منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=2)
-   -   توحيد الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته.. (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=182791)

عطر الزنبق 07-19-2019 12:04 PM

توحيد الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته..
 
توحيد الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته


يتجلى معنى توحيد الأسماء والصفات في الإيمانُ بما أثبته الله تعالى لنفسِه في كتابه، وأثبته له رسولُه (صلى الله عليه وسلم) في سنّته من الأسماء الحسنى، والصفات العُلى، من غيرِ تحريفِ ألفاظها أو معانيها، ولا تعطيلها بنفيها، أو نفي بعضِها عن اللهِ عزّ وجلّ، ولا تكييفها بتحديدِ كُنهها، وإثبات كيفيّةِ معينةٍ لها، ولا تشبيهها بصفات المخلوقين. وبذلك يكون توحيد الأسماء والصفات إفراد الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في القرآن والسنة، والإيمان بمعانيها وأحكامها.

أولاً: الأسس التي يقوم عليها توحيد الأسماء والصفات:
إنّ توحيدَ الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته يتطلّبُ التقيُّدَ في ذلك بكتاب ربنا وبسنّة رسولنا (صلى الله عليه وسلم)، فلا نصنعُ له اسماً أو صفةً ليست واردةً في الوحيين، ولا نشبِّهه بأحدٍ من خلقه، فهو سبحانه متّصفٌ بكلِّ كمالٍ، منزَّهٌ عن كلِّ نقصٍ. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ*} [الشورى :11]. وعلى ذلك فيمكِنُ أن نذكرُ هـذه الأسس:


1 ـ إنّ أسماءَ الله تعالى وصفاته توقيفيةٌ، فلا نُثْبِتُ للهِ تعالى ولا ننفي عنه إلا بدليلٍ من الكتاب أو السنة، إذ لا سبيلَ إلى ذلك إلا من هـذا الطريق.
2 ـ إنَّ الإيمان بأن الله تعالى لا يشبهُ أحداً من خلقِهِ لا في أسمائه ولا صفاته، كما لا يشبهه أحد من خلقه، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ*} [الشورى :11].
3 ـ إنَّ صفاتِ الله كلَّها صفاتُ كمالٍ، فله سبحانه الكمالُ المطلقُ، وهو المنزّهُ عن كلِّ نقص. وقال ربيعةُ الرأي شيخُ مالك قبله: «الاستواء معلومٌ، والكيفُ مجهولٌ، ومِنَ اللهِ البيانُ، وعلى الرسولِ البلاغُ، وعلينا الإيمان».

ثانياً: أدلة هـذا النوع من التوحيد:
لا تخلو سورةٌ من سور القران الكريم من ذكرِ اسمٍ من أسماء الله تعالى، أو صفةٍ من صفاته، ومن ذلك سورةُ الإخلاص فهي بكاملها أسماء الله وصفاته قال تعالى: {قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد} ففي هـذه السورة وصف الله سبحانه وتعالى نفسَه بأنّه (أحدٌ صمدٌ) فهـذان الوصفان يدلاّن على اتصافِ الله بغايةِ الكمال المطلق، قال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أْسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *} [الانعام :14]. وبهـذا يتبيّن لنا أنّ تنزيهه سبحانه عن العيوبِ والنقائصِ واجبٌ لذاته، كما دلّت على ذلك سورةُ الإخلاص.

ثالثاً: أسماء الله الحسنى:
لربنا تبارك وتعالى أسماءٌ سمّى بها نفسه، منها ما أنزله في كتابه، كالأسماء الموجودةِ في القرآن الكريم، ومنها ما علّمه الله تعالى بعضَ خلقه من الأنبياء والمرسلين، أو الملائكة المقربين، أو مَنْ شاءَ الله تبارك وتعالى. ومن أسمائه سبحانه ما استأثر به في علم الغيب عنده، فلا يعلمه أحد وأسماء الله تبارك وتعالى كثيرة: بل كما قال ربنا عز وجل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا *} [الكهف :109]. وهي توقيفية: فلا يحقُّ لأحدٍ مِنَ الناس أن يخترعَ لله تعالى اسماً، وإنّما أسماؤه سبحانه هي ما جاء في القران الكريم أو السنة بصفة الاسم، إنَّ مِنْ خيرِ ما تورثه هذه الأسماء الصفاءَ والسكينةَ والوئامَ، والإحجامَ عن الناس، والتواضعَ لذي الجلال، إلى سعةِ العقلِ والفهمِ والإدراكِ، ولعلَّ من إحصائها ألا تتحوّل إلى مادةٍ للخصام أو الجدل العقيم، الذي لا يثمِرُ معرفةً قلبية، على أنَّ البحث العلمي الهادئ مطلبٌ لا بدَّ منه لمن أراد سلوكَ الطريق.

رابعاً: الصفات الإلهية:
تنقسمُ الصفاتُ الإلهيّةُ إلى عقليةٍ وخبريةٍ، وإلى ذاتيةٍ وفعليةٍ اختياريةٍ، فالصفاتُ العقليةُ والخبريةُ جاء بها القران الكريم وتحدّثت بها السنة.
1 ـ الصفات العقلية: وهي التي يمكِنُ أن يُسْتَدَلَّ عليها بالعقل: كالعلم، والقدرة، والإرادة، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام، والرحمة، والحكمة، والعلوّ، ونحوها.
2 ـ الصفات الخبرية: وهي التي لا يستطيعُ العقلُ إدراكَها مِنْ غير طريق النصوص، فطريقُ إثباتها ورودُ خبرِ الصادقِ بها فقط، وذلك كالوجه، واليدين، والعين، والاستواء على العرش، ونحو ذلك، فهـذه الصفاتُ يجب الإيمانُ بها كالصفات العقلية من غير تمثيلٍ، ولا تعطيل، ولا تحريفٍ، ولا تكييف، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى :11}.

خامساً: أثر الصفات الإلهية على الأخلاق:

تحدّث الشيخ عز الدين بن عبد السلام في كتابه «شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال» على صفات الله، وكيفية توحيده وتنزيهه، والوجه الأسلم في ذلك، وكيفية التخلّق بصفات الله عز وجل، فقال:
1 ـ التخلّق بالقدوس: القدُّوس هو الطاهر من كل عيب ونقصان.
2 ـ التخلّق بالسلام: إنْ أُخذَ من تسليمه على عبادِهِ فعليك بإفشاء السلام، فإنّه من أفضل خصالِ الإسلامِ.
3 ـ التخلّق بالإيمان: «المؤمن»: إن أُخِذَ من تصديقِ الله نفسَه، فعليك بالإيمانِ بكلِّ ما أنزله الرحمن.
4 ـ التخلّق بالهيمنة: «المهيمن»، هو الشهيدُ، فإنْ أُخِذَ من مشاهدته لعباده واطلاعه عليهم في القيامة.
5 ـ التخلّق بالعزة: «العزيز»: إنْ أُخِذَ من الغلبة، فهو كالقهّار، وثمرة معرفته: الخوفُ.

6 ـ التخلّق بالجبر: «الجبار»: إنْ أُخِذَ من جبروت العَظْمِ والفقير إذ أصلحتهما، فثمرت معرفته رجاء جبره وإصلاحه.
7 ـ التخلّق بالتكبر عن الرذائل: «المتكبر»: إنْ أُخِذَ من تكبره عن النقائص فهو كالقدُّوس، فتكبَّر عن كلِّ خلق دنيءٍ.
8 ـ التخلّق بالحلم: «الحليم»: هو الذي لا يعجِّلُ بعقوبةِ المذنبين، فاحلمْ عن كلِّ مَنْ اذاك وظلمك وسبّك، وشتمك، فإنَّ مولاك صبورٌ حليمٌ، بَرٌّ كريمٌ.
10 ـ التخلّق بالإعزاز: «المعز»: خالق العِزُّ، وثمرةُ معرفته الطمَعُ في إعزازه بالمعارف والطاعات، والتخلق به بإعزاز الدين، ومن تبعه من عباد الله المؤمنين.

11 ـ التخلّق بالإذلال: «المذل» خالِقُ الذُّل، وثمرة معرفته خوفُ الإذلالِ بالمعاصي والمخالفات، والمعاملة به بإذلالِ الباطلِ وأشياعِهِ، وإخمالِ العُدوان وأتباعه.
12 ـ التخّلق بالانتقام: «المنتقم»: هو المعذِّبُ لما يشاء من عباده عَدْلاً، وثمرة معرفته: الخوفُ من انتقامه.
13 ـ التخلّق باللطف: «اللطيف» إن أُخِذَ من معرفة الدقائق، فثمرة معرفته خوفك ومهابتك وحياؤك من معرفته بدقائق أحوالك.
14 ـ التخلّق بالشكر: «الشكور»: إن أُخِذَ من ثنائه على عباده، فثمرة معرفته رجاؤك الدخولَ في مدحته بطاعته.

سادساً: وصف الله تعالى نفسه بالمغفرة لا يعني الإغراء بالمعاصي:
وصف الله سبحانه نفسَه بأنه غفّار وغفور للذنوب والخطايا والسيئات لصغيرها وكبيرها، وحتى الشرك إذا تاب منه الإنسان، واستغفر ربه، قِبل الله توبته، وغفر له ذنبه، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *} [الاسراء :53].

ولكن لا يجوزُ للمسلمِ أن يُسْرِفَ في الخطايا والمعاصي والفواحش بحجّة أنّ الله غفور رحيم، فالمغفرةُ إنّما تكون للتائبين الأوابين، قال تعالى: {إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا *} [الإسراء :25]. إنَّ منهج أهل السُّنَّة والجماعة في الأسماء يُسمُّون اللهَ بكلِّ ما سمَّى به نفسَه في كتابه، أو على لسان رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، لا يزيدون ولا ينقصون، ولا نفي ولا إثبات إلا بنصٍّ، ويُثبتون لله عزَّ وجلَّ ويَصفونه بما وصف به نفسه في كتابه، أو على لسانه رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ ولا تكييفٍ ولا تمثيلٍ، ويَنفُون عن الله ما نفاه عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم.

انثى برائحة الورد 02-16-2020 06:01 PM

شاكره لكم ما قدمتم من ابداع وتميز
سلمت اناملكم ما نقلتم من كلمات قيمه
الله يعطيكم العافيه

عطر الزنبق 02-16-2020 07:47 PM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى برائحة الورد https://www.skoon-elamar.com/vb/SKOO...s/viewpost.gif
شاكره لكم ما قدمتم من ابداع وتميز
سلمت اناملكم ما نقلتم من كلمات قيمه
الله يعطيكم العافيه


اسعد الله قلبك وامتعه بالخير دوما
اسعدنى كثيرا مرورك وتعطيرك هذه الصفحة
وردك المفعم بالحب والعطاء
تحياتى بكل الود والتقدير

نهيان 02-21-2020 05:48 PM

الامبراطوره

جزيتي من الله عنا بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسناتك
اضعاف مضاعفه لاتعدولاتحصى
دمتي في رعاية الله وحفظه

عطر الزنبق 02-22-2020 03:06 AM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهيان https://www.skoon-elamar.com/vb/SKOO...s/viewpost.gif
الامبراطوره

جزيتي من الله عنا بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسناتك
اضعاف مضاعفه لاتعدولاتحصى
دمتي في رعاية الله وحفظه


اسعد الله قلبك وامتعه بالخير دوما
اسعدنى كثيرا مرورك وتعطيرك هذه الصفحة
وردك المفعم بالحب والعطاء
تحياتى بكل الود والتقدير

سمارا 02-22-2020 12:49 PM


بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا


لحن الروح 02-22-2020 01:48 PM

(’)
.
دَام عَطَائِكْ.. يَآطُهرْ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا
حَفِظَك الْلَّه مِن كُل مَكْرُوْه ..
*
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك.., ,

http://3b8-y.com/vb/images/smilies/200 (44).gifhttp://3b8-y.com/vb/images/smilies/200 (52).gifhttp://3b8-y.com/vb/images/smilies/200 (44).gif

الوسيم 02-23-2020 08:26 PM

موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك

الوسيم 02-23-2020 08:27 PM

موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك

العاشق الذى لم يتب 03-21-2020 10:24 PM

جزيت خيرا


الساعة الآن 06:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا