منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=3)
-   -   يقظة تأمل (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=187324)

اثير حلم 05-23-2020 05:21 PM

يقظة تأمل
 
يقظة المتأمل .. قلم / عبد الله البنين 23 / 05 / 2020
تمر ليلة القدر على الدنيا كغيرها من ليال السنة، في خصوصية مطلقة وفضل عظيم على الحياة وعلى الناس، لكن لها أثر مغاير عن مثيلاتها من الليالي، كما ذكر القرآن الكريم ليستبين الإنسان المؤمن المتأمل خصائص وفضل هذه الليلة العظيمة . وبمرورها على الدنيا تترك أثاراً واضحة وأحداثا متعاقبة وأخباراً مفصلة عامة وشاملة لكل شيء خلقه الله في الكون دون استثناء ، حيث يرى المتأمل أنها الليلة الناسخة، المجددة، الطاوية للأحداث والتغيرات الماضية والآتية على الدنيا، وأن الكون مسير بما فيه بمشيئة أقدار ليلتي قدر ماضية وآتية. وان الله خالق ومدبر الأكوان قادر على تغيير أحوال الدنيا وانتقالها من حال الى حال. وأن المؤمن بالله يقر بقدرة الرب وعظمته في الكون. وان المتأمل متفائل بكل شيء يحدث ويتغير ويظن بالله ظن الخير، حاذر غير متشائم فلا يقبل الظن والشك، ولا يقرب الشُّبهاتِ، ولا ينتظر الوقوع في الزلات،
في نظرة يقظة وتأمل لما حدث ويحدث في هذا العالم بين زمنين متقاربين، يُرى فارق كبير في تغير لنواحي الحياة في وقت قصير وهذا التغير مرده لعلم الله به، فالرب العظيم صانع الأكوان ومدبر الحياة له الفضل والأمر في تسيير الخلق والحياة. فما محاولة العلماء في كافة مجالات ونواحي العلم والحياة بتنوع تخصصاتهم وعلومهم وخبراتهم وأبحاثهم ودراساتهم والمتأملين والعرافين وغيرهم من البشر في معرفة أسرار وخصائص الكون الدقيقة ومشيئة الحياة ما هو إلا مجرد فضول المعرفة اليقيني، للإحاطة وللوصول أو الحصول على ( بعض من كل ) ما في جوانب الغيب المجهول، وهو القدر والرقم الصعب الذي لا يمكن مطلقا بأي حال معرفته أو الوصول إليه أو الحصول على شيء يمكن اكتشافه. ورغم كل هذا الكم المادي العظيم من التقدم وتطور الإمكانات والقدرات والطاقات المادية والعلوم التطبيقية والحسابات والحاسبات الرقمية الدقيقة وغيرها إلا أنها تبقى محاولات قاصرة،عاجزة، حائرة، أمام دقة وعظمة هذا الكون العظيم، فلا يستطيع العالم بإمكاناته وخبراته ومقدراته أن يطلع الغيب ويعلم ما خفي من أسرار وأمور الخلقِ و الحياة ، إلا بقدر الحاجة الممكنة التي يسمح بها الرب لهذا العالم ليعلمه، لتسيير وتصريف شؤون الحياة. فيُسَيّرُ ويُصيَرُ ويدبر الأمرَ كلهُ ويعالجه في السماء. وينزله الى الأرض.
يأتي شهر الصيام هذا العام في ظروف استثانية مغايرة تماما لما شهده العالم في سنوات قبلها، ففي خلال أشهر قليلة سبقت شهر الصيام ومعه، تبدلت أمور حياتية كثيرة وتغيرت تماماً كما هو مقدر لها أن تتغير، على كافة الأصعدة فشملت كل جوانب ومجالات الحياة المتعددة ــ الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ــ وغيرها الكثير، ونقصٍ في الأموال والأنفس والثمراتِ، بحيث أنه ما كان معلوما ومتعارفا عليه حياتيا عليه عند الناس تغير تدريجيا وأخذ مسارا مغايرا متراجعا للوراء فكأنما لم يكن موجود أصلاَ. هذا التغير التدريجي أثار دهشة عند البشر، مما ينذر مع عامل الوقت والزمن، أن أمورا كثيرة في الحياة ستتغير تباعا ، وان ما كان موجودا متعارفا عليه سيختفي بشكل تدريجيا وسيصبح في عالم المنتهي أو في حال العدم. تحقيقا لعدالة الرب في الحياة كما هو الموت والروح والبعث، وأن الله هو المبدئُ والمعيد لكل شيء .هذا الاختفاء التدريجي في عقل المتأمل هو رحمة بالبشر ~ وهو خير من أن يحدث ذلك على حين غِرّة فجأة للبشر، لأن ذلك لو حدث فجأة، فسيكون بمثابةِ صدمةً وكابوساً مرعباً وامرأ مزلزلا، لا يمكن للبشر، أن يتحمل عواقبه. وما أشد من ذلك الأمر إلا أن يستدرج الله الناس لأمر آخر يعلمه.
ليس من داع للتشاؤم والافتراض بأن الحياة ستتبدل على البشر لحال أسوأ، بل على العكس ربما يكون هذا التبدل أو التغير يكون لحال أفضل، وأجمل، ولو أفترض مثلا غير ذلك فليس للإنسان من خيار يختاره إلا أن ينيب ويذعن لواقع الحياة التي يفترضها الرب، لان الإنسان نفسه ليس كفئا أو مؤهلا أصلا لصيرورة الحياة. كما انه غير قادر على تصريف حياته ورزقه إلا بحول الله وقدرته .
في زمن الرفاهية وسعة الرزق يخاف الناس على حياتهم، وهذا أمر طبيعي، كون الرفاهية آتية من الراحة والانبساط ورغد العيش بعيدا عن الكدر. لكن المتأمل يدرك قبل غيره أن كل نائبةٍ أو ضيق يصيب البشر، هو أمر خير في العاقبة ، لأن المتأملَ دائماَ متفائلُ بأن الحياة تسير على ما يرام، وأن البساطة خير من التمادي في الكُلفةِ والإسراف والعبث، آخذا الدروس العظيمة في التأسي والعظة من حياة السلف، والإيمان واليقين بأن مع العسر يسر، ومع الشدة الفرج، وان الأمر ليس راجعا لاختيار البشر. والمتأملون متيقظون في الحياة للأمور، يقظة تامة، وليست يقظة جزئية أو مؤقتة، مدركين بنور الاستقامة واليقين لكل شيء يدور من حولهم .
سؤال أخير : استطاعت الأديان السماوية والأنبياء والرسل أن تقدم خدمة عظيمة لحياة البشر ، فماذا قدم البشر لحفظ كرامة الأديان ؟

انثى برائحة الورد 05-23-2020 05:59 PM

انتقاء موفق
أخي الكريم
بوركت جهودك، و كللت أعمالك
تحياتي و مودتي و تقديري الكبير

اثير حلم 05-23-2020 09:07 PM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى برائحة الورد https://skoon-elqmar.com/vb/SKOON202...s/viewpost.gif
انتقاء موفق
أخي الكريم
بوركت جهودك، و كللت أعمالك
تحياتي و مودتي و تقديري الكبير







الله واكبر، ههههـ بارك الله فيك وحفظك، شكرا لك لك نظير مرورك الموقر

شايان 05-24-2020 08:48 AM

تختم وترفع للتنبيهات
تضاف 500 مشاركة
للرقي والتميز

شايان 05-24-2020 08:55 AM

استاذي الفاضل
ما اروع تلك الكلمات التي خرجت بعفوية
التمعن والتساؤل
تلك ليلة كرمها الله واختارها لتنزيل اقدارنا
وارزاقنا وما لنا من تلك الحياة
نسترد ما تبقى من تأملاتنا في ملكوت
الله نقف عند حدود الالوهية فما نملك الا
ان نصف الغيبيات بحدود الله وما يختص به لنفسه
من الغيبيات
اما ماذا نملك نحن لتلك الاديان المنزلة
فلا اظن اننا نملك الا الحمد والمجد لله الواحد
الاحد خالقنا ومنزل الدين القيم

اديبنا الراقي
كلماتك ليست عادية ولا فيض مناجاتك
مجرد سطور بل هي اسراف مترف
بمتابعة كل ما هو عظيم من الاسلام
بارك الله فيض هذا القلم

الوسيم 05-24-2020 09:09 PM

يسلموووو على رقي الطرح واختياره
ابداع لايضاهى بالطرح
سلمت يمناك وعساك على القوه
تحياتي لك

نهيان 05-25-2020 02:39 PM

ان الله جلت قدرته افرد ليلة القدر بفضل كبير
حيث انزل فيها القرأن الكريم
وفضلها على الف شهر وجعل الملائكة تتنزل فيها
رحمة بالعباد وجعلها سلام الى مطلع الفجر
سوره قصيره ولاكن فيها اشياء عظيمه
فالسعيد من تدبر واتعض وطبق

اما مايحصل للامه من غمه وبلاء ماهو الاتذكير
بعظمة الله جلت قدرته فاين المتغطرسون
اين الجبابره هل من احد بمقدرته ان يرفع البلاء
اين اصحاب الاساطيل والطائرات والدبابات والصواريخ النوويه
يرعبون بها دول ويستعبدون بها دول ويبتزون بها دول
واتاهم الله بفيروس لايرى الا عندما يكبر الاف المرات
حبس الناس في بيوتهم رؤساء دول تم وضعهم في الحجر
فايروس لايستثني احد وجعل الرعب يدب في قلوبهم
قبل شعوبهم


استاذي الغالي
اثير حلم


اشكرك على رقي جلبك وتميزه
اجدت الاختيار وتميزت
يعطيك العافيه ياغاليه
ننتظر جديدك بكل شوق فلاتبخل
دمت في رعاية الله وحفظه

منى بلال 05-26-2020 02:37 AM

لا نملك الا ارن نكثر الحمد لله وان نستغفر
وان ندعو الله فى السر والعلانيه وان نتأمل الاشياء من حولنا
وان نوقظ ما غفل منا من واجباتنا نحو الله سبحانه وتعالى
مقال فى قمة الرووعة والتميز احبك قلمك اثير الحلم
وتلك الثقافة التى باسلوبك شكرا لك وفى انتظار جديدك بكل شوق


الساعة الآن 05:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا