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، وبيان أنها حق للذين آمنوا في الحياة الدنيا، وقيدها بعدم الاعتداء والإسراف فيها. وبيان مِنَّة الله على البشر بإنزال اللباس لستر العورات، وتيسير الزينة للتجمل بها بين الناس. وبالمقابل حصرت أنواع المحرمات الدينية العامة من الفواحش الظاهرة والباطنة، والإثم والبغي.

ثامناً: بيان أن الإيمان بما دعا الله إليه، والتقوى في العمل بشرعه فعلاً وتركاً، سبب اجتماعي طبيعي لسعة بركات السماء والأرض وخيراتها على الأمة.

تاسعاً: قررت السورة سُنَّة اجتماعية أخرى، حاصلها أن الأرض ليست رهن تصرف الملوك والدول بقدرتهم الذاتية فتدوم لهم، وإنما هي لله سبحانه، وله وحده - بمحض مشيئته وحكمته - سلبها من قوم، وجعلها إرثاً لقوم آخرين. ومدار هذه السُّنَّة على أن العاقبة في التنازع بين الأمم للمتقين، أي: الذين يتقون أسباب الضعف والخذلان والهلاك، كاليأس من روح الله، والتخاذل والتنازع والفساد في الأرض والظلم والفسق، ويتلبسون بضدها، وبسائر ما تقوى به الأمم من الأخلاق والأعمال، وأعلاها الاستعانة بالله الذي بيده ملكوت كل شيء، والصبر على المكاره مهما عظمت. وأن الأمم المستضعفة مهما يكن عدوها الظالم لها قوياً، فليس لها أن تيأس من الحياة.

عاشراً: بيان أن سنة الله في الأمم التي ترث الأرض من بعد أهلها الأصلاء، هي سُنَّته تعالى في أهلها، فإذا كان هؤلاء قد غلبوا عليها; بسبب ظلمهم وفسادهم وجهلهم وعمى قلوبهم، فكذلك يكون شأن الوارثين لها من بعدهم، إذا صاروا مثلهم في ذلك.

حادي عشر: بيان أصول الفضائل الأدبية والتشريعية الجامعة بأوجز عبارة معجزة، والدعوة إلى السماحة واليسر، وبالواضح من الأمر، الذي تعرفه فطرة البشر في بساطتها، بغير تعقيد ولا تشديد. والإعراض عن الجاهلين، بعدم مؤاخذتهم، أو مجادلتهم، أو الاحتفال بهم.

ثاني عشر: توجيه المؤمنين إلى أدب الاستماع لهذا القرآن؛ وأدب ذكر الله تعالى، مع التنبيه إلى مداومة هذا الذكر، وعدم الغفلة عنه.

هذه المقاصد لا تعدو كونها إشارات لكثير من المقاصد التي تضمنتها هذه السورة خصوصاً، والقرآن الكريم عموماً.


س
فضل السورة
ورد في فضل هذه السورة بعض الأحاديث والآثار، نذكر منها:

- ما رواه واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلت بالمفصل)، رواه أحمد وغيره.

- وروي عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من أخذ السبع الطوال فهو حبر)، رواه أحمد.

- وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ في المغرب بـ (الأعراف)، فرقها في الركعتين. رواه النسائي، وقال النووي: إسناده حسن.

- وعن مروان بن الحكم، قال: قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في المغرب بقصار، وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بطولى الطولَيَين، رواه البخاري. وفي رواية عند أبي داود ، قال: ما طولى الطولَيَين؟ قال: الأعراف، والأنعام.

- وعن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} (الحجر:87)، قال: هي السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس.
( يتبع – سورة الأنفال )







 

رد مع اقتباس