منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=2)
-   -   ويؤثرون على أنفسهم (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=175191)

نبض القلوب 07-22-2014 11:04 PM

ويؤثرون على أنفسهم
 




بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر سبحانه في سورة الحشر ثلاثة أصناف من أهل الإيمان: المهاجرين، والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، مبينًا فضلهم ومكانتهم، ومثنيًا عليهم بما هم له أهل؛ ومما جاء في فيهم قوله تعالى: {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} (الحشر:9)، والمقصود في الآية الأنصار الذين ناصروا رسوله صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة.
وقد ورد في سبب نزول هذه الآية أكثر من رواية، أصحها ما رواه البخاري ومسلم، أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصابني جوع، فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال: من يضيف هذا الليلة رحمه الله، فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فاصطحبه إلى بيته، فقال لامرأته: هل عندك شيء قالت: لا إلا قوت صبياني، قال: فدعيهم يتلهون بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج، وأريه أنا نأكل. فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)؛ وفي رواية البخاري: فأنزل الله قوله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}. وقد جاء في بعض الروايات، أن الصحابي الذي استضاف ذلك الرجل هو أبو طلحة رضي الله عنه.
هذا أصح ما ثبت من روايات لأسباب نزول هذه الآية الكريمة، وهي تبين ما كان عليه الأنصار رضي الله عنهم من حب لإخوانهم المهاجرين، فكانوا يعطونهم أموالهم؛ إيثارًا لهم بها على أنفسهم، ولو كان بهم حاجة وفقر إلى ما بذلوا من أموال.
وقد وردت أخبار وأحاديث تبين مظاهر الإيثار التي كان عليها الأنصار رضي الله عنهم؛ من ذلك ما رواه البخاري في "صحيحه" قال: لما قدم المهاجرون المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لـ عبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالاً، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك، فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها.
وفي البخاري أيضًا أن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم أراضي البحرين على الأنصار، فقالت الأنصار: حتى تقسم لإخواننا من المهاجرين، مثل الذي تقسم لنا.
وروى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه، قال: قال المهاجرون يا رسول الله ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أحسن بذلاً في كثير، لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المأكل والمشرب والمنكح، حتى لقد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (لا، ما أثنيتم عليهم، ودعوتم الله لهم).
وكان المهاجرون بعد هجرتهم من مكة، قد نزلوا في دور الأنصار، وواسوهم في أموالهم ونسائهم؛ فلما غنم عليه الصلاة والسلام أموال بني النضير، دعا الأنصار وشكرهم فيما صنعوا مع المهاجرين في إنزالهم إياهم في منازلهم، وإشراكهم في أموالهم. ثم قال: إن أحببتم قسمت ما فتح الله علي من بني النضير بينكم وبينهم، وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم وأموالكم، وإن أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دونكم. فقال سعد بن عبادة وسعد بن معاذ: بل نقسمه بين المهاجرين، ويكونون في دورنا، كما كانوا. ونادت الأنصار: رضينا وسلمنا يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار). وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين، ولم يعط الأنصار شيئًا، إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة.
وقد روى الطبري في "تفسيره" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصار: إن إخوانكم قد تركوا الأموال والأولاد، وخرجوا إليكم، فقالوا: أموالنا بينهم مقاسمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو غير ذلك؟) قالوا: وما ذلك يا رسول الله؟ قال: (هم قوم لا يعرفون العمل، فتكفونهم وتقاسمونهم الثمر)، فقالوا: نعم يا رسول الله.
لأجل هذه المواقف التي وقفها الأنصار من أخوانهم المهاجرين، فقد أوصى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الخليفة بعده بالأنصار، فقال: (...وأوصيه بالأنصار خيرًا، الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبل، أن يقبل من محسنهم، وأن يعفو عن مسيئهم) رواه البخاري.
وهنا لنا وقفة تتعلق بقوله تعالى: {ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا}، فقد ذكر ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية، حديثًا رواه الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس، قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة)، فطلع رجل من الأنصار تقطر لحيته من وضوئه، قد حمل نعليه بيده الشمال، فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان في اليوم الثالث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني خاصمت أبي، فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثة أيام، فإن رأيت أن تؤويني إليك تلك الأيام فعلت، قال: نعم.
قال: فبت معه تلك الليالي الثلاث، فلم أره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه كان إذا استيقظ من نومه، ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، ولم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الليالي الثلاث، وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله !لم يكن بيني وبين أبي خصام ولا هجرة، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة)، فطلعت أنت الثلاث المرات، فأردت أن آوي إليك، لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا، ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه. قال عبد الله: فهذه التي بلغت بك، وهي التي لا تطاق.
وقد ساق كثير من المفسرين هذا الحديث عند تفسيرهم لقوله تعالى: {ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا}، وصلة هذا الحديث بسبب النـزول، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قسم للمهاجرين ما فتح الله عليه من أموال بني النضير، دون الأنصار، كان من الممكن أن يكون ذلك سببًا دافعًا لإثارة الحسد في نفوسهم، فبين سبحانه سلامة صدور الأنصار تجاه أخوانهم المهاجرين خاصة، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث أهمية سلامة الصدر تجاه الآخرين عامة.
ومن خلال هذه الآية، وسبب نزولها، يمكن إدراك أهمية صفة الإيثار في حياة المجتمع المسلم؛ الأمر الذي ينعكس على تطور المجتمع وتقدمه لما فيه خيره في الدنيا والآخرة؛ وبالمقابل بينت الآية الكريمة أثر صفة الشح على حياة المجتمع؛ وما يؤدي إليه من التباغض والتحاسد وتقطيع روابط الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع.

نهيان 07-23-2014 02:47 AM

نبوووضه
أسأل ألله أن يجزيك بكل ألخير
وألدرجة ألرفيعه من ألجنه
وبآرك ألله فيك ونفع بك
دمتي بسعآده لآتفارقك

نبض القلوب 07-25-2014 02:40 PM

نهيان,*
نورت يالغلا بطلتك الراقيه

ودي لسموك ,**

عاشق الصمت 07-25-2014 06:23 PM

جزاكي الله عنا خير الجزاء
و جزاكي الدرجة الرفيعة من الجنة
موضوع رائع و راقي , دمتي بخير

نبض القلوب 07-25-2014 11:41 PM

عاشق,*
نورت يالغلا بطلتك الراقيه

ودي لسموك ,**

حلم 09-08-2014 05:07 AM

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك وفي طرحك القيم
وجعل ماقدمت في موازين حسناتك
الله يعطيك العاافيه

نبض القلوب 09-19-2014 09:43 PM

هيبة,*
نورتي يالغلا بطلتك الراقيه
ودي لسموك ,*

فاتنة بعشقي 10-29-2014 10:26 PM

جزاك الله خير الجزاء ونفع بك،
على الطرح القيم،
وجعله في ميزان حسناتك،،
وألبسك لباس التقوى والغفران،
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله،،
وعمر الله قلبك بالإيمان،
،ولا حرمك الاجر,

نبض القلوب 10-31-2014 10:38 PM

هيبه,*
نورتي يالغلا بطلتك الراقيه
ودي لسموك ,*

هدوء الكون 12-02-2014 07:31 PM


طـرح يـعـلـؤ جـبآل آلـرُقـي ؤ آلـإبـدآع

جـزآكِ آلـلـه خـيـرآً ؤجـعـلـه بـمـيـزآن

حـسـنآتـكِ ؤ رزقـكِ جـنآن آلـفـردؤس

آلـلـه يـعـطـيـكِ آلـعـآفـيـه ..

تـحـيـتـي آلـعـطـرهـ ..


الساعة الآن 11:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا