عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2021, 02:07 PM   #34


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي


















أهم محاور السورة

- المحور الثالث عشر: لقد جعل الله تعالى حفظ مكانة الكعبة وحرمتها أصل الحكمة في حرمة الصيد، وتمرين المسلم نفسه على التقوى في كل أحواله، وتعويدها الوقوف عند حدود الله عز وجل فلا تتجاوزها، بل تظل مؤمنة أن مرجعها ومحشرها إلى خالقها وحده، الذي أنزل شرعه لرعاية مصالح تلك النفس بتخليصها من الشرك ودرء المفاسد عنها، وفي ذلك الإطار ورغم هذا التحريم العام للصيد فقد أذن الله تعالى في استئصال شأفة كل ما يؤذي ولو كان من جنس ما حرم، كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جُنَاح: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور" .
هذا ولما كان الاصطياد يتم بحشر المصيد إلى حيث يعجز عن الخلاص، وكانت حالة الإحرام أشبه شيء بحالة الحشر في التجرد عن المخيط والإعراض عن الدنيا وتمتعاتها، ذكر الله تعالى عباده بالعرض عليه يوم المحشر والمآب للمواظبة على طاعته والاحتراز عن معصيته ومخالفة أمره، خاصة في منطقة الأمان التي يقيمها عز وجل للبشر في زحمة الصراع في جنبات الكعبة الحرام، والأشهر الحرام، لتطفئ جانبا من أوار المعركة المستعرة في أجواء الخصومة والحرب على فتات فان، ولتلطف جزءا من الصراع والتزاحم على لعاعة من الدنيا، وتضفي على الحياة رونقا من السكينة والدعة يتفيأ ظلاله الأحياء من جميع الأنواع والأجناس، فتحل الطمأنينة محل الخوف، ويحل التآخي محل القطيعة والخصام، وترف أجنحة من الحب والإخاء والأمن والسلام {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (الآية:95).

- المحور الرابع عشر: لقد جعل الله تعالى أعظم الناس ذنبا من كان سببا في تضييق أو تشديد لشيء من أحكام الشريعة، كما جاء في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم المسلمين جرماً: من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته" ، فإذا كان هذا فيمن تسبب إلى تحريم الشارع صريحاً بمسألته عن حكم ما سكت عنه، فكيف بمن حرم المسكوت عنه أو أحل المحرم بقياسه ورأيه، فلو التزم الناس شرع الله تعالى إباحة وتحريما وأخذوا الأمور باليسر الذي شاءه الله لعباده ما كان التشدد، وما احتمل الناس تبعة التقصير والكفران، ولقد ذكر الله تعالى في سورة البقرة كيف أن بني إسرائيل حينما أمرهم الله أن يذبحوا بقرة بلا شروط ولا قيود، كانت تجزيهم أية بقرة، وكيف صاروا إلى أعظم الحرج حين أخذوا يسألون عن أوصافها ويدققون في تفصيلات تلك الأوصاف، فكان التشديد يأتيهم تباعا كلما غالوا في المسألة، ولو تركوا السؤال لما كان ذلك، وهكذا كان شأنهم في السبت الذي طلبوه ثم لم يطيقوه! . .وقد ظلت تلك سجيتهم دائماً حتى حرم الله عليهم أشياء كثيرة تربية لهم ولغيرهم وعقوبة على تعنتهم، فينبغي أن يحذر المسلم مسالكهم، ولا يضيّق على نفسه أو غيره بالسؤال عما لا يعنيه أو بالتفيهق والتعالم والتقول بما لم يشرعه الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (آية:101).

- المحور الخامس عشر: تأكيد وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عكسا لما قد يتوهمه الجاهل من ظاهر قوله تعالى: {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، والتي تحمل إشارة إلى أن ذلك فيما إذا بلغ جهده فلم يقبل منه المأمور، وهذا في قوله: {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}؛ لأن من ترك الأمر بالمعروف لا يكون مهتديا أبدا، وجملة ما عليه أهل العلم في ذلك أن الأمر بالمعروف متعين متى ما أمل الناصح القبول، أو توقع رد المظالم، ولو بجهد، ما لم يخف ضررًا يلحقه في خاصته، أو فتنة يدخلها على المسلمين، إما بشق عصًا، وإما بضرر يصيب طائفة من الناس، كما جاء عن أبي أمية الشعباني أنه قال:سألت عنها-أي الآية المذكورة- أبا ثعلبة الخشني، فقال لي:سألت عنها خبيراً، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام" .
وبلغ أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن بعض الناس تأول الآية بسقوط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإنكم تضعونها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه يوشك الله أن يعمهم بعقابه، وإن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده" ، فلا وجه لإسقاط تبعة كفاح الشر، ومقاومة الضلال ومحاربة الطغيان، وحين يحكم الباطل قبضته تضيق الدائرة، ورغم ذلك لابد من حفظ عهود الله تعالى في خاصة النفس مهما بلغت صولة الضلال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (آية:105).

- المحور السادس عشر: لقد ضمن الشارع الحكيم حفظ الحقوق كافة للأحياء والأموات والأيتام والكبار والصغار والرجال والنساء، فبعد أن نصب بعضا من المصالح العامة كحرمة البيت الحرام والشهر الحرام، أشار إلى أن كبراء الجاهلية لا هم نفعوا أتباعهم في حالهم ولا هم نصحوا لهم في مآلهم، ثم عقب ذلك بحتمية المآل الذي تكون الموت أولى محطاته، ثم ما يكون بعدها من كشف الأسرار يوم العرض والحساب على النقير والقطمير والجليل والحقير؛ وقد نبهت السورة الكريمة على بعض الاستعدادات التي ينبغي أن يعملها العبد لحظات قبل انقضاض المصير الحتمي إرشادا لمن حضرته المنية وهو بعيد عن أهله أن يوصي بما يحضره من المال-حفظاً لحق الورثة-باستحضار شاهدين عدلين من المسلمين إن وجدهما، وتسليمهما ما يريد أن يسلمه لأهله غير الحاضرين. فإن لم يجد مسلمين يشهدهما ويسلمهما ما معه، جاز له أن يكون الشاهدان من غير المسلمين. فإن ارتاب أهله في صدق ما بلغه الشاهدان من أداء ما استحفظا عليه، فإنهم يوقفونهما بعد أداء الصلاة ليحلفا بالله، أنهما لم يكذبا في شهادتهما ولم يتوخيا بالحلف مصلحة لهما ولا لأحد آخر، ولو كان ذا قربى، ولم يكتما شيئاً مما استحفظا عليه . . وإلا كانا من الآثمين . . وبذلك تنفذ شهادتهما. فإذا ظهر بعد ذلك أنهما ارتكبا إثم الشهادة الكاذبة واليمين الكاذبة والخيانة للأمانة قام أولى اثنين من أهل الميت بوراثته بالحلف بالله أن شهادتهما أحق من شهادة الشاهدين الأولين، وأنهما لم يعتديا بتقريرهما هذه الحقيقة. وبذلك تبطل شهادة الأولين وتنفذ الشهادة الثانية. فهذه الإجراءات أضمن في أداء الشهادة بالحق؛ وأبلغ أثرا لتخويف الشاهدين الأولين من افتضاحهما ورد شهادتهما، وأدعى لحملهما على تحري الحق. ثم ينتهي السياق إلى دعوة الجميع لتقوى الله تعالى، ومراقبته وخشيته، والتزام أوامره {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ } (آية:106).

فضائل سورة المائدة

قد ذكر ابن كثير رحمه الله: أن الإمام أحمد روى عن أسماء بنت يزيد قالت: ( إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ نزلت عليه المائدة كلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة ).

وروى -أيضاً- الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: (أنزلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سورة المائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها ).

سورة المائدة آخر سورة نزلت كاملة
فإن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة فقالت لي: يا جبير ! تقرأ المائدة؟
فقلت: نعم، فقالت: أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم من حرام فحرموه .
إذاً: هي سورة محكمة، لم ينسخها بعدها سورة، وهذه السورة من مزاياها ومما يدل على ما ورد فيها من تشريع: افتتاحها بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1] فهذه قاعدة عظيمة جداً

سورة المائدة أكثر ذكراً لآيات الأحكام
ولو تتبعنا عناوين الأحكام فقط في هذه السورة لوجدناها كثيرة، منها: الصيد، ونكاح الكتابيات، وطعامهم، واتخاذ الكفار أولياء، وحد السرقة، وحد الحرابة، والقصاص، والعقود، والعهود -قال ابن عباس ومجاهد : [[العقود: بمعنى العهود ]] فكل عهد يجب الوفاء به، ويدخل في ذلك عهد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فكل مؤمن هو معاهد لله عز وجل بالإيمان والتصديق للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واتباع أمره، وكذلك بقية العقود- وأيضاً من الأحكام: البيوع، والشركة، والإجارة، والنكاح، والبيعة، والوكالة، وهذه من أنواع العقود، وهي داخلة في قوله تعالى: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1] ويدخل تحتها كل أنواع العقود مع الله -وهي أعظم ما يجب الوفاء به- ومع الخلق.

وأيضاً من الأحكام: كفارة اليمين، وحكم الخمر، وحد الخمر، والطهارة، والتيمم، وغيرها من الأحكام العظيمة التي وردت في هذه السورة العظيمة.
قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ [المائدة:1] وهذه أيضاً قاعدة عظيمة جداً في التحليل والتحريم.

إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ [المائدة:1] وهذه الآية عجيبة من الناحية اللغوية، ففيها استثناء في غاية الجمال والأسلوب، بحيث أن الاستثناء لا يمكن أن يأتي به لسان أو يقوله شاعر أو أديب إلا ويخطئ، ويكون في أسلوبه ركاكة، ولا نعلم أن أحداً من العرب جاء باستثناء من استثناء إلا وكان الأسلوب ركيكاً، وكذلك كان الأسلوب في قوله: إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ فيه استثناء آخر، فنستثني ما حرم فيبقى ما أحل، وما أحل نستثني منه حالة الصيد، وهذا كما ذكر في أول السورة: وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا [المائدة:2] وفي آخرها ذكر كفارة من فعل ذلك، فهذه سورة كلها أحكام، وفيها من مثل هذه العبر والدلالة.

( يتبع - سورة الأنعام )


سورة الأنعام

تعريف بالسورة
سورة مكية ما عدا الآيات:1-23-91-93-114-141-151-152-153 فهي مدنية
من السور الطول
عدد آياتها 165 آية
هي السورة السادسة من حيث الترتيب في المصحف الشريف
نزلت بعد سورة الحجر
تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء وهو " الحمد لله " .

سبب التسمية
سميت بـ "سورة الأنعام" لورود ذكر الأنعام فيها ، "وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا " ولأن أكثر أحكامها الموضحة لجهالات المشركين تقربا بها إلى أصنامهم مذكورة فيها ومن خصائصها ما روى عن ابن عباس أنه قال : " نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة واحدة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح .


سبب نزول السورة

1) قال المشركون : يا محمد خبرنا عن الشاة إذا مات من قتلها قال : الله قتلها قالوا : فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال وما قتل الكلب والصقر حلال وما قتله الله حرام ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال عكرمة : إن المجوس من أهل فارس لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية وكانت بينهم مكاتبة أن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال وما ذبح الله فهو حرام فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شئ فأنزل الله تعالى هذه الآية .

2) قال ابن عباس يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله بفرث وحمزة لم يؤمن بعد فأُخبِر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا يعلي أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف اباءنا قال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله الا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية . جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف اباءنا قال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله الا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية .

3) عن عكرمة في قوله " قَدْ خَسِرَ الذينَ قَتَلوا أَولادَهُم سَفَهًا بِغيرِ عِلمٍ " قال نزلت فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة كان الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين جارية وتستحين أخرى فاذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال أنت علي كأمي إن رجعت اليك لم تئديها فترسل إلى نسوتها فيحفرن لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبلا دسنها في حفرتها وسوين عليها التراب .

محاور السورة
سورة الأنعام إحدى السور المكية الطويلة التي يدور محورها حول "العقيدة وأصول الإيمان " وهي تختلف في أهدافها ومقاصدها عن السور المدنية التي سبق الحديث عنه كالبقرة وآل عمران والنساء والمائدة فهي لم تعرض لشيء من الأحكام التنظيمية لجماعة المسلمين كالصوم والحج والعقوبات وأحكام الأسرة ولم تذكر أمور القتال ومحاربة الخارجين على دعوة الإسلام كما لم تتحدث عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا على المنافقين وإنما تناولت القضايا الكبرى الأساسية لأصول العقيدة والإيمان وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلي : قضية الألوهية – قضية الوحي والرسالة – قضية البعث والجزاء .

"قال المشركون: يا محمد خبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها قال : الله قتلها قالوا: فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال وما قتل الكلب والصقر حلال وما قتله الله حرام، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقال عكرمة: إن المجوس من أهل فارس لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية وكانت بينهم مكاتبة أن محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال وما ذبح الله فهو حرام فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء ، على مثل هذه الشبه والترهات التي طفق المشركون يثيرونها في وجه في محمد صلى الله عليه وسلم تمحورت جوانب كثيرة من السورة الكريمة.
من أهم محاور السورة:
- المحور الأول: خاطبت سورة الأنعام الوثنيين الجاحدين لألوهية الله تعالى، فأفاضت في إقامة الدلائل والبراهين على قدرته ووحدانيته {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}، ثم ثنت بذكر شهادته تعالى على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}، وثلثت بموقف المنكرين للقرآن المكذبين للوحي {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي أذانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إذا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}، وذكرت ما يؤول إليه أمرهم من الحسرة الشديدة والندامة القاتلة يوم القيامة {وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيات رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا}، وكذلك تكون نهاية كل متعصب للباطل جامد على الضلال مقاوم لكل صيحة تحرر من أغلال الخرافة.

- المحور الثاني: تميزت سورة الأنعام بكثرة التقريرات والتلقينات لاستنقاذ العقول من مهاوي الإلحاد ومهابط الخرافة {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}، واعتمدت أسلوب تبيان المرض {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ}، وأما الكافرون فهم بمنزلة الموتى الذين لا يسمعون ولا يستجيبون { وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}، فلم يغب أبدا عن كبراء المشركين أنه الحق ولكنهم كانوا يخدعون جماهيرهم لحفظ امتيازاتهم {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيات اللّهِ يَجْحَدُونَ}، وكشفا لما تعلقوا به من شبه في مهيعهم ذلك تورد السورة متعلقهم {وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ}، ثم تأتي بالرد المفحم الذي يتناسب معه {قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}، وهكذا وعلى هذا النمط يتواصل أسلوبها في ذكر الشبهة وإبطالها بما لا مزيد عليه، فحين بينت أن إعراض المشركين عن القرآن وعن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم منشؤه ظلمات الجهل التي يتخبطون فيها {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآياتنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ}، بينت أن النذارة بالقرآن إنما يستفيد منها أهل الخشية والإيمان {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.

- المحور الثالث: لقد وردت كلمة {قل} أربعاً وأربعين مرة إسعافاً من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم للرد على مخالفيه كسباً للمعركة الدائرة بين الحق والباطل، تقريرا لأمر النبوة، وتبيانا للدلائل الدالة على وجود الصانع، وكمال علمه وحكمته وقدرته، تنبيهاً على أن المقصود الأصلي من جميع المباحث العقلية والنقلية، وكل المطالب الحكمية إنما هو معرفة الله بذاته وصفاته وأفعاله برهانا على وجوده ووحدانيته، وإرشادا إلى معرفة صفاته القدسية، في كمال علمه، وجليل قدرته، وعظمة سلطانه، وسابغ جلاله، إنها صفات الكمال والجمال تعانقها آيات العظمة والجلال، تتراءى عيانا في خلقه البديع لذرات الكون وعلمه المحيط بكل شيء {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}، وتتماثل للناظرين في نعمه الجليلة على العباد بإنجائهم من الشداند {قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَاذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ}،

وترفع معالمها قدرته جلت عظمته على الانتقام ممن خالف أمره وعصى رسله عليهم السلام {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْس بَعْضٍ}.

من أهم محاور السورة:

-المحور الرابع: لقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بهجر مجالس السوء {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، وقد تكرر الأمر بهذا الهجر {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}، وبعد ذلك التحريض على مجافاة مجالسة الجهلة المغرورين ترفعا عن المشاركة في العبث والخوض في اللغو تعود الآيات إلى ذكر جانب من الحجج الدامغة، الدالة على التوحيد وبطلان عبادة الأوثان، ثم تحلق بعيدا عن الواقع المعقد مختزلة ضغثا من القرون لتغوص في أعماق التاريخ لتصل إلى قصة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام مع عباد الكواكب {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ... فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ}؛ لإقامة الحجة على مشركي العرب، في تقديسهم الأصنام وعبادتهم لها، لقد بشر إبراهيم عليه السلام بالتوحيد الخالص، الذي يتنافى مع الإشراك بالله {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، لقد ظلت جميع الطوائف والملل معترفة بفضل إبراهيم وجلالة قدره {وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}، ثم ذكر شرف الرسل من أبناء إبراهيم عليهم الصلاة والسلام جميعا، لتأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهديهم الكريم {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، أمرا لأمته بمواصلة الائتساء والاهتداء؛ لأن أمره صلى الله عليه وسلم أمر لنا، لأنه قدوتنا وأسوتنا.


-المحور الخامس: لقد دأب الكفار منذ الجاهلية الأولى إلى العلمانية المادية في واقعنا المعاصر على التشكيك في الله تعالى ورفض رسالاته {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ من شَيءٍ}، فكان القرآن ولا زال يواجههم بدلائل التوحيد في خلق الإنسان، والحيوان، والنبات، وفي خلق السموات والأرض، ويعدد لهم آلاء الله تعالى ونعمه المشهودة على خلقه، ويسرد لهم الأمجاد الإلهية في صورة تقارير حاسمة { إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى.....فَالِقُ الإِصْبَاحِ.....وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا.....وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ.....وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ......إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، ثم بيّن تعالى دلائل النبوة والبعث بياناً شافياً قاطعاً للعذر ليأمر نبيه عليه الصلاة والسلام بالاستمساك الوحي والصفح إعراضا عما يثيره المشركون {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}، ورفض الاستجابة لما تطلبوه من آيات وخوارق لأنها لن تزيدهم إلا عتوا وطمس بصائر رغم أيمانهم على زعمهم الإيمان إن جاءتهم {وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَتْهُمْ ءَايَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الاَْيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ}، فمن عميت بصيرتهم ولو جمعت لهم الآيات من إنزال الملائكة، وإحياء الموتى وتكليمهم، وحشر السباع والدواب والطيور وشهادتهم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، ما ولج الإيمان لهم قلبا، لتأصلهم في الضلال وتماديهم على الطغيان {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ}.



- المحور السادس: لقد بينت هذه السورة المباركة أن المشركين اختلقوا شرائع يتحاكمون إليها وابتدعوا عبادات يزاولونها ما أنزل الله بها من سلطان {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}، وهكذا واقع كثير من المنتسبين إلى الإسلام في انحرافهم يتواضعون على أمور ثم يضيفونها إلى الدين ويجعلونها من صميمه ويتمسكون بها ويتهاونون بما هو من أصل الشريعة، ولهذا انقسم البشر بهذا الوحي إلى فريقين: مهتد، وضال {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، فالذين التزموا الإيمان وطبقوا مستلزماته أمرا ونهيا شرح الله صدورهم للإسلام، وأنار قلوبهم بالقرآن فآمنوا واهتدوا {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ}، وأما الذين اتبعوا أهواءهم وساروا بقيادة الشيطان فقد ضلوا وغووا {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}، ورغم هذا التباين فإنهم سيحشرون إلى ربهم جميعا يوم القيامة للحساب، لينال كل جزاءه العادل على ما قدم في الحياة الدنيا {وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا...}.














 

رد مع اقتباس