عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-21-2013, 11:35 PM
نبض القلوب غير متواجد حالياً
    Female
لوني المفضل Teal
 رقم العضوية : 167
 تاريخ التسجيل : 02-11-2012
 فترة الأقامة : 4229 يوم
 أخر زيارة : 04-05-2019 (08:35 PM)
 المشاركات : 39,944 [ + ]
 التقييم : 367
 معدل التقييم : نبض القلوب is just really niceنبض القلوب is just really niceنبض القلوب is just really niceنبض القلوب is just really nice
بيانات اضافيه [ + ]
كيف نوفر الاتصال العاطفي الآمن لطفلنا






بسم الله الرحمن الرحيم
بطبيعتنا البشرية نهتم بأطفالنا ونرعاهم ونسعى دائما كأهل لإيجاد أفضل السبل لتنمية طفل يتمتع بشخصية سليمة، متأقلمة وناجحة.
إن دور الأهل يعتبر من أصعب الأدوار التي يشغلها الإنسان خلال حياته، بالذات أنه لم يتم إرفاق دليل لكيفية تربية الطفل مع ولادته، فيضطر الأهل الاعتماد على ما ورثوه عن آبائهم من سبل للتربية وعلى ما هو موجود في الأدب.
في وقتنا هذا نواجه صعوبة في الاعتماد على موروثاتنا جراء التغييرات الاجتماعية السريعة التي يتعرض لها مجتمعنا.
ومن أخطر هذه التغييرات هي نسبة الانفصال والتفكك الأسري الآخذة بالارتفاع من جهة، ومن جهة أخرى ابتعاد الأم عن أطفالها بحكم وظيفتها وأعمالها.
لقد أثبتت الأبحاث أن أحد الأسس المهمة التي تحدد صحة الطفل النفسية وبناء شخصيته هي علاقته مع أمه بالذات في السنوات الأولى لحياته. هذه العلاقة تدعى «الاتصال العاطفي» والتي لها ميزات عدة وبنائها يعتمد على الأم بشكل خاص. كم منا واجه صعوبه في ترك طفله في الحضانة لأول مرة؟ كيف تأقلم الطفل عند انفصاله عنا؟ هل طفلنا مرتبط بنا بشكل مبالغ به أم غير مبال؟ لكل هذه التصرفات والتساؤلات علاقة مباشرة بالاتصال العاطفي المبني بين الطفل وذويه.
الأم هي الشخصية الأولى التي تكون اتصالا عاطفيا مع الطفل، حيث يبدأ بالحمل فالولادة فالرضاعة، وعادة يشكل الأب الشخصية الثانية. بداية يكون الدافع للاتصال العاطفي لدى الطفل هو غريزي بهدف البقاء وتوفره الأم بشكل تلقائي وعفوي. يستخدم الطفل في الأشهر الأولى لحياته وسيلتين أساسيتين للحصول على الاتصال العاطفي وهما البكاء والابتسامة.
إن الأهل هما المسئولان الأساسيان عن توفير الحب والأمان للطفل اللذان يعتبران أولى حجارة البناء للاتصال العاطفي الآمن، وهنالك عدة طرق ممكن أن يعبر بواسطتها الأهل عن حبهم لطفلهم أذكر منها:
1- أهمها وأكثرها فعالية هي توفير الاحساس بالطمأنينة عن طريق الاتصال الجسدي مع الطفل، أي ضم الطفل وحضنه، تقبيله، ملاطفته، فحضن الأم هو أكثر الأمكنة أمانا ويعتبرها الطفل أهم من الطعام.
2-التعبير عن الحب بواسطة الكلام واللعب هام أيضا ويطور العديد من القدرات والمهارات لدى الطفل.
3-الكثير من الاهالي يعبرون عن حبهم للطفل بطريقة مادية وبالمقابل يطلبون منه تلبية حاجات معينة، كالتصرف الجيد والعلامات المرتفعة وغيرها، إن لهذا الوضع تأثيرات سلبية جدا على الصحة النفسية العائلية.
يتكون الاتصال العاطفي الآمن عند الطفل من خلال التهدئة المتكررة التي توفرها الأم له عند تواجده بضائقة ومده بالطمأنينة والأمان من خلال تواجدها وحضنها وتوفير حاجاته لاحقا، فتحفظ صورة الأم في داخل الطفل كأداة للتهدئة ويلجأ إليها ويستخدمها وقت الحاجة.
يقاس الاتصال العاطفي الآمن عند الطفل اعتمادا على ردود فعله وتصرفاته عند غياب الأم ورجوعها إليه. يلاحظ أن الطفل يشكو عند مغادرة الأم مثلا صباحا عند تركه في الحضانة، إذا احتاج الطفل إلى القليل من الوقت حتى يهدأ ويتأقلم ويستمتع باللعب فيبدو أن إحدى العوامل التي ساعدته على تهدئة نفسه هي صورة أمه المطمئنة التي نجح بتكوينها بداخله. أما الأطفال الذين لا ينفعلون عند مغادرة الأم ولا يفرحون عند عودتها والأطفال الذين ينزعجون كثيرا عند الانفصال ويصعب تهدئتهم طوال فترة غياب الأم، كلاهما لديه اتصال عاطفي غير آمن مع أمه ولم ينجح بحفظ صورتها المطمئنه.
افحصوا مع أنفسكم، أي نوع من الاتصال العاطفي لديكم مع أطفالكم..!!
ونصيحتي لكم اليوم هي كالتالي: الأم العربية بشكل خاص تشكل دفيئة منزلية تربي بها أطفالها وتحاول توفير أفضل الشروط الحياتية لراحة ورفاهية أطفالها، هذه الدفيئة رائعة ولكن بشرط أن لا تكون خانقة وخالية من الاستقلالية وأن تكون ذات صلة مع حياتنا الواقعية، كي لا يربطنا بأطفالنا اتصال عاطفي غير آمن يشكل عائقا أمامهم يمنعهم من التأقلم والاستقرار بحياتهم مستقبلا.







رد مع اقتباس